الانبعاثات من السفن قاتل غير مرئي يسبب سرطان الرئة وأمراض القلب، ولكن يمكن خفض جزء كبير من 60 ألف وفاة تسببها هذه الانبعاثات سنوياً باستخدام أجهزة ترشيح في العوادم. هذا ما استنتجته دراسة جديدة أجراها فريق علمي من جامعة روستوك الألمانية ومركز الأبحاث البيئية في ميونيخ، وجدت علاقة وثيقة بين انبعاثات عوادم السفن وأمراض خطيرة تكلف الخدمات الصحية في أوروبا 58 بليون يورو سنوياً.
محركات السفن التقليدية، التي تحرق زيت الوقود الثقيل أو الديزل، تنفث تركيزات عالية من مواد ضارة تشتمل على معادن ثقيلة وهيدروكربونات وكبريت وجسيمات دقيقة مسرطنة. وسكان المناطق الساحلية هم الأكثر تعرضاً للخطر، إذ إن نصف التلوث الهوائي الناجم عن الجسيمات الدقيقة في المناطق الساحلية والأنهار والموانئ يأتي من السفن، بحسب الدراسة.
ارتبطت انبعاثات الجسيمات الدقيقة بازدياد الأخطار الصحية منذ عقود. وعلى رغم الجهود الكبيرة التي بذلت لخفض انبعاثات الكبريت والديزل السخامية من السيارات والشاحنات، لم تبذل جهود مماثلة بالنسبة الى قطاع النقل والشحن البحري. وتقول منظمة "النقل والبيئة" غير الحكومية إن "الوقود البحري أقذر 2700 مرة من ديزل السيارات، وفي حين يُدفع في أوروبا 35 بليون يورو سنوياً ضريبة وقود للنقل البري، تستخدم السفن وقوداً معفى من الضريبة".
وإذ تستأثر السفن بأكثر من خُمس الاستهلاك العالمي للوقود، فإن انبعاثاتها التي لا تخضع لأنظمة متشددة هي مدعاة لقلق الباحثين والناشطين البيئيين.