حذر العلماء من أن عودة ظاهرة «إلنينو» المناخية في وقت لاحق من العام الحالي، ستؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية «خارج المتوقع» وحدوث موجات حر غير مسبوقة، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وتشير التوقعات المبكرة إلى أن «إلنينو» ستعود في وقت لاحق من العام الحالي، ما يؤدي إلى تفاقم الطقس القاسي في جميع أنحاء العالم ليجعل من «الوارد جداً» أن يتجاوز ارتفاع درجة حرارة العالم 1.5 درجة مئوية. ومن المعلوم أن العام الأكثر سخونة في التاريخ المسجل كان في 2016 بسبب «إلنينو» أيضاً.
وتعد ظاهرة «إلنينو» جزءاً من حالة تذبذب طبيعي مدفوعة بدرجات حرارة المحيط والرياح في المحيط الهادي، الذي ينتقل بين «إلنينو» ونظيره الأكثر برودة «لا نينا» والظروف المحايدة.
وقد شهدت السنوات الثلاث الماضية سلسلة غير عادية من أحداث «لا نينا» المتتالية.
ومن المتوقع بالفعل أن يكون هذا العام أكثر سخونة من عام 2022، الذي تصنفه مجموعات البيانات العالمية على أنه العام الخامس أو السادس الأكثر سخونة على الإطلاق. لكن «إلنينو» تحدث خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي ويدوم تأثير الاحترار شهوراً، ما يعني أن عام 2024 من المرجح أن يسجل رقماً قياسياً عالمياً جديداً لدرجة الحرارة.
وأدت غازات الاحتباس الحراري المنبعثة من الأنشطة البشرية إلى ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية بنحو 1.2 درجة مئوية حتى الآن. وأدى ذلك بالفعل إلى آثار كارثية في جميع أنحاء العالم، من موجات الحر الحارقة في الولايات المتحدة وأوروبا إلى الفيضانات المدمرة في باكستان ونيجيريا، ما ألحق الضرر بملايين البشر.
في هذا الصدد، قال البروفسور آدم سكيف، رئيس قسم التنبؤ بعيد المدى في مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة: «من المحتمل جداً أن ترفع موجة إلنينو الكبيرة التالية درجات الحرارة بأكثر من 1.5 درجة مئوية. واحتمال ثبات السنة الأولى عند حدود زيادة 1.5 درجة مئوية في فترة الخمس سنوات المقبلة هو الآن نحو 50 في المئة».
ومن جانبه أفاد البروفسور جيمس هانسن، الأستاذ في جامعة كولومبيا في نيويورك، وزملاؤه أخيراً: «نرى أن عام 2024 سيكون على الأرجح خارج المتوقع باعتباره العام الأكثر دفئاً على الإطلاق». (عن "الشرق الأوسط")