بين كثبان رمل الصحراء وواحات مياه الأزرق، يحظى الزائر برحلة فريدة في وادي الشومري، في البادية الشرقية للأردن.

من واحة غناء وسط الصحراء القاحلة، تبدأ الرحلة بالركوب في سيارة ذات سقف قماشي مفتوحة من الجانبين، مع حلول ساعات ما بعد الظهيرة استثماراً لمشاهدة غروب الشمس.

تشق سيارة الدفع الرباعي طريقها عبر رمال محمية الشومري، بولوج ممرين لمسافة 10 كيلومترات، تخترقهما بعض الأودية والتلال المنخفضة وسهول الحماد (حجر بازلتي).

في محطة الوصول الأولى، فيما السائق يقود السيارة على مهل في الطريق الرملي، يلفت انتباه الركاب الى أمكنة وجود الحيوانات، وأهمها المها وغزال الريم. ويواصل القيادة وسط أراض مستوية مغطاة بالحماد، ليصل بنا الى مكان تجمع الحُمر الآسيوية التي يبلغ تعدادها 18 حماراً.

جولة رائعة، يعود فيها الناس الى الصحراء ليراقبوا حياة برية ضيقت عليها المدنية كثيراً. ويتخلل الرحلة شرح يقدمه مدير محمية الشومري أشرف الحلح عن مشروع «سفاري المها» ضمن ممرات محددة، الذي أطلقته الجمعية الملكية لحماية الطبيعة مؤخراً. ويهدف المشروع، الذي ينطلق في حلقة دائرية في مناطق المحمية لمشاهدة التنوع الحيوي المتميز، الى تطوير مفهوم السياحة البيئية في المنطقة.

تضم المحمية 37 رأساً من المها العربي و17 من غزال الريم، فضلاً عن الضبع المخطط وابن آوى والأفاعي، الى جانب 77 نوعاً من الطيور ومعظمها مهاجرة، و193 نوعاً من النباتات البرية أهمها القطف والشيح والطرفة والرتم. وتشكل الأودية نحو 60 في المئة من مساحة المحمية البالغة 22 كيلومتراً مربعاً، ويتراوح ارتفاعها عن سطح البحر بين 510 و680 متراً.

وقد أنجز القائمون على المحمية جزءاً كبيراً من مشروع إكثار المها العربي وصيانة المسيجات حولها، فضلاً عن بعض الدراسات الميدانية من خلال برنامج وحدة التعويضات البيئية التابعة لوزارة البيئة.

وأشار حلح الى أنه تم استيراد سبعة رؤوس من المها العربي من السعودية العام الماضي ضمن الخطة الشمولية لتفادي المشكلات الوراثية التي يمكن أن تنتج بسبب التزاوج ضمن القطيع لفترات زمنية طويلة. ولفت الى أن الأردن صنف ثالث دولة على مستوى العالم في إعادة إكثار الحمار الآسيوي الذي انقرض من البرية وتمت إعادة إكثاره في المحمية.

يشار الى أن محمية الشومري التي تأسست عام 1975 دخلت كتاب غينيس للأرقام القياسية عام 1984 كأفضل برنامج لإكثار المها العربي عالمياً آنذاك.

قبيل نهاية الرحلة، تتوقف السيارة وسط الصحراء ليتمكن الزائرون من مشاهدة غروب الشمس والتقاط صورة.