Friday 22 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
حزيران (يونيو) 2010لبنان جنّة نفقدها
  • جزيرة النخل مزهرة
  • هدهد في حرج إهدن
  • عقاب
  • طيور مهاجرة حطت للمبيت على شجرة صنوبر في الرملية
  • صياد يحمل سلحفاة من النوع الضخم الرأس علقت في شباكه
  • بقايا الأرز واللزاب في جرد مربين
  • نحلة ترتشف رحيق زهرة في مرتفعات الضنية
  • فراشة إيكاروس الزرقاء
  • عصا الراعي الثلجي
  • أزهار مائية في حمى كفرزبد ـ عنجر
  • أزهار برية في جبل موسى
  • خوخ الدب (برقوق) أنواع برية
  • مراقبة الطيور في وادي الرملية
  • هيدريات تنتمي الى اللاسعات
  • فطر العروس
  • فطر المجنون
 استند الجرد العام الأول للتنوع البيولوجي في لبنان، الموثق في التقارير التي نظمت عام 1996، الى الدراسات والأبحاث المختلفة التي تعود الى النصف الثاني من القرن العشرين. ويحتاج هذا الجرد الى اعادة تقييم، للأسباب الآتية: أولاً، تضمينه نتائج الأبحاث التي أجريت بعد العام 1996. ثانياً، اكتشاف مزيد من الأنواع الحيوانية والنباتية، علماً ان ما هو معروف لا يشكل الا جزءاً صغيراً من مخزون الأنواع الموجودة في مختلف النظم الايكولوجية في لبنان، كما هي الحال في بلدان العالم كافة، اذ يقدر الاختصاصيون ان ما هو معروف حالياً لا يزيد عن 15 في المئة من مجمل الثروة الاحيائية. ثالثاً، تقييم حالة الأنواع التي تخضع لتغييرات من جراء التأثيرات التي تواجهها بفعل الاستغلال الجائر والزحف العمراني والتلوث على أنواعه، مما يعرضها للاندثار وخصوصاً الأنواع النادرة منها أو التي تواجه وضعاً خطراً أو تكون مهددة بالانقراض.
لذا، من الضروري تقييم الجرد الأول، وتكثيف الدراسات والأبحاث لاكتشاف المزيد من الأنواع وتوسيع معرفتنا لخصائصها وللنظم الايكولوجية التي تعيش فيها، مما يسهل صيانتها واستثمارها بصورة مستدامة. كما ان لبنان يستفيد من انضمامه الى الاتفاقية المعنية بالتنوع البيولوجي، وهو ليس عضواً فيها بعد، من خلال تبادل الخبرات والمعلومات التي تساعد في الحفاظ على تنوعه واستثماره بطريقة علمية. هذا المقال يستند الىإحصاءات دراسة 1996.
 
ميشال خزامي
يقع لبنان في شرق حوض البحر المتوسط، ويمتد على مساحة 10452 كيلومتراً مربعاً. ويتكون من منطقة ساحلية وسلسلتي جبال شرقية وغربية يفصل بينهما سهل البقاع. وهو يتميز بتعدد مناخاته، من حار وجاف الى معتدل رطب وشبه رطب. ويعود ذلك الى موقعه الجغرافي بين القارات الثلاث، أوروبا وآسيا وأفريقيا، وبين البحر المتوسط والمناطق الشرقية الجافة. وكذلك لتأثير الرياح الجنوبية الحارة والرياح الشمالية الباردة.
وبفعل موقعه وتنوع مناخاته المحلية وتضاريسه، من جبال مرتفعة وأودية عميقة، وكثرة مياهه وقرب جباله من البحر، اكتسب لبنان تنوعاً بيولوجياً قل مثيله في بلدان البحر المتوسط، ولا سيما في ما يخصّ النظم الايكولوجية. وهو يمتاز ببعض الأنواع النباتية التي لا نجدها في البلدان المجاورة، كما أن هناك بعض الأنواع المشتركة بينه وبين الأردن وسورية وفلسطين.
بينت الدراسات أن عدد الأنواع المعروفة والموصوفة في لبنان يصل الى 9119 نوعاً، منها 4486 نوعاً حيوانياً و4633 نوعاً نباتياً. أما من حيث توزيعها على مختلف النظم الايكولوجية فهو كما يلي: 2286 نوعاً في المياه المالحة، 987 نوعاً في المياه العذبة، 5846 نوعاً على اليابسة. ومن المتوقع اكتشاف أعداد كبيرة أخرى غير معروفة حالياً قد تناهز 60 ألف نوع ، وذلك استناداً الى المقياس العالمي الذي وضعه برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومفاده أن الأنواع المعروفة في العالم تقدر بنحو 13 في المئة فقط مما تختزنه النظم الايكولوجية.
 
إيكولوجيا السفوح المطلة على البحر
النظم الايكولوجية الأرضية هي الأغنى في لبنان من حيث عدد الأنواع وتنوعها. ويمكن تقسيمها نباتياً الى فئتين: النظم الكائنة في السفوح المطلة على البحر، والنظم الكائنة في السفوح المطلة على سهل البقاع.
تتضمن السفوح المطلة على البحر خمس مناطق نباتية متوسطية، هي:
المنطقة السفلى، من مستوى سطح البحر حتى ارتفاع 500 متر: تتميز بأنواع الخرنوب والبطم العلكي وحب الآس، وتحتوي على مجموعات حرجية من السنديان والصنوبر. وتستغل هذه الأحراج كمراع طبيعية للماعز والغنم. لكن هذه المنطقة تواجه اجتياحاً عمرانياً لكونها قريبة من البحر، وهذا ما يعرّض الأنواع الحية فيها للتدهور والاندثار.
المنطقة الوسطى، بين 500 و1000 متر فوق سطح البحر: تتميز بأحراج السنديان ومجموعات من السرو الدائم الخضرة، وتضم أجمل غابات الصنوبر المثمر. وتنتشر فيها زراعة الأشجار المثمرة البعلية والمروية.
المنطقة العالية، بين 1000 و1600 متر فوق سطح البحر: هنا تتوزع المجموعات الحرجية وفقاً للصخور الكلسية أو الرملية. ففي مواقع الصخور الكلسية نجد أحراج السنديان والملول، ويظهر نوع العِزر كمجموعات حرجية على ارتفاعات تقارب 1200 متر، وقد انحسرت مساحة أحراج العِزر بسبب تحويل أرضها الى زراعة الأشجار المثمرة. أما مواقع الصخور الرملية فتمتاز بغابات الصنوبر المثمر. وهذه المنطقة هي منطقة رعي أيضاً، وتكثر فيها بساتين الأشجار المثمرة كالتفاح والكرز والاجاص.
المنطقة الجبلية بين 1600 و2000 متر فوق سطح البحر: يمكن أن نسميها منطقة الأرز، حيث نجد مجموعات الأرز اللبناني وعددها لا يتعدى 11 موقعاً، وهي بقايا غابة الأرز الكبيرة التي كانت تغطي هذه المنطقة الجغرافية من أقصى شمال لبنان الى جبل نيحا في جنوبه. وغابات الأرز الصغيرة هذه مجموعات مختلطة من شجر الأرز اللبناني وغابات الشوح اللكيليكي واللزاب وأربعة أنواع بلوطية متساقطة الأوراق. وبسبب التعديات والحرائق والرعي الجائر قلّت فيها أنواع الأشجار الحرجية والشجيرات والأعشاب التي ترافقها. وهذا يعني أن هذه النظم الايكولوجية هي في حالة تقهقر.
المنطقة الجبلية المرتفعة، التي يزيد ارتفاعها على 2000 متر فوق سطح البحر وتصل في شمال لبنان الى قمة القرنة السوداء البالغ ارتفاعها 3088 متراً: تحتوي هذه المنطقة على أنواع نباتية صالحة لرعي الماشية، وتستعمل فعلاً كمراع طبيعية في فصل الصيف. والنوع الحرجي الوحيد الذي يشكل غابات هو اللزاب الذي يعمر طويلاً ويضم أشجاراً ضخمة. وقد كانت هذه الأشجار في ما مضى تعيش في مجموعات كثيفة عالية ترافقها أنواع عديدة من الجنبات والجنيبات. أما اليوم فنجد اللزاب في هذه المنطقة أشجاراً منفردة متباعدة من جراء الرعي والقطع الجائر. وأهم الأنواع المرافقة للزّاب هي البربريس وأنواع من الخوخ والاجاص، وهي أصول برية استعملت في تهجين الأنواع المثمرة المحلية. وقد أدت كثافة الرعي في هذه المنطقة الى ظهور كثيف للنباتات الشوكية، أما النباتات الرعوية فمتعددة وكلها في طور الاندثار.
 
السفوح المطلة على سهل البقاع
يرتفع سهل البقاع بين 700 و900 متر فوق سطح البحر. وهو مستغل زراعياً. أما النباتات والحيوانات البرية فنجدها خاصة على سفوح الجبال المطلة عليه حيث يمكن تمييز المناطق النباتية المتوسطية الآتية:
المنطقة السفلى ويراوح ارتفاعها بين 1000 و1500 متر: فيها مجموعات من السنديان والملول تتعرض لرعي جائر مما يفقدها حيوية التجدد، فضلاً عن فقرها بالأنواع الشجرية والعشبية المرافقة.
المنطقة الجبلية تقع بين 1500 و2500 متر فوق سطح البحر: يظهر فيها اللزاب أشجاراً منفردة ومتباعدة، كما نجد في المواقع السفلى السنديان والملول. وتتعرض تربة هذه المنطقة لانجراف قوي بسبب ضآلة الغطاء النباتي.
 
نظم أرضية ومائية
تضم النظم الايكولوجية الأرضية 236 نوعاً ذات فوائد طبية ثمينة، منها 45 نوعاً نادراً أو مهدداً بالزوال. وهي أيضاً موائل لأنواع كثيرة من الحيوانات البرية التي تواجه الاندثار بسبب تعرض هذه النظم للتخريب. وأهم الحيوانات البرية هي: الزواحف: 42 نوعاً، منها سبعة أنواع نادرة. الطيور: 337 نوعاً، منها 54 نوعاً مقيماً في لبنان، و100 نوع يعشش في لبنان، و170 نوعاً مهاجراً أو عابراً و37 نوعاً نادراً. اللبونات: منها سبعة أنواع اختفت هي الأسد والدب السوري والفهد والأيل والغزال العربي والقداد الذهبي والوشق، وأربعة أنواع في طريقها الى الانقراض هي الذئب والهر البري والنمس المصري والسنجاب، و17 نوعاً نادراً.
أما النظم البحرية ونظم المياه العذبة في لبنان فلم تدرس بالتفصيل الذي درست فيه النظم الأرضية. وهي تحتوي على موائل عديدة ومختلفة نظراً لاختلاف طبيعة الشاطئ والمواقع السطحية والقاعية. ولا تزال كنوزها البيولوجية مجهولة على رغم اهتمام الباحثين باكتشافها ودراستها.
ويضم النبات البحري 586 نوعاً من العوالق النباتية والطحالب الصغيرة المجهرية، و15 نوعاً من النباتات الوعائية. أما الحيوانات البحرية فتضم 621 نوعاً من العوالق و354 نوعاً من الأسماك وخمسة أنواع من الزواحف و13 نوعاً من اللبونات. وجميع النباتات والحيوانات البحرية مهددة بالاندثار من جراء تلوث مياه البحر.
وأما النظم الايكولوجية في المياه العذبة فهي موجودة في الأنهر والبحيرات والمستنقعات، وتتعرض أيضاً لخطر الاندثار بسبب التلوث. وقد جرى درس قسم صغير منها، ولا يزال القسم الآخر ينتظر من يكتشف أحياءه. وتتألف مجموعة النبات من 297 نوعاً. ويُعرف من مجموعة الحيوانات 716 نوعاً، منها 30 نوعاً مهدداً بالانقراض، وتضم أشكالاً من الرخويات والقشريات والحشرات والأسماك. وهناك نوع وحيد من الأسماك متوطن في المياه العذبة يدعى Phoxinellus libani وهو في طور الانقراض بسبب ادخال سمك الترويت في موائله.
ان التنوع البيولوجي في لبنان، على رغم غناه، معرض للتقهقر والاندثار بفعل التخريب الذي أصاب موائل النباتات والحيوانات، مما جعل النظم الايكولوجية في وضع غير متوازن وفي تطور تقهقري. كما لحق التدهور عناصر بيئية أخرى غير حية، مثل التربة والمياه، مما زاد هشاشة النظم الايكولوجية. كل ذلك يحتم على المسؤولين، من رسميين وغير رسميين ومؤسسات عامة وخاصة، أن تعالج الأمر بسرعة وبصورة علمية لتجنب كارثة بيئية يصبح من الصعب معالجتها اذا تفاقمت وتعدت نقطةاللارجوع.
ان توسيع رقعة المحميات الطبيعية يساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي، وعلى البيئة بصورة عامة، فضلاً عن استرشاد مبادئ وطرق لادارة الموارد الطبيعية المجاورة لها واستغلالها بصورة مستدامة.
المهندس ميشال خزامي منسق دراسة التنوع البيولوجي في لبنان 1996. وهو باحث في شؤون الغابات والتنمية الريفية والتحريج والتنوع البيولوجي.
...مواضيع أخرى
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.