في خطوة تأتي بعد كوريا الجنوبية، أعلن بيان مشترك، صدر الخميس وصول أول شحنة من الأمونيا قليلة الانبعاثات من السعودية إلى اليابان، وهي الشحنة الحاصلة على شهادة معتمدة من جهة محايدة لاستخدامها وقوداً لتوليد الكهرباء، ما يُعدّ علامة فارقة في مسيرة تطوير حلول الطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية.
وتأتي هذه الشحنة ثمرة تعاونٍ فعّال بين جهات عدة في سلسلة القيمة للأمونيا قليلة الانبعاثات، فقد أنتجت شركة «سابك للمغذيات الزراعية» الأمونيا باستخدام «اللقيم» المنتج من «أرامكو السعودية»، وجرى بيعها لشركة «فوجي أويل (إف أو سي)» اليابانية عن طريق شركة «أرامكو للتجارة».
وتولّت شركة «ميتسوي أو إس كي لاينز (إم أو إل)» مسؤولية نقل السائل إلى اليابان، ثم تم نقل الأمونيا قليلة الانبعاثات إلى مصفاة سوديغوارا، حيث يتم استخدامها في توليد الكهرباء عن طريق الحرق المشترك، بدعم فني من شركة «جابان أويل إنجنيرنغ كو (جي أو إي)».
وتُصنَّف الأمونيا على أنها قليلة الانبعاثات لأن كمية ثاني أوكسيد الكربون المنبعثة أثناء إنتاجها سبق احتجازها واستخدامها في تطبيقات التكرير والمعالجة.
وأعلنت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية خططاً لزيادة استخدام الأمونيا باعتبارها وقوداً لتوليد الكهرباء وأنظمة دفع السفن، وذلك ضمن الجهود المبذولة لتحقيق أهداف البلاد الرامية إلى إزالة الكربون بحلول عام 2050. وتُعدّ شحنة الأمونيا قليلة الانبعاثات التي وصلت إلى اليابان جزءاً من جهود كبيرة تبذلها «أرامكو السعودية» وشركة «سابك للمغذيات الزراعية» لإنشاء شبكة إمدادات عالمية من هذا الوقود منخفض الانبعاثات الكربونية، كما تستعد الشركتان إلى توريد الأمونيا قليلة الانبعاثات لتلبية احتياجات الطلب المبكر للعملاء الآخرين.
يُشار إلى أن الأمونيا قليلة الانبعاثات لا تُعدّ وسيلة لنقل الهيدروجين قليل الانبعاثات فحسب، بل إنها مصدر طاقة مهم بحد ذاته يمكن أن يساعد في إزالة الكربون من القطاعات الرئيسة، بما في ذلك توليد الطاقة لكل من المرافق والصناعات.
يذكر أنه في عام 2020، أرسلت «أرامكو السعودية» بالتعاون مع «سابك» أول شحنة من الأمونيا قليلة الانبعاثات إلى اليابان في مشروع تجريبي، حيث حازت الشركتان السعوديتان عام 2022، أول اعتماد في العالم من جهة محايدة لمنتجات الهيدروجين والأمونيا قليلة الانبعاثات.
وفي نهاية ذلك العام، كانت الشركتان قد سلّمتا أول شحنة من الأمونيا قليلة الانبعاثات المعتمدة في العالم إلى كوريا الجنوبية، في وقت أسهمت فيه الشحنة الأخيرة إلى اليابان في تقريب حلول الطاقة منخفضة الكربون إلى وضع تكون فيه هذه الحلول اتجاهاً سائداً. (عن "الشرق الأوسط")