كان رئيس بلدية باريس السابق برتران ديلانويه وعد بها، وها هي قد رأت النور عقب خروجه من منصبه بأشهر قليلة. إنها نافورة المياه الغازية "الطبيعية" التي تتوسط الدائرة الباريسية الثالثة عشرة على مسافة خطوات من مدخل مكتبة فرنسوا ميتران الضخمة منذ منتصف أيار (مايو) الماضي.
وتنبع المياه الغازية من مصدرين، تجاور كلاً منهما لافتة صغيرة مفسرة تفاصيل التركيب الكيميائي للمياه المعدنية التي وفقاً للأسطورة المكتوبة، تأتي من منبع خارج العاصمة ثم شقت طريقها الى باريس بمساعدة فئة من الاختصاصيين أوصلوها إلى مكانها الحالي.
والمياه مجانية ويتسنى لمن يرغب في التمتع بمزاياها المنعشة أن يحضر معه زجاجة فارغة ويعبئها من أحد المصدرين.
وأمام الإقبال الذي تلاقيه النافورة التي تحمل اسم "ماء باريس الفوار" ينصح بالحضور في ساعة مبكرة من الصباح أو بعد العاشرة ليلاً، لأن طابور الانتظار يمتد على مسافة أمتار طويلة، خصوصاً في المواعيد التي تفتح فيها المكتبة ودار السينما المجاورة لها والتي تحتوي على 18 صالة.
وحضرت رئيسة بلدية باريس الحالية آن هيدالغو الافتتاح الرسمي للنافورة وحرصت على تعبئة زجاجتين كاملتين بالمياه، بعدما ألقت كلمة حيَّت من خلالها ديلانويه صاحب الفكرة ومؤسس المشروع. وأضافت أنها تنوي في مستقبل قريب تدشين نوافير أخرى من النوع نفسه في أحياء باريسية أخرى، علماً أن عواصم أوروبية أبدت فضولها تجاه النافورة وتخطط لاتخاذ مبادرات مماثلة في أحيائها المركزية. (الحياة)