توصلت دراسة أميركية حديثة، إلى أن الجهاز التنفسي للأطفال يتأثر بشكل قوي بدخان حرائق الغابات حتى لو كان الحريق بسيطاً.
وقالت روزانا أغيليرا، مؤلفة الدراسة الرئيسية وباحثة ما بعد الدكتوراه في مجال الصحة البيئية في جامعة كاليفورنيا، إن الدراسة راجعت سجلات 170 ألف طفل تم فحصهم في قسم الطوارئ بسبب مشاكل الجهاز التنفسي من عام 2011 إلى 2017، في مستشفيات "رادي" للأطفال الواقعة بمدينة "سان دييغو" بولاية كاليفورنيا.
وأوضحت أن الأعراض التي عانى منها الأطفال الذين كان عمر أغلبهم أقل من 5 أعوام، كانت الربو وصعوبة التنفس وضيق التنفس والسعال، وصادف دخول 30 في المئة من أطفال العينة إلى المستشفى ومعاناتهم من هذه الأعراض بعد وقوع حرائق للغابات، مقارنة بنسبة دخول الأطفال بنفس الأعراض بسبب عوادم السيارات، حيث لم تتعد نسبتهم 4 في المئة، بحسب موقع "سيتات نيوز" الأميركي.
وأكدت أن نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة "طب الأطفال" الأميركية، توصلت إلى أن تأثير دخان حرائق الغابات أقوى على الجهاز التنفسي للأطفال من عوادم السيارات والملوثات الأخرى، كما أن الأطفال تتأثر بحرائق الغابات أكثر من البالغين.
وأشارت إلى تأثير حرائق الغابات على الأطفال يعود إلى أن رئة الصغار مازالت تتطور وهذا يجعلهم يتنفسون أسرع من البالغين، وبالتالي يحصلون على نسبة أكبر من الهواء، وعندما تحدث حرائق بالقرب منهم يستنشقون الهواء المحمل بجزيئات الدخان الدقيقة أكثر من البالغين.
وأوضحت أنه مع استمرار تغيُّر المناخ وما يترتب عليه من تدهور بيئي وحدوث كوارث طبيعية، على وكالة حماية البيئة التحرك بشكل أكثر فعالية لحماية الأطفال من مشاكل الجهاز التنفسي الناتجة عن دخان حرائق الغابات التي تزيد مع تدهور المناخ.
وقالت مؤلفة الدراسة، إن الجسيمات الناتجة عن حرائق الغابات لها تأثير على الجهاز التنفسي للأطفال على المدى الطويل أيضاً، حيث تصبح قدرة الرئة على العمل أقل جودة مع كثرة التعرض للحرائق، خاصةً مع وجود مصادر تلوث أخرى بالبيئة.
ونصحت من يعيشون في أماكن يكثر بها حدوث حرائق الغابات، باستخدام أقنعة N95 وأجهزة تنقية هواء داخل المنزل، لتقليل تأثير الهواء الملوث على رئة الأطفال. (عن "الشروق" المصرية)