صور من الأعماق تكشف غرائب الحياة البحرية، من كتاب صدر حديثاً عن معهد MIT وحصلت "البيئة والتنمية" على حق حصري بنشرها
"البيئة والتنمية" (كمبريدج، مساتشوستس)
ندعو كوكبنا "الأرض"، لكن أكثر من 70 في المئة منه تحت الماء. وعندما تشاهد الأرض من الفضاء الخارجي تبدو زرقاء نيّرة. هذا اللون الأزرق هو الماء في المحيطات الخمسة: الأطلسي والهادئ والهندي والمتجمد الشمالي والمتجمد الجنوبي.
لقد بدأت الحياة في البحار، وملوحة دمنا تعود الى زمن بعيد. يعيش أكثر من نصف سكان العالم ضمن نطاق كيلومترات قليلة من الشواطئ، وتجذبنا مياه البحر لنسبح أو نبحر أو، ببساطة، لنحدق في الأفق عبر الأمواج.
وتزخر البحار بالحياة، من القطبين الباردين الى البحار الاستوائية الدافئة، ومن السطح الى أعمق الأخاديد القاعيّة التي لا ينفذ اليها الضوء.
كتاب "من أعماق الأزرق" لعالم البيولوجيا البحرية بول هورسمان، الصادر عن منشورات معهد مساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، هو بمثابة تكريم للحياة في المحيطات. والصور الفاتنة التي يتضمنها، مع النصوص الحافلة بالمعلومات الشائقة، نماذج على التنوع المذهل للحياة البحرية، من أصغر النباتات والعوالق الى الحبّار العملاق المرعب والحوت الأزرق الذي يعتبر أكبر حيوان عاش على هذا الكوكب. فهو يتفحص الهائمات، أصغر المخلوقات التي تشكل مصدر الحياة في المحيطات وأول حلقة في السلسلة الغذائية البحرية. ويصف هجرة السلاحف والحيتان، والبنى الحياتية للشعاب والجزر المرجانية. ويطلعنا على سلوكيات الأسماك والثدييات البحرية و"الحياة السرية" للمخلوقات التي تعيش في أعمق وأظلم جزء من المحيط. ويكشف عن نظم ايكولوجية غير معتادة، مثل الجبال البحرية وبحر سارغاسو الراكد. وينظر في تأثيرات النشاط البشري، بما في ذلك التلوث وتغير المناخ، على الحياة في البحر.
أصابع عملاقة، ينمو المرجان الرخو على الصخور وداخل كهوف مغمورة في مياه معتدلة البرودة. وهذا النوع الشبيه بأصابع رجل ميت ليس له غلاف كلسي متحجر
مصّاص الأسماك، الريمورا أو المصّاص. سمك في أعلى رأسه قرص ماص شبيه بنعل الحذاء، هو في الواقع رعنفة عدلت لتصبح بهذا الشكل. يستطيع بواسطته الالتصاق بأسماك القرش والشفنين (شياطين البحر) والسلاحف وحتى القوارب. وهو لا يمتص السوائل من جسم مضيفه. بل يتغذى عموماً بالطفيليات العالقة به. في البداية، تلتصق الريمورا الصغيرة غالباً بسمكة بالغة من نوعها عندما يكون طولها 3 سنتيمترات الى 4 سنتيمترات فقط. لكنها تغير مضيفها عندما تكبر. وبعضها يختار مضيفا من نوع خاص. فنوع Remora brachyptera يلتصق بسمك "أبو سيف". في حين أن نوع Remora albescens الظاهر هنا يفضل شياطن البحر
سياف البحر، تستوطن الأسماك كل موئل في البحر. ومن الأسماك الضخمة المرلين الذي ينمو حتى طول مترين ونصف متر ويمتاز بقوة هائلة. فكه الأعلى مستدق كالرمح وذيله مشعّب وحاد.
الذكر الحامل، في عالم أحصنة البحر وقريباتها الأسماك الأنبوبية. الذكر هو الذي يعتني بالصغار. فالأنثى تضع البيض في كيس حاضن على الناحية السفلى من جسم الذكر. وبعد تخصيب البيض يحتجز في الكيس، وتتم تغذيته بمواذ خاصة ينتجها الذككر. وبعد بضعة أسابيع تخرج الصغار المكتملة الشكل وتلتصق بالأعشاب المجاورة. وهي تبدو نسخاً مصغرة عن والديها.
ساكن الكهف، يعيش إنقليس المواري في معظم المياه الدافئة المعتدلة والاستوائية. ذاخل كهوف وصدوع صغيرة. وهو صياد شره. لككنه متسامح مع سمكة "منظفة" صغيرة. هي هنا من نوع اللبروس. تلتقط الطفيليات وبقايا الطعام حتى من داخل فمه.
راقص الأعماق، يستطيع الحبار أداء بعض أكثر العروض تعقيداً. الألوان والأضواء التي تومض من جسمه تقوم بدور التمويه والدفاع حبار قصي الذيل Euprymna scolpesi من جزر هاواي.
غريزة البقاء، السلاحف الخضراء البالغة تتزاوج في المياه بعيداً عن الشاطئ. ولا يعرف عن الذكور إلا القليل، لكنها هي أيضاً تهاجر الى شواطئ التعشيش كل سنة، مع أنها لا تخرج من البحر على ما يبدو. وللذكور في الزعنفتين الأماميتين براثن أطول من براثن الاناث. تستعملها للأمساك بقوقعة الأنثى أثناء التزاوج. وبعد فترة، تخرج الأنثى من البحر ليلاً، وتشق طريقها الى الشاطئ حتى تتجاوز أعلى مستوى تبلغه المياه. حيث تحفر عشاً وتشع فيه نحو 100 بيضة. يستغرق وضع البيض نحو ساعتين. وبعد تغطيته ونثر الرمال على العش تتقدم الأنثى أحياناً وتحفر عشاً أخر. لكن من أن تضع بيضاً فيه. هذا العش الكاذب هدفه تضليل المفترسات وأبعادها عن العش الأصلي. بعد ذلك تتوجه الأنثى متناقلة نحو البحر وهي تفرز ملحاً في دموع عينيها.
أزهار حيوانية، البوليب الشبيه بشقائق النهمان البحرية يمكن أن يختلف من حيث الحجم بين صغير كرأس دبوس وعملاق قطره 30 سنتيمتراً.
جزر من مرجان، تقع معظمالجزر المرجانية في المحيط الهادئ حيث تكثر الجزر البركانية. لكن هناك عدداً منها في المحيط الهندي. والقليل في البحر الكاريبي. جزر المالديف في المحيط الهندي بلد يتكون بكامله من جزر مرجانية.
شراع حياة، "البارجة البرتغالية" Physalia تشبه قنديل البحر وتنتسب الي مجموعته. وهي تبحر على سطح المحيط مثل شراع. ويعمل الجسم كمرساة بحيث يبحر الحيوان عبر الريح بدل الاندفاع أمامها. امتلاك هذه الحيوانات "أشرعة" ذات زوايا قائمة يحول دون اكتظاظها في منطقة واحدة اذ تعمل الريح على تشتيتها.
دم حارّ، الثدييات البحرية. م حيتان ودلافين وفقم. استوطنت بنجاح جميع المحيطات والبحار. من القطبين الى المناطق الاستوائية.
سنوات ضائعة، أعشاب السرغس. التي تكثر في مياه جزر برمودا، توفر ملاذاً لكثير من الحيوانات البحرية الفتية. وتمضي السلاحف بعضاً مما يدعى "السنوات الضائعة" وهي ترعى بين هذه الأعشاب.
غذاء الجبابرة، هناك أنواع صغيرة من الروبيان تشكل جزءاً هاماً من العالق البحرية. وفي أنحاء من المحيط الأطلسي يمكن أن تتجمع في أسراب هائلة تمتد عدة كيلومترات. وينمو نوع منها Euphausia superba حتى طول 6 سنتيمترات. ويشكل غذاء رئيسياً لأكبر حيوان يعيش حالياً على هذا الكوكب. وهو الحوت الأزرق الذي يأكل أربعة أطنان في اليوم.
كي تبقى الحياة، البحار السليمة والهواء النظيف والأراضي غير الملوثة ضرورية لبقاء جميع المقيمين على هذا الكوكب الأزرق البديع.
نسيج الحياة، ألوف الأنواع من الحيوانات والنباتات الدقيقة، المعلقة أو الطافية على المياه، تشكل أساس النسيج الذي تعتمد عليه كل الحياة البحرية في المحيطات.
زر البحر ، هدري صغير Porpita hydroid هو طوف دائري عائم قطره نحو ثمانية سنتيمترات، كثيراً ما يعلق بين أعشاب السرغس. هذا الحيوان الأزرق الشفاف يلتقط فريسته على مجسات بشكل قضبان.
سوسنة الهندي، تؤوي البحار العميقة بعض أشكال الحياة التي لم تتغير منذ ملايين السنين. هذا حيوان من طائفة أشباه الزنابق crinoid مزود بساق، قريب من نجوم البحر وقنافذ البحر (التوتياء)، كان في ما مضى شائع الانتشار في المايه الضحلة. وهذا النوع يدعى "سوسنة غرب المحيط الهندي الكبرى" Cenocrinus asterius وينمو على اسفنجة بوقية، وقد تم تصويره من احدى الغواصات.
Out of the blue. A journey through the world's oceans by Paul Horsman. Phtography by Seapics.com