قبل سنوات قليلة، كان مجرد الحديث عن تغيّر المناخ شبه ممنوع، حتى لا نقول من المحرّمات، في أوساط عربية رسمية عدة. لذا فوجئ ممثلو المجتمع المدني المشاركون، بصفة مراقبين، في الدورة التاسعة للجنة المشتركة للبيئة والتنمية في الوطن العربي، التي التأمت الشهر الماضي في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، باقتراح الأمانة الفنية لمجلس وزراء البيئة العرب لموضوع تغيّر المناخ، بين مواضيع أخرى، عنواناً ليوم البيئة العربي 2008.

كان واضحاً أن ممثلي الدول يؤيدون اختيار موضوع تغيّر المناخ، بشبه إجماع. وحين صدر رأي معترض، على أساس أن مساهمة العرب في تغيّر المناخ ضئيلة، "فما شأننا بالموضوع"، جاءت الردود سريعة أنّه، وان كانت مساهمة العرب في الانبعاثات المسببة لتغيّر المناخ لا تتجاوز 3 في المئة، إلا أن الأثر عليهم سيكون مئة في المئة، خاصة في توسّع رقعة الجفاف وارتفاع مستويات البحار، مهددة 18 ألف كيلومتر من الشواطئ العربية المأهولة. في النهاية، تبنى المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة شعاراً يحمل رسالة قوية، جاء من صفوف المجتمع المدني: المناخ يتغيّر... فلنستعدّ!

"البيئة والتنمية"، التي حملت عشرة من أغلفتها الـ116 قضية تغيّر المناخ، تُرحّب بتبني القضية على المستوى الوزاري، وتدعو إلى الاستعداد منذ اليوم لمشاركة فعّالة في يوم البيئة العربي في 14 تشرين الأول (أكتوبر) 2008، لأن "المناخ حتماً يتغيّر"، وعلينا أن نكون مستعدين.