ذكرت دراسة جديدة أن العمل من المنزل بدوام جزئي قد يكون ضاراً بالبيئة لأنه يشجّع الناس على العيش بعيداً عن المكتب، ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعملون من المنزل ولو مرة واحدة في الأسبوع، يعيشون بعيداً عن أولئك الذين يعملون في المكتب بدوام كامل، من الإثنين إلى الجمعة، لذلك يتعيّن على العاملين عن بُعد السفر أميالاً أكثر في أسبوع معيّن، وبالتالي تُطلق سياراتهم المزيد من انبعاثات الكربون.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن العاملين عن بعد ينخرطون في المزيد من السفر في الأيام التي يعملون فيها من المنزل، على سبيل المثال، من خلال القيام برحلات إضافية إلى المتاجر والمقاهي.
ويقترح العلماء بناءً على هذه الأمور، أن التحوُّل الدائم إلى العمل الهجين بعد جائحة كوفيد، قد لا يفعل الكثير لتقليل انبعاثات الكربون.
وكانت المسافات المقطوعة في الدراسة عبارة عن مزيج من السيارات ووسائل النقل العام، مثل القطارات والحافلات والترام، وكلها لديها انبعاثات أكثر من غيرها.
وقال أحد الباحثين ستيفن سوريل، أستاذ سياسة الطاقة في كلية إدارة الأعمال في جامعة ساسكس: "توصلت دراستنا إلى أن العمل عن بُعد يمكن أن يكون له عواقب غير مقصودة تعوّض عن السفر المحتمل وتوفير الكربون".
وأضاف سوريل، "إذا كنت تتنقل ليومين فقط في الأسبوع، فيمكنك اختيار العيش بعيداً عن مكان عملك، وإذا كنت تعمل في المنزل أثناء النهار، فقد تختار القيام برحلات إضافية، ربما للتسوق أو لمجرد الخروج من المنزل"، مؤكداً "يجب علينا النظر في هذه الاحتمالات عند تقدير مساهمة العمل عن بعد لأهداف الكربون."
واستخدمت الدراسة بيانات من مسح السفر الوطني الإنجليزي لتقدير تأثير العمل عن بُعد على أنماط السفر للأُسر الإنجليزية خلال الفترة من 2005 إلى 2019 قبل أن تبدأ جائحة كوفيد، وبشكل عام، حلل الباحثون معلومات حول 3.6 مليون رحلة قام بها ما يقرب من 269000 فرد.
أجرى الدراسة خبراء في كلية إدارة الأعمال في جامعة ساسكس في برايتون ونشرت في مجلة Transportation Research Part A. (عن "اليوم السابع")