تدعو حديقة نينفا، التي تبعد 60 كيلومتراً جنوب روما وتتميز بطابع انكليزي وتضم نباتات نادرة وآثاراً غامضة وشلالات وعصافير، زائريها إلى رحلة شاعرية في الزمان والمكان. فهذه الحديقة التي تعتبر "الأكثر رومنسية في العالم" تعود إلى نهاية القرن التاسع عشر، عندما وضعت عائلة كايتاني يدها على أراض مهجورة منذ قرون، ومن بينها مدينة نينفا القديمة التي دمرت عام 1382.
تقع الحديقة على طول نهر شفاف تنمو في قعره أعشاب مائية وتعيش فيه أسماك ترويت، وتجاور بقايا جسر روماني، الى جانب مركز قديم للجمارك. وهي تضم آثار 150 منزلاً وسبع كنائس.
وشكلت هذه الحديقة مصدر وحي لعدد كبير من الشعراء والكتاب الذين كانوا أعضاء في الحلقات الأدبية بين الأربعينات والستينات من القرن الماضي في باريس ثم في روما، ومن بينهم فيرجينيا وولف وتينيسي وليامز وترومان كابوتي وكارين بليكسن وتوماس اليوت والايطاليان البرتو مورافيا وبيير باولو باسوليني.
يسحر جو الحديقة الشاعري الزائر الذي يمتع نظره بآلاف النباتات والأزهار من كل أنحاء العالم. ويقول السفير الايرلندي في روما باتريك هينيسي الذي زار الحديقة: "إنها من أمجاد ايطاليا، هي سمفونية حقيقية بين الطبيعة وقدرة الانسان على الزراعة".