تتجدد مع بداية كل موسم شتاء شكوى أهالي العريضة الحدودية، على الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير وعند مصبه في البحر على الحدود اللبنانية - السورية، من أضرار تتسبب بها "عشبة النيل" التي تُعرف في التداول الشعبي باسم "ساق البطة". فهي تغطي سطح النهر من الشاطىء امتداداً في مجراه نحو كيلومترين، مما يعوق حركة مراكب الصيد، كما تشكل أضراراً كبيرة على الحياة النهرية لأنها قادرة على السيطرة على ما عداها من نباتات.
وتشير دراسات الى ان هذه النبتة، التي تنمو بسرعة كبيرة، يكاد يتعذر تفادي نموها وسيطرتها المطلقة حيثما توجد، وهي أثارت قلقاً كبيراً في العديد من بلدان العالم. فمكافحتها بالمواد الكيميائية والسموم أمر يحمل الكثير من الأخطار على الحياة البحرية والنهرية، وثمة محاولات لإيجاد عدو طبيعي لها في عدد من مراكز الابحاث.
تتكاثر هذه النبتة بسرعة فائقة وتعتبر من أكثر النباتات تمدداً على وجه الأرض، إذ تتضاعف أعدادها في فترة تتراوح من 5 أيام الى 18 يوماً، وتنافس النباتات الأخرى المغمورة والطافية، وتشكل ما يشبه سرطاناً عائماً يؤدي إلى تبخر كميات هائلة من المياه.
وتوضح الدراسات أخطار هذه النبتة والمشاكل البيئية التي تخلفها:
- فهي تؤثر في نوعية المياه وتقلل محتواها من الأوكسيجين، فتصبح بيئة غير صالحة للأنواع الحية الأخرى النافعة، وتشجع نمو أحياء أخرى ضارة.
- تستهلك كميات كبيرة من المياه، نحو ليتر يومياً لكل نبتة.
- تعوق الملاحة من خلال تكوين مسطحات كثيفة من النباتات المتشابكة والمتراصة.
- تسبب ضغطاً خطراً على الجسور العائمة المنصوبة على الأنهار.
- تحجب ضوء الشمس عن الأحياء الأخرى، ولا سيما العوالق النباتية التي تشكل القاعدة الأساسية للنظام البيئي والغذائي الأساسي للعوالق الحيوانية والأسماك.
- تعوق جريان مياه الري في الجداول الضيقة.
- تزيح النباتات المائية المستوطنة الأصلية، بالتنافس معها والتغلب عليها. (النهار)