استضافت منظمة الأمم المتحدة في نيويورك مساء الأربعاء للمرة الأولى حفل توزيع جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه على علماء وباحثين دوليين، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وحشد من السياسيين والديبلوماسيين وممثلي المنظمات والباحثين.
وأكد رئيس مجلس الجائزة الأمير خالد بن سلطان على أهمية الأمن المائي، قائلاً إنه "بات جزءاً لا يتجزأ من الأمن الوطني للدولة، وعنصراً مهماً من عناصر قوتها، والذي ينبغي أن توليه الاهتمام اللازم أجهزة الدولة كافة، والقطاعان العام والخاص، فضلاً عن كل الناس، بلا استثناء". وحذر من أن "الإرهاب الذي يبدد الأمن والأمان قد يغير استراتيجيته، فيستهدف الموارد المائية"، مناشداً الخبراء والمعنيين أن يولوا "الإرهاب المائي البيولوجي" الأهمية القصوى.
فاز مناصفة في جائزة "الابتكار" وقيمتها مليون ريال (266 ألف دولار) فريقان من الولايات المتحدة. يضم الفريق الأول الدكتورة ريتا كولول من جامعة ميريلاند- كولج بارك والدكتور شفيق الإسلام من جامعة تفتس، وقام هذا الفريق بتطوير وتجربة نموذج لاستخراج المعلومات عن الكلوروفيل من خلال بيانات صور الأقمار الاصطناعية لتحديد الانتشار المتوقع للكوليرا قبل وقوعه بمدة تصل إلى ستة أشهر.
وفاز بالنصف الآخر من الجائزة الدكتور بيتر ويبستر من معهد جورجيا للتقنية، وذلك لأعماله المميزة في التداخلات المناخية في المحيطات، وتأثيراتها على قوة الرياح الموسمية التي تفيد في توقع مبكر للفيضانات الموسمية قبل أسبوع أو أسبوعين من حدوثها ما يساعد في تخفيف الآثار الكارثية لهذه الفيضانات في المناطق الساحلية ذات الكثافة السكانية العالية.
أما الجوائز التخصصية الأربع، وقيمة كل منها 500 ألف ريال (133 ألف دولار)، فمنحت على الشكل الآتي:
فاز بجائزة "المياه السطحية" الدكتور غاري باركر من جامعة إلينوي أوربانا شامبين في أميركا، لتوضيح الخصائص المعقدة للأنهار المتعرجة، التي لم تدرس من قبل بشكل تفصيلي، وخصوصاً بعض المظاهر الجيومورفولوجية وآلية نقل الرواسب والتغيرات التي تطرأ في أشكال تلك الأنهار وسهولها الفيضية، نتيجة لحركة المياه وما يتبعها من عمليات تعرية، وبناء أشكال جيومورفولوجية جديدة من خلال نقل الرواسب.
وفي جائزة "المياه الجوفية" فاز الدكتور تيسا إيلانغاسيكاري من جامعة كولورادو للتعدين في أميركا، لتحسين المفاهيم الأساسية لحركة تدفق السوائل وما تحمله من ملوثات كيميائية، وطريقة انتقالها عبر الطبقات الحاملة للمياه المنفذة، من خلال عمل تجارب وبناء نماذج متقدمة، ما أتاح إمكان بناء توقعات جيدة عن حركة انتقال الملوثات الكيميائية في الأنظمة الهيدرولوجية المختلفة.
وفاز بجائزة "الموارد المائية البديلة" كل من الدكتور رونغ وانغ والدكتور أنتوني فين من جامعة نانيانغ التقنية في سنغافورة، لقيامهما بتطوير وتطبيق تجارب فريدة على أغشية التناضح الأمامية ذات الألياف المجوفة، إذ يجمع عمل هذا الفريق بين التناضح الأمامي والتناضح العكسي، وذلك بإضافة طبقة خارجية جديدة غير مبتكرة سابقاً للترشيح الدقيق جداً، ومشحونة بشحنة موجبة. ويعزز هذا النظام أداء الغشاء من خلال منع الترسيب والصدأ ومنع خاصية تركيز الاستقطاب الداخلي.
أما جائزة "إدارة الموارد المائية وحمايتها" ففاز بها الدكتور دانييل لوكس من جامعة كورنل الأميركية، لقيامه بتطوير وتطبيق نظم وأدوات لإيجاد حلول عملية لمشكلات إدارة الموارد المائية. ويقدم عمله إطاراً ديناميكياً فعالاً لدراسة العلاقة بين الإجهاد البيئي ومداخلات المستفيدين وخصائص النظم الهيدرولوجية.