السنط من نباتات الوديان الكبرى والمنخفضات. هي شجرة وارفة تبسط أغصانها في الهواء الدافئ. أوراقها مجزأة الى أزواج وريقات ريشية. تكافح التبخر بتحرك خفيف للوريقات التي تنحني بعضها فوق بعض لترك مساحة محدودة معرضة للهواء الطلق.

هناك نحو 1300 نوع من السنط في أنحاء العالم، منها نحو 950 نوعاً متوطناً في اوستراليا، والبقية تنتشر في مناطق يراوح مناخها من الاستوائي الجاف الحار الى المعتدل في افريقيا وجنوب آسيا والأميركتين.

تعرف شجرة السنط أيضاً باسم الطلح أو الأكاسيا أو الميموزا. وهي شائعة في الجنوب الجزائري والمغربي والتونسي وفي ليبيا ومصر وشبه الجزيرة العربية. وقبل جفاف الصحراء الافريقية في العصر الحجري (النيوليثي) لعبت رقعتها دور العازل للبلاد البربرية مع البحر المتوسط. وكانت في هذا السهب الشاسع حظائر من السنط تربط بين الهضاب العليا الجزائرية ومجموعات البطم في المناطق السودانية. وما زالت هناك تجمعات كبيرة ومتفرقة من هذه الأشجار، وجفاف الصحراء هو الذي باعد بينها.

هناك خمسة أنواع رئيسية من السنط تعيش في المناطق شبه الجافة بشمال أفريقيا، وهي كلها مشوكة:

السنط المغربي(Acacia gommifera) متوطن في المغرب في منطقة شاسعة، على شكل شجيرات مدغلة ترتفع متراً أو مترين وتستطيع أن تصبح أشجاراً بارتفاع خمسة أو ستة أمتار. وهو شائع في الهضاب الجافة والجبال المنخفضة المحاذية لجنوب أم الربيع.

سنط راديانا(Acacia raddianna) شائع في منطقة الساورة في الجزائر، حيث يشكل مفازة جافة تمتد الى الجنوب الغربي. وفي الهقار قد تصل هذه الشجرة الى علو 13 متراً، وقطرها الى 50 متراً في دائرة كثيفة ممتدة على شكل مظلة. والشجرة تثمر بكثرة فتحمل ثماراً مدورة بشكل حلزوني.

السنط السيال(Acacia seyal) يظهر على شكل دغل لا يتجاوز علو أشجاره أربعة أمتار. الجذع متفرع من القاعدة، ذو قشرة سمراء تنزع بسهولة. الثمار قليلة، مقوسة ومخنوقة بين البذور. تنتج هذه الشجرة الصمغ.

السنط الأبيض(Acacia albida) نوع إستوائي نجده في الجنوب الغربي المغربي. وهو ذو قشرة بيضاء أو رمادية، وقد يبلغ علواً كبيراً.

سنط فارنيسيا(Acacia farnesiana) ذو أصل أميركي وآسيوي، أدخل الى شمال أفريقيا والمشرق، وفي المغرب أصبح شبه متوطن في حور السوس.

من أنواع السنط الشائعة في شبه الجزيرة العربية شجرة الصمغ العربي أي القَرَظ (Acacia arabica) التي يصل ارتفاعها الى خمسة أمتار ولها ساق وحيدة وقمة مستديرة. لحاؤها بني خشن ومتشقق، وعلى أغصانها أشواك مزدوجة. تزهر بين آذار (مارس) وتشرين الثاني (نوفمبر)، وتتفتح أزهارها صفراء كروية تنفث ذُروراً. ثمارها قرون سوداء مستقيمة ومتخصِّرة بين البذور.

ويتم تحضير الصمغ العربي (Acacia gum) من مادة تفرزها جذوع وأغصان القرظ وأنواع أخرى من السنط. وهو يستعمل في صنع الأدوية والمستحلبات والهلام النباتي والحلوى، وكمثبت للنكهات ومكثف في صناعة المشروبات والمرطبات والزيوت الأساسية، وكمادة تساعد في تماسك دهانات الرسم المائي كي لا تذوب بسهولة في الماء.

وهناك نوع من السنط يعرف بالسَّمَر (Acacia tortilis). وهي شجرة متوسطة الارتفاع (2 ـ 6 أمتار) ذات قمة دائرية، فروعها كثيرة ذات لحاء بني محمر وأشواك قوية، أوراقها كثيفة وأزهارها كروية بيضاء تميل الى الصفرة. ثمرتها قرن معقوف مشعر يحوي بذوراً  صغيرة بنية. تزهر بين نيسان (ابريل) وحزيران (يونيو).

ويوجد نوع آخر من السنط يعرف بالسَّلَم (Acacia ehrenbergiana)، وهو شجرة شائكة ترتفع ثلاثة أمتار أو أكثر. أوراقها ليست مغطاة بالزغب مثل السمر، لذلك تبدو أكثر اخضراراً وغير مغبرة. أزهارها كروية صفراء، وثمارها قرون بنية محمرة ومستدقة من الطرفين ولها تخصّرات بين البذور. تزهر بين شباط (فبراير) ونيسان (ابريل).

لأشجار السنط دور اقتصادي واجتماعي مهم في حياة الرحّل الذين يستعملون صمغها وحطبها. وهي تتأقلم مع الجفاف بفضل جذورها التي تمتد عميقاً في التربة للوصول الى المياه على عمق 80 متراً أحياناً. ويستخدم السنط للتشجير في المناطق الجافة ولتحسين التربة الساحلية.

وقد اعتاد غوّاصو اللؤلؤ في شبه الجزيرة العربية دهن نقيع ثمار القرظ على بشرتهم بعد الغوص لانعاشها من أثر المياه المالحة. وتؤكل الأوراق لعلاج الاسهال، أو تستعمل كمّادة لعلاج ألم المفاصل. وتدهن العينان بالمادة الصمغية ممزوجة ببياض البيض لعلاج الماء الأزرق. ويشرب نقيع البذور بالماء أو الحليب لعلاج السكري. ويستنشق الدخان المنبعث من القرون المحروقة لعلاج نزلات البرد. خشب القرظ مقاوم للنمل ويستعمل في البناء، وكان يستخدم في الماضي لصنع الرماح والسهام.