Friday 19 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
تشرين الأول (أكتوبر) 2002ظباء القفر
  • ظباء القفر
  • قطيع من النوّ
  • ظباء الليشوي
  • إمبالا يشرب من جب ماء
  • ذكرا سبرنبغاك يتصارغن
  • نيالا
  • قطيع من الظباء السود
  • نيالا
  • أبو حراب
 ترتعد القفار الأفريقية كل ربيع تحت حوافر مئات الألوف من ظباء النو المهاجرة من غابات كينيا الى سهول تنزانيا حيث تضع الاناث صغارها. وعلى الطريق تتربص بها الأسود والضباع والتماسيح فتفترس منها أكثر من 40 ألف رأس. الغذاء وفير طوال السنة في البراري الكينية، فلماذا تقوم قطعان النو بهذه الهجرة الخطرة؟ الجواب يكمن في عشب محمية سيرينغيتي الكبرى في تنزانيا، فهو غني بمعدن الفوسفور الضروري لنمو عظام قوية. وعندما يولد الصغار في منتصف موسم المطر، يكون العشب كثيفاً وريّان، يغني حليب الأُمَّات ويمنح الصغار بداية أقوى. وفي موسم الجفاف يذوي العشب فتعود القطعان في هجرة معاكسة الى الغابات الشمالية.
النُوّ نوع من الظباء، وهي طائفة من الثدييات ذات القرون المجوفة التي تنتسب الى عائلة الأبقار والمعزى والأغنام. وتعيش الظباء في أفريقيا وآسيا حصراً، وهناك نحو 100 نوع منها، بعضها من الأنواع الأكثر تعرضاً للانقراض. وتراوح أحجامها من الملكي الصغير الذي لا يزيد ارتفاعه على 25 سنتيمتراً عند الكتف الى العَلَنْد المكتنز البنية الذي قد يصل وزنه الى 900 كيلوغرام، أي أكثر من وزن سيارة عادية.
وبخلاف الأيائل ذات القرون المتشعبة التي تسقط سنوياً، للظباء قرون مستدقة الرأس تبقى طوال الحياة. ويمكن أن تنمو حتى يبلغ طولها 1,5 متر. ولهذه القرون قيمة دفاعية محدودة، وإن تكن هناك سجلات تثبت إقدام ظباء على طعن، وحتى قتل، أعداء بضخامة الأسود. فعندما تواجه الظباء خطراً، غالباً ما تلجأ الى الفرار معتمدة على سرعتها الفائقة. فالإمبالا، مثلاً، تستطيع القفز فوق أسجية علوها ثلاثة أمتار قاطعة 10 أمتار في القفزة الواحدة.
تميل بعض الظباء الى العزلة، لكن معظمها يعيش في قطعان. وفي أواخر القرن التاسع عشر كانت قطعان ظباء القوفز (سبرنغبوك) في جنوب افريقيا تضم أحياناً أكثر من 10 ملايين رأس تنتشر على مسافة 160 كيلومتراً. وعلى رغم أن القطعان لم تعد تصل الى هذا الحجم المذهل حالياً، فما زالت تهيمن على الحياة في السهول الافريقية. وهي تساعد على نمو الأعشاب الرعوية وازدهارها من خلال قضم النباتات المنافسة، وتوفر الغذاء للحيوانات المفترسة، وللناس أيضاً.
تقتات جميع الظباء على النباتات. بعضها يفضل رعي الأعشاب، وبعضها أوراق الأشجار الخفيضة والشجيرات. وتتغذى غزلان طومسون على الأعشاب القصيرة، مما يجعلها تلزم الحقول المكشوفة الجافة. وبخلاف ذلك، ترعى ظباء القصب في المستنقعات والأراضي الرطبة. وظباء النُّو تحتاج لأن تشرب كل يوم، لذلك لا تستطيع الابتعاد أكثر من حوالى 15 كيلومتراً عن أقرب نهر أو مصدر ماء. وتستطيع أنواع أخرى الحصول على كل الماء الذي تحتاج اليه من طعامها. فقطعان أبو عدس (الأداكس) المهددة بالانقراض كانت تنتشر في الماضي على الحواشي الجنوبية للصحراء الافريقية الكبرى، وهي تحتاج على الأقل الى ثلاثة ليترات من الماء يومياً، ومع ذلك تستطيع امتصاص كل الماء الذي تحتاج اليه من جذور النباتات وبصلها ومن الفواكه، مما يغنيها عن الشرب.
يصعب تحديد مدة حياة الظباء في البرية، ومعظم الأرقام المعروفة تتعلق بحيوانات في الأسر. فالنُّو، مثلاً، عاش في الأسر أكثر من عشرين عاماً، بينما لم تبلغ الإمبالا العشرين. لكن في البرية، حيث لا يسلم من الحيوانات المفترسة الأسرع والأقوى، الظباء وأقواها، لا يتجاوز سن العاشرة الا القليل.
تتواصل الظباء باطلاق تشكيلة من الأصوات. فالدِّقْدِق، مثلاً، وهو بحجم الأرنب البري، يصفر عندما يدهمه خطر منبهاً الحيوانات الأخرى. لكن النظر هو أهم وسيلة للاتصال بين الظباء عموماً. فهي تحدد مزاجها من خلال وضعيتها، وأيضاً من خلال طريقة تحركها، فكثير منها يثب الى الأمام والى الخلف على قوائمه الأربع عندما يستشار أو يهدده خطر. وإضافة الى العروض المرئية، تستخدم الظباء للاتصال إشارات من الرائحة قد تدوم عدة أيام. فأظلافها تحتوي على غدد تفرز مادة ذات رائحة تترك سجلاً لتحركاتها، وهي تستخدم هذه المسارات الرائحية لتجد طريق عودتها الى القطيع في حال انفصالها عنه لظرف طارئ.
الظباء التي تعيش في الغابات تميل الى البقاء في المنطقة ذاتها طوال حياتها، لكن الأنواع التي تعيش في موائل مكشوفة كثيراً ما تهاجر سعياً الى الكلأ والتكاثر. وتصل الظباء الى مرحلة البلوغ سريعاً. وتصبح الأنواع الصغيرة على استعداد للتزاوج عندما تبلغ ستة أشهر من العمر فقط. أما الأنواع الكبيرة فيلزمها ما بين ثلاث وأربع سنوات لتصل الى مرحلة البلوغ الجنسي. وتستطيع بعض الأنواع التزاوج في أي وقت من السنة، لكن غالبيتها تتبع مواسم تتزامن مع تغير الفصول، وهذا التوقيت يضمن ولادة الصغار عند توافر الغذاء.
تختلف سلوكيات التودد والتزاوج باختلاف أنواع الظباء. فزوجا الدقدق يقترنان مدى الحياة. لكن في معظم الأنواع التي تعيش في قطعان، يبدأ التودد بمبارزة طويلة بين الذكور البالغين في محاولة لجمع أكبر عدد ممكن من الاناث. وبعد التزاوج، تراوح فترة الحمل بين خمسة وثمانية أشهر. وتضع الانثى مولوداً واحداً، ونادراً ما تضع توأمين. ويعتمد المولود الجديد على أمه في الغالب. وبالنسبة للظباء التي تشكل أزواجاً دائمة، قد يتولى الذكر الدفاع عن الصغير من هجمات حيوانات مفترسة. لكن في معظم الأنواع لا يوجد رابط زوجي دائم، والأنثى تتولى رعاية الصغير.
فمن يرعى هذه المخلوقات اللطيفة لتبقى زينة السهول والغابات؟
...مواضيع أخرى
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.