دمر مخربون منحوتات صخرية ولوحات مرسومة على الصخور تعود إلى عصور ما قبل التاريخ في جنوب ليبيا، ما يعرض للخطر مجموعة من الآثار الغنية التي تعكس طبيعة التغيرات الحضارية في المنطقة، وتقول عنها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إنها تحمل «قيمة عالمية استثنائية".
وتقع تادرارت أكاكوس، أي مرتفعات أكاكوس، في الجنوب الغربي الليبي على الحدود مع الجزائر، وتشتهر بآلاف اللوحات والمنحوتات التي تعود إلى ما قبل 14 ألف عام. وكانت أحد أبرز المواقع السياحية في البلاد.
وتشمل أبرز الآثار فيلاً ضخماً منحوتاً على الصخور، بالإضافة إلى زرافات وأبقار ونعام في كهوف، يعود تاريخها إلى عصر لم تكن فيه المنطقة صحراوية بالشكل الحاضر.
لكن الكثير من هذه اللوحات تم تدميرها، أو تضررت من جراء رسومات على الجدران أو نحت أسماء بعض الأشخاص. وتسارعت أعمال التخريب منذ الحرب الأهلية التي اندلعت في العام 2011. ومع ابتعاد السياح وعلماء الآثار عن المنطقة، لأسباب أمنية، استولى صيادون على كتلة أكاكوس الصخرية، وأطلقوا النار على كثير من الحيوانات البرية في المنطقة الطبيعية الوعرة القاحلة.
وقال المسؤول في وزارة السياحة الليبية أحمد سرحان إن «التدمير لم يؤثر فقط في اللوحات، بل في المحمية الطبيعية أيضاً»، مضيفاً أن «هذه مشكلة تواجهها الجزائر أيضاً، حيث السلطات عاجزة عن وقف الاعتداءات على الطبيعة والآثار".
وتصف اليونسكو على موقعها الإلكتروني أكاكوس بأنها «تحتوي على بعض المناظر الأكثر استثنائية في العالم، ومن العجائب الطبيعية الفريدة»، وقد أدرجت موقع أكاكوس على قائمة التراث العالمي، ليكون أحد 981 موقعاً في العالم تعرف بقيمتها العالمية الاستثنائية للإنسانية.