اكتشف العلماء أنه خلال عملية ذوبان الجليد الأزلي في منطقة سيبيريا، يتحرر غاز أوكسيد النتروز.
وتشير مجلة Nature Communications، إلى أن العلماء اكتشفوا هذا المصدر المجهول لغاز أوكسيد النتروز، في شرق سيبيريا. واتضح لهم أنه يتحرر خلال ذوبان التربة الصقيعية في القطب الشمالي الغنية بالمواد العضوية.
وأوكسيد النتروز (N2O) هو ثالث أهم غازات الاحتباس الحراري بعد ثاني أوكسيد الكربون والميثان، وتأثيره في المناخ أقوى بـ 300 مرة من تأثير ثاني أوكسيد الكربون. وينتج هذا الغاز في التربة نتيجة النشاط الجرثومي.
واكتشف علماء جامعة شرق فنلندا بالتعاون مع علماء من روسيا وألمانيا والولايات المتحدة والنمسا وكندا، خلال دراستهم لسلوك التربة الصقيعية في مناطق شمال شرق سيبيريا، أن غاز أوكسيد النتروز، يتحرر بكميات كبيرة من طبقات الجليد الغنية بالمواد العضوية.
وتمتد طبقات التربة الصقيعية الغنية بالمواد العضوية على مساحات واسعة في شرق سيبيريا وياقوتيا وحتى آلاسكا، وتعتبر مصدراً لغازات الاحتباس الحراري. وكان الباحثون سابقاً يركزون اهتمامهم على تحرر غاز ثاني أوكسيد الكربون والميثان. والآن اثبتوا أن انبعاثات غاز أوكسيد النتروز، ليست أقل خطورة على النُظم البيئية في القطب الشمالي.
وقاس الباحثون تركيز الغازات على ضفاف نهري لينا وكوليما في شرق سيبيريا، حيث انتشرت المواد العضوية على السطح.، نتيجة الذوبان السريع لجليد التربة الصقيعية، واكتشف الباحثون أن انبعاثات غاز أوكسيد النتروز، كانت في البداية قليلة، ولكنها حالياً زادت بصورة ملحوظة.
وتقول الدكتورة مايا ماروشاك، من جامعة شرق فنلندا، "انبعاثات النيتروجين الناتجة عن ذوبان التربة الصقيعية يمكن أن تزيد كثيراً من نسبة النيتروجين في النظم البيئية للقطب الشمالي، ما قد يكون له عواقب وخيمة على تثبيت النباتات لمستوى الكربون، وإغناء النُظم المائية بالمواد المغذية".
ويعتقد العلماء أن زيادة انبعاثات غاز أوكسيد النتروز مرتبط بجفاف واستقرار رواسب المواد العضوية بعد ذوبان الجليد، وكذلك تغيُّرات في الميكروبات المشاركة في دورة النيتروجين في التربة- زيادة في الحصة النسبية للميكروبات المنتجة للنترات وأوكسيد النتريك- المواد التي تسبق تكون أوكسيد النتروز، وتقلّص نسبة الميكروبات المستهلكة لأوكسيد النتريك. (عن "نوفوستي")