يرمي التجار والمستهلكون في القمامة أطعمة صالحة للاستهلاك البشري. وقد كشفت دراسة علمية لمنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة عام 2013 أن كمية الطعام التي تهدر سنوياً تبلغ نحو 300 مليون طن، تشكل ثلث المواد الـغذائية التي ينتجهـا العالم. وهي تكفي لإطعام الجياع البالغ عددهم نحو 900 مليون شخص.
لا مبرر لهدر الطعام، لا اقتصادياً ولا بيئياً ولا أخلاقياً. فهو يعني هدر المال والطاقة والأرض والمياه والأسمدة والأيدي العاملة اللازمة لإنتاج الغذاء وتوزيعه.
تستهلك الزراعة نحو 75 في المئة من المياه، وكل كيلوغرام من لحم البقر على مائدتك استهلك نحو 15 ألف ليتر من المياه، ورمي نصف شطيرة همبرغر يوازي رمي كمية المياه التي تستهلك في الاستحمام تحت الدش لمدة ساعة كاملة. وينسحب الهدر أيضاً على استخدام مزيد من المواد الكيميائية مثل الأسمـدة والمبيدات، ومزيد من الوقود للنقل.
في البلدان النامية، يحدث معظم الهدر في مراحل مبكرة من السلسلة الغذائية، ويمكن أن يعزى إلى نواقص مالية وإدارية وفنية في تقنيات الحصاد وفي التخزين ومرافق التبريد. ويمكن الحد منه عن طريق دعم المزارعين وإرشادهم والاستثمار في مرافق التخزين والنقل وتوسيع الصناعة الغذائية وصناعة التوضيب. كما أن رفع الوعي لدى الصناعات والتجار والمستهلكين، واعتماد وسائل أفضل لحفظ الطعام الذي يُرمى حالياً، هي اجراءات مهمة لتخفيض مقدار الخسائر والهدر.
وتلعب قيود التجارة العالمية دوراً كبيراً في خسارة محاصيل البلدان النامية، التي تُرفض كميات كبيرة منها لعدم تلبيتها مواصفات اللون أو الشكل مع أنها صالحة للأكل. وفي كثير من البلدان الأفريقية، تقدر خسائر الحبوب في مراحل ما بعد الحصاد بنحو 25 في المئة من مجمل المحصول.
ويؤدي سلوك المستهلكين دوراً كبيراً في البلدان الصناعية. في الولايات المتحدة مثلاً، يرمى ما معدله 30 في المئة من كل الطعام، والنفايات العضوية هي المكون الأكبر للنفايات في المطامر الأميركية. وتهدر الأسر في بريطانيا نحو 7 ملايين طن من الطعام كل سنة، أي نحو ثلث الـ22 مليون طن التي تشتريها.
يتجاوز سكان العالم القدرة التجديدية للأرض بشكل كبير، لأنهم ينتجون ويستهلكون حالياً أكثر مما في أي وقت مضى، أكثر من حاجتهم الفعلية بكثير، ولذلك يولّدون كميات هائلة من النفايات. كما أن طرق استهلاكنا للموارد غير المتجددة وتخلصنا غير المسؤول من نفاياتنا تغير في نظمنا الإيكولوجية بشكل يصعب إصلاحه في أحيان كثيرة. حتى الموارد المتجددة، مثل المياه والأخشاب والأسماك، تُستنزف سريعاً.
لقد بلغنا الآن حدّ الخطر، وصار لزاماً علينا ممارسة الاستهلاك المستدام الذي يقوم على مبدأ «افعل أكثر وأفضل بكمية أقل»، من خلال تقليص استهلاك الموارد وإنتاج النفايات، وتخفيف التدهور البيئي والتلوث، مع تعزيز نوعية الحياة للجميع.
وإذا حرصنا على تخفيض «بصمتنا الغذائية» فسوف نستطيع تخفيض أثر البشرية على كوكبنا.
كادر
5 طرق لتقليص بصمتك الغذائية
1. اشترِ فقط ما تحتاج إليه 20 – 50% من مشترياتنا تنتهي في مطمر النفايات
2. كُلْ كمية أقل من اللحوم والألبان 70% من بصمة العالم الغذائية هي من منتجات حيوانية
3. كُلْ كمية أقل من الغذاء المصنَّع كلما ازداد تصنيع الغذاء كبرت بصمته البيئية
4. اشترِ أغذية محلية في مواسمها هذه المواد الغذائية تجتاز مسافات أقل وتخزَّن لمدة أقصر
5. ازرع طعامك هكذا تحصل على أفضل الطعام المحلي الموسمي غير المصنَّع