تدرس الحكومة المصرية مقترحاً قدمته البورصة لإنشاء منصة لتسويق خفوضات الكربون بهدف تنمية وعي الشركات والجهات بضرورة الحفاظ على البيئة والعمل على التخفيف من الانبعاثات الكربونية لمواجهة التغيُّرات المناخية، وذلك في إطار استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر الأطراف الـ27 للتغيُّرات المناخية (COP 27) في مدينة شرم الشيخ هذا العام.
ويقوم مشروع إنشاء منصة لتداول شهادات الكربون على مرحلتين، الأولى الانتهاء من قاعدة البيانات المركزية لجمع بيانات المشروعات التي تُخفض الانبعاثات الكربونية وتسجيل شهادتها، لإتاحتها في المرحلة الثانية للمستثمرين والشركات التي ستسعى لشرائها لإثبات مشاركتها في تخفيض الانبعاثات الكربونية.
وأكد خبراء أهمية إنشاء هذه المنصة لتشجيع الشركات على خفض الانبعاثات الدفيئة وتحقيق عائد، شريطة دراسة أنسب آلية لتطبيقها.
فشهادات الكربون تحصل عليها الشركات التي نجحت في خفض الانبعاثات الكربونية بأحد مشروعاتها لتتبادلها كصكوك مع شركات أخرى تنتج غازات أعلى من المعدل المسموح به بهدف تشجيع خفض الانبعاثات الكربونية في السوق المحلية، بجانب تحقيق عائد للشركات والدول التي خفضت انبعاثات الغازات الدفيئة لديها.
وانتشار سوق صكوك الكربون عالمياً مرتبط بتحديد سقف لحجم الانبعاثات في كل دولة، وبالتالي يمكن تداول هذه السندات، خاصة للدول التي تنتج انبعاثات أكبر من السقف المحدد، مع دول أخرى نجحت في تخفيض الانبعاثات أقل من الحدّ المسموح، أو بين الصناعات داخل الدولة نفسها، حيث يمكن مثلاً للصناعات مثل الأسمدة التي تنتج غازات دفيئة أعلى من السقف المسموح تبادل الشهادات مع صناعة الأغذية والتي تنتج انبعاثات أقل من الحدّ المسموح.
وبحسب تصريحات لرئيس البورصة، فإن هناك تعاون مع جهاز شؤون البيئة التابع للوزارة منذ عام 2018، بهدف تطوير آلية لتسجيل تلك المشروعات، والتسهيل على الشركات إمكانية الحصول على شهادات الكربون.
وتسعى الحكومة المصرية إلى خفض الانبعاثات الكربونية من خلال مضاعفة نسبة المشروعات الخضراء في الخطة الاستثمارية خلال العام المالي الجاري، ومستهدف زيادتها إلى 50 في المئة في العام 2024/2025، والتمويل المبتكر للمشروعات الخضراء من خلال السندات الخضراء.
وهناك قطاعات صناعية يصعب عليها خفض الانبعاثات الكربونية لديها نتيجة طبيعة هذه الصناعة وبالتالي ستقبل على شراء هذه الصكوك، كما سيشجع تداول الصكوك لتطوير بعض المصانع من آلاتها لتجنب زيادة الانبعاثات. (عن "CNN Arabic")