في كتاب "بورنيو البرية" الصادر حديثاً عن منشورات معهد مساتشوستس للتكنولوجيا (MIT Press) يستكشف الكاتب نك غاربوت هذه الجزيرة الساحرة وما فيها من حيوانات ونباتات غريبة ونادرة، برفقة البيئي ومصور الطبيعة جي سيد برودنت. وقد حصلت "البيئة والتنمية" على حق حصري بنشر الصور المرافقة لهذا المقال.
نك غاربوت وجي سيد برودنت
من قمم جبل كينابالو المهيب الى الغابات المطيرة الوارقة والجزر الصغيرة التي تحوطها شعاب مرجانية خلابة، تبدو بورنيو متنوعة بقدر ما هي رائعة الجمال. وقد وصفها عالم الطبيعة البريطاني الشهير تشارلز داروين بأنها "بيت زجاجي فاخر صنعته الطبيعة لنفسها".
بورنيو ثالث أكبر جزيرة في العالم بعد غرينلاند وغينيا الجديدة. تقع في أرخبيل مالاي جنوب شرق آسيا، وتبلغ مساحتها 750 ألف كيلومتر مربع. وهي مقسمة سياسياً بين ثلاثة بلدان: ولايتا صباح وسراواك تتبعان ماليزيا وتشكلان 35 في المئة من الجزيرة. وكاليمنتان تتبع إندونيسيا وتشكل 65 في المئة من المساحة. وسلطنة بروناي المستقلة تغطي 1 في المئة من مساحة الجزيرة.
تحتضن غابات بورنيو وجبالها الشاهقة وهضابها النضرة وأنهارها المتعرجة وفرة من الأنواع النباتية والحيوانية التي تأقلمت مع هذه الموائل، ومنها زهرة الرفليزية الضخمة والنباتات الابريقية المفترسة والسحالي الطائرة والأسماك التي تمشي على الوحول والأفاعي والضفادع.
وتؤوي الجزيرة نحو 220 نوعاً من الثدييات، بعضها نادر الوجود مثل الأورنغوتان (انسان الغاب) والقرد الطويل الأنف والفيل القزم ووحيد القرن السومطري الأشعث وقرد اللوريس البطيء البريء العينين. وتشير التقديرات الى أنها تحوي أكثر من 15,000 نوع من النباتات، بما في ذلك نحو 3000 نوع من الأشجار و2500 نوع من السحلبيات (الأوركيديا) و50 نوعاً من النباتات الابريقية المفترسة.
ويعيش في "مثلث المرجان" ثلاثة أرباع الأنواع المرجانية الموجودة في العالم و3000 نوع من الأسماك. وقد سجل وجود أكثر من 620 نوعاً من الطيور في جزيرة بورنيو والجزر الصغيرة التابعة لها، منها 430 نوعاً متكاثراً.
هذه الجنة الأرضية، مثل جنات كثيرة أخرى، معرضة للتشوه بفعل النشاط البشري. وثمة مساع لحماية ثرواتها الطبيعية في مواجهة قطع الأشجار وتعرية الأراضي لمصالح تجارية وزراعية.
|