اقتربت الولايات المتحدة خطوة باتجاه الموافقة على خطة الديمقراطيين للتصدي لتغيُّر المناخ، إذ من المتوقع إقرار مشروع قانون حاسم في غضون أيام.
وتتضمن الخطة المقترحة تخصيص مبلغ 369 بليون دولار للعمل على مكافحة تغيُّر المناخ، وذلك في إطار مشروع قانون يُسمى "قانون الحدّ من التضخم".
ويهدف التشريع إلى المساعدة في تقليل انبعاثات الكربون في الولايات المتحدة بنسبة 40 في المئة بحلول عام 2030.
وأقر مجلس الشيوخ مشروع القانون يوم الأحد. ويمكن لمجلس النواب، الذي يتمتع فيه الديمقراطيون بأغلبية، إقراره يوم الجمعة.
وقال بعض الجمهوريين إنهم سيحاولون تعطيل أو منع التقدم في مشروع القانون، الذي يتضمن أيضاً 64 بليون دولار للرعاية الصحية.
وقبيل التصويت النهائي، قال السيناتور الديمقراطي رون وايدن إن التشريع "سيعطي الخدمة العامة سمعة طيبة". لكن السناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا، ماركو روبيو، قال إن مشروع القانون بعيد المنال لأنه لا يساعد في خفض الأسعار لطبقة العمال أو "إبقاء المجرمين في السجن".
وسيكون التشريع أكبر استثمار حتى الآن في الطاقة النظيفة من قبل الولايات المتحدة. ومع ذلك، فهو نسخة مصغرة من إجراء أوسع بكثير كان العديد من الديمقراطيين يأملون في الموافقة عليه العام الماضي.
وناقش الكونغرس يوم السبت نسخة معدلة من التشريع، بعد الاتفاق على تنازلات مع إثنين من الديمقراطيين البارزين الرافضين للتشريع، السيناتور جو مانشين من وست فرجينيا وكيرستن سينيما من أريزونا.
وكان مانشين يخشى أن يؤدي مشروع القانون الأصلي إلى تفاقم التضخم.
وتتضمن الإجراءات الخاصة بمجال الصناعة في مشروع القانون إعفاءات ضريبية لتطوير الطاقة النظيفة، ما سيساعد في التكاليف الأولية المرتفعة للمشروعات المعتمدة على هذا النوع من الطاقة. كما سيتم إنشاء "مسرّع لتكنولوجيا الطاقة النظيفة" بقيمة 27 بليون دولار للمساعدة في تطوير التقنيات المتجددة.
وفي الوقت نفسه، يمكن أن تحصل بعض الأسر على ما يصل إلى 7500 دولار كائتمان ضريبي لشراء سيارة كهربائية، و 4000 دولار لشراء سيارة مستعملة.
كما سيتم منح 60 بليون دولار للمجتمعات التي عانت أكثر من غيرها من التلوث الناجم عن استخدام الوقود الأحفوري.
وتعهد الرئيس جو بايدن - الذي وصف مشروع القانون بأنه "تاريخي" - بإعادة الولايات المتحدة إلى المسرح الدولي بشأن العمل المناخي.
وفي نيسان ( أبريل) من العام الماضي، تعهد بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الولايات المتحدة بنسبة 50 في المئة على الأقل بحلول عام 2030.
وفي الشهر الماضي، أعلن عن 2.2 بليون دولار للمساعدة في بناء بنية تحتية يمكنها مقاومة الطقس القاسي والكوارث الطبيعية.
وتعرضت الولايات المتحدة لفيضانات وحرائق غابات هائلة في السنوات الأخيرة.
ويزيد تغيُّر المناخ من مخاطر الطقس الحار والجاف الذي يحتمل أن يؤجج حرائق الغابات.
ولقد ارتفعت درجة حرارة العالم بالفعل بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بدء العصر الصناعي، وستستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تقم الحكومات في جميع أنحاء العالم بإجراء تخفيضات حادة في الانبعاثات. (عن "بي بي سي")