وجدت دراسة علمية جديدة أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تنتشر في أنسجة الجسم المختلفة وتسبب تغيُّرات سلوكية مثيرة للقلق.
وتعدّ الجزيئات البلاستيكية الصغيرة التي يقل طولها عن 5 مليمترات من أكثر الملوّثات شيوعاً وانتشاراً على هذا الكوكب، حيث تشق طريقها إلى الهواء والماء والغذاء، وفقاً لما ذكرته صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية.
وقد أظهرت الأبحاث الآن أن المواد البلاستيكية الدقيقة تتسلل إلى الجسم على نطاق واسع كما تفعل في البيئة.
وقام علماء في جامعة رود آيلاند الأميركية، بتعريض عدد من الفئران لمستويات متفاوتة من اللدائن الدقيقة في مياه الشرب لمدة ثلاثة أسابيع.
لاحظ الباحثون أن القوارض بدأت تتحرك وتتصرف «بشكل غريب»، وأظهرت سلوكاً مشابهاً للخرف لدى البشر.
وبعد تشريح الفئران، وجد الباحثون أن الجزيئات البلاستيكية بدأت تتراكم في كل عضو، بما في ذلك الدماغ وفي فضلات الجسم.
ونظراً لأن اللدائن الدقيقة يتم ابتلاعها عن طريق الفم، كان من المتوقع العثور عليها في الجهاز الهضمي والكبد والكلى، لكن انتشارها إلى أنسجة أخرى كان صادماً، وفقاً لما أكد المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور جايمي روس.
وأوضح روس: «إن اكتشاف المواد البلاستيكية الدقيقة في أنسجة مثل القلب والرئتين، يشير إلى أن هذه المواد تتجاوز الجهاز الهضمي ومن المحتمل أن تسير في مسار الدورة الدموية».
وأضاف: «من المفترض أن يكون من الصعب جداً على هذه المواد اختراق حاجز الدم في الدماغ. ومع ذلك تمكنت الجزيئات من الدخول إليه. لقد وجدناها في أنسجة المخ العميقة».
وأشار الباحثون إلى أن اختراق المواد البلاستيكية الدقيقة لأنسجة المخ قد يؤدي إلى انخفاض في البروتين الحمضي الليفي الدبقي، الذي يدعم خلايا الدماغ.
ويرتبط الانخفاض في مستوى البروتين الحمضي الليفي الدبقي بالمراحل المبكرة لبعض الأمراض التنكسية العصبية، بما في ذلك ألزهايمر والاكتئاب. (عن "الشرق الأوسط")