خفض استهلاك الطاقة واستبعاد بعض المواد الخطرة في إنتاج أجهزة الموبايل، وزيادة كميات الهواتف التي يعاد تدويرها، وتزويد المستهلكين بمزيد من المعلومات البيئية حول المنتجات، هي من المبادرات التي اعتمدتها صناعة الهواتف المحمولة لتخفيف أثرها البيئي
في أيلول (سبتمبر) الماضي التزمت مجموعة من صانعي الهواتف المحمولة وشبكات الاتصال وشركات اعادة التدوير ومنظمات استهلاكية وبيئية، تقودها "نوكيا"، تحسين الاداء البيئي للهواتف المحمولة (الخليوية) ورفع وعي المستهلكين ومشاركتهم في عمليات استرداد الأجهزة المستهلكة واعادة تدويرها.
أنشئت المجموعة كجزء من مشروع تجريبي أطلقته المفوضية الأوروبية لاشراك الصناعات المختلفة مع الجهات المعنية في تخفيف الأثر البيئي لمنتجاتها طوال دورة حياتها. قدمت نوكيا الى المفوضية اقتراحاً لقطاع الهواتف المحمولة. وتضم المجموعة الطوعية أيضاً موتورولا وباناسونيك وفرانس تلكوم / أورانج وفودافون وتيلياسونيرا وإنتل وإبسون وسبانسيون ويوميكور، وخبراء بيئيين من الصندوق العالمي لحماية الطبيعة (WWF) والمعهد البيئي الفنلندي وادارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية في بريطانيا والمنظمة الاوروبية لحماية المستهلك.
وافقت المجموعة على جملة مبادرات جديدة لتخفيف أثر الهواتف المحمولة على البيئة. وهذه تشمل خفض استهلاك الطاقة، واستبعاد استعمال بعض المواد المثيرة للقلق، وزيادة كمية الهواتف التي تجمع بموجب برامج الاسترداد واعادة التدوير، وتزويد المستهلكين بمزيد من المعلومات البيئية حول المنتجات.
ويرى فيلي سندباك، نائب الرئيس التنفيذي للعلاقات والمسؤولية العامة في نوكيا، "ان ادارة الأداء البيئي هي مسؤولية كبرى لقطاع الهواتف المحمولة برمّته. وبالتعاون مع الجماعات البيئية، استطعنا ايجاد وسائل جديدة لادخال تحسينات في كل مرحلة من دورة حياة الهاتف، بدءاً من تصنيعه وصولاً الى كيفية إعادة تدويره. نحن ملزمون الآن بتحويل هذه الأفكار الى أفعال والحفاظ على التزام طويل الأجل بهذه المسألة". وأضاف: "هذا المشروع زود المفوضية أيضاً بمعارف قيمة حول سياسة فعالة لتنظيم هذا القطاع، نأمل أن تأخذها في الاعتبار لدى اعداد تشريعات بيئية في المستقبل".
هنا بعض التغييرات والاجراءات التي وافقت المجموعة على اتخاذها:
- خفض استهلاك الطاقة: وافق الصانعون على تزويد الهواتف بمنبّه يذكر أصحابها بفصل جهاز الشحن (charger) عن التيار عند امتلاء البطارية. وتخطط نوكيا لتركيب هذه المنبهات في هواتفها الجديدة منتصف السنة المقبلة. وتقدِّر نوكيا أنه اذا أدى هذا الاجراء الى جعل 10 في المئة فقط من مستخدمي الهاتف المحمول في العالم يفصلون التيار الكهربائي عن جهاز الشحن بعد امتلاء البطارية، فإن ذلك سيوفر في سنة واحدة طاقة تكفي لتشغيل 60,000 منزل أوروبي سنوياً.
- استبعاد المواد المثيرة للقلق: وافقت المجموعة على الذهاب أبعد من المعايير التنظيمية الحالية، واستبعاد أو تخفيض مواد خطرة اضافية تستعمل في صنع الهواتف، بما في ذلك بعض معوقات اللهب ومركبات الفثاليت. وقد توقفت نوكيا عن استعمال معوقات اللهب المعالجة بالبروم في لوحات الأسلاك المطبوعة الجديدة التي تستعمل في صنع الهواتف المحمولة، كما حددت هدفاً بأن تكون جميع أجزاء هواتفها خالية منها في أوائل السنة المقبلة. وقد خلت منتجاتها من كلوريد البوليفينيل (PVC) منذ العام الماضي.
- تحسين استرداد الهواتف المحمولة واعادة تدويرها: سوف يعمل مشغلو شبكات الخليوي مع الصانعين والجهات المعنية الأخرى على زيادة كمية الهواتف المستعملة التي سيعيدها المستهلكون من أجل اعادة تدويرها. وسوف تدرس المجموعة برامج اعادة التدوير العاملة حول العالم، وتحدد أياً منها حقق أكبر نجاح وأسباب ذلك. وسوف تجري تجارب على برامج تحفيزية، بهدف تحسين معدلات التجميع، على أن يتم اختيار أنجح البرامج والحوافز وتعميمها على كل هذه الصناعة.
- توعية المستهلكين: وافقت المجموعة على تزويد المستهلكين بمزيد من المعلومات والتوجيهات حول الآداء البيئي للهواتف المحمولة، ما يساعدهم على اتخاذ خيارات شرائية واعية. وقد بدأت اجراء بحوث تتناول المعلومات المحددة التي يحتاجها المستهلكون وجعلها متاحة على المنتجات أو في نقطة الشراء.
في تعليق على خطة العمل، قال ماثيو ولكنسون استشاري السياسات في الصندوق العالمي لحماية الطبيعة: "يتعاون الصندوق مع الصناعة في هذه المبادرة لتأمين فوائد بيئية من قطاع الهواتف المحمولة مستبقاً اتخاذ المعايير التنظيمية. وسوف نواصل انخراطنا كجهة معنية في المشروع، ونتوق الى رؤية القطاع يفي بالتزاماته".
وقالت شارلوت غريزو، مديرة قسم المسؤولية المشتركة في شركة فودافون: "المهم أن تواصل صناعة الهواتف المحمولة تأمين تسهيلات للزبائن لاعادة الأجهزة غير المرغوب بها. ان إشراك الزبون عامل رئيسي في النجاح، ويهمنا تجربة حوافز مبدعة من أجل استرداد الموارد والتقليل من الأثر البيئي".