قبل أيام، اقتحمت مجموعة من الخنازير البرية حديقة مجمع سكني فخم في الجانب الأوروبي من اسطنبول، ما دفع عشرات السكان والحراس الى الهرب. وما لبثت أن توارت بسرعة في غابة مجاورة. لكن مشاهدة الخنازير البرية في المناطق الداخلية لأكبر مدينة في تركيا أصبحت تتكرر كثيراً خلال الأشهر الماضية.
ويعتقد العلماء والناشطون البيئيون أن مشاريع البناء الضخمة في اسطنبول تدفع الخنازير البرية الى الهروب من موطنها الطبيعي في الغابات الشمالية للمدينة، حيث شارف جسر البوسفور الثالث على الانتهاء ويجري بناء مطار ثالث.
يقول أونور أكجول الناشط في حركة الدفاع عن الغابات الشمالية: "إننا ندمر مواطن الخنازير البرية ومصادر غذائها. وهي لن تنتقل شمالاً إذ لا يمكنها العيش في البحر، لذلك تهاجر الى المدينة".
وأكد توبا إينال شكيك، من غرفة التخطيط الحضري في اسطنبول، أن البناء سيؤثر على سكان المدينة بقدر تأثيره على الحيوانات. فإزالة الغابات ستغير أنماط الرياح والأمطار وتزيد مستويات التلوث العالية أصلاً، "لذلك فإن الغرفة تعتبر الغابات الشمالية خطاً أحمر". وأضاف: "يجب التوسع على شاطئ بحر مرمرة، وليس في المنطقة الشمالية أو البوسفور، لأن منطقة الغابات هي رئتنا، هي رئة المدينة".