Sunday 24 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
سيلو موتسيتا (كودوان، بوتسوانا) سكان الأدغال في بوتسوانا شردتهم الحكومة لاقامة محمية  
أيار (مايو) 2007 / عدد 110
 ربح أبناء قبيلة باساروا، المعروفون بالـ" بوشمن" (bushmen) أوسكان الأدغال، دعوى قضائية تسمح لهم بالعودة الى أرضهم في محمية كالاهاري التي طردتهم منها الحكومة، ولكن يمنع عليهم اصطحاب حيواناتهم الداجنة ومقتنيات أخرى هي من الضروريات لهؤلاء المتحدرين من صيادين وجامعين لخيرات الطبيعة.
وقال كيراتويمانغ كيليلوي، أحد البوشمن الـ 189 الذين رفعوا الدعوى: "يريدون أيضاً تحديد كميات المياه التي نحضرها الى بيوتنا". وكانت الشرطة منعته هو و22 آخرين من العودة الى المحمية عام 2005 وأطلقت عليهم رصاصاً مطاطياً. وهو يعيش الآن في مخيم كودوين لاعادة التوطين.
خاض أبناء قبيلة باساروا أطول معركة قانونية في تاريخ بوتسوانا بعد الاستعمار للعودة الى أرضهم التي طردوا منها بعد إعلانها محمية، مدعومين من منظمة Survival International التي مقرها بريطانيا. والحكم الذي أصدرته المحكمة العليا بأن طرد سكان الأدغال كان "غير قانوني وغير دستوري" لقي صدى عالمياً اذ اعتبر نصراً للشعوب الفطرية. وقضت المحكمة أيضاً بحقهم في الصيد وجمع الموارد الطبيعية في المحمية، وأعفتهم من التقدم بطلبات للحصول على اذن بدخول المحمية.
وأعلنت الحكومة ان البوشمن الـ 189 الذين رفعوا الدعوى القضائية لهم وحدهم الحق بالعودة تلقائياً مع أطفالهم، وليس جميع أبناء الباساروا الذين يريدون العودة الى موطنهم وعددهم نحو ألفين. وإضافة الى القيود المفروضة على الحيوانات الأليفة والمياه، لن يسمح لهم ببناء منشآت دائمة، وعلى الصيادين أن يحصلوا على أذون خاصة. وكانت الحكومة أقفلت البئر الرئيسية عام 2002، فباتت الموارد المائية نادرة.
"هذا إرثنا"
تتحجج حكومة بوتسوانا بأنها تريد حماية المحمية كمورد سياحي وطني. لكن جوارم أوسب، من "مجموعة العمل للأقليات الفطرية في أفريقيا الجنوبية"، يرى ضرورة السماح للبوشمن بجلب حيواناتهم معهم، وهناك مشاريع مماثلة في كينيا وتنزانيا يمكن دراستها وتطبيقها في بوتسوانا. وأضاف: "بالامكان اقامة منطقة عازلة بحيث لا تختلط الحيوانات الداجنة بالحيوانات البرية. كما يجب تمكين البوشمن من تطوير اقتصاد خاص بهم من خلال السياحة ومبادرات أخرى".
وقال روبرت ثورنتون، وهو أنثروبولوجي من جامعة ويتووترسراند في جنوب أفريقيا، ان النصر الذي تحقق في المحكمة يثبت وجوب حماية الحقوق الثقافية للشعوب الفطرية وحقها في الوصول الى أراضيها، لكن الخطوة التالية هي الالتزام السياسي والجهد الحقيقي لخلق الظروف التي تجعل نمط الحياة مستداماً، وهذا ما هو مفقود. وأضاف: "هذا إرثنا البشري، والمحافظة عليه يجب ألا تحتاج الى تبريرات. إنه إرثنا الوراثي والثقافي".
أحد البوشمن الذين رفعوا الدعوى، واسمه كيكايلي، أمضى طفولته وهو يجمع الثمار البرية ويأكل لحم الحيوانات التي يصرعها والده. والآن يتعين عليه الاعتماد على المال، الذي هو مفهوم "أجنبي" لغالبية سكان الأدغال. وفرص العمل نادرة في القرية التي سيعاد توطينهم فيها، حيث يعتمد معظم القرويين على الحصص الغذائية والاعانات الحكومية.
قرية الصامدين
الباساروا هم آخر السكان الأصليين في منطقة واسعة تمتد من أقصى جنوب أفريقيا الى وادي زامبيزي في زامبيا وزيمبابوي. رسومهم على الصخور ومعرفتهم للحياة الفطرية وقدرتهم على البقاء في إحدى أقسى البيئات على الأرض أذهلت الباحثين. ولم يبق منهم الآن إلا نحو 100 ألف، يعيش معظمهم في فقر مدقع على هامش المجتمع.
وقد أنشئت محمية كالاهاري عام 1961، ودعمت حكومة بوتسوانا المجتمعات القبلية المحلية بعد الاستقلال عام 1966، بتأمين المياه والطعام والمستوصفات الطبية المتنقلة. لكن مع مرور الزمن بدأت عائلات البوشمن بناء مستوطنات دائمة وتربية الماعز وزراعة المحاصيل. وبدلاً من الصيد مشياً على الأقدام، بدأ الصيادون يستعملون الخيول والسيارات الرباعية الدفع. فتخوف مسؤولو الحياة الفطرية من الضرر البيئي، في حين تذمرت السلطات المحلية من كلفة توفير الخدمات للمستوطنات النائية.
بين عامي 1997 و2002، تم نقل نحو 3000 شخص من المحمية الى مستوطنتين، وبقيت قلة من الصامدين الذين رفضوا المغادرة. وتتوافر للبوشمن في مخيمات اعادة التوطين مياه الشفة والمدارس والمرافق الطبية، لكنهم يقولون انهم يعانون من اختلال نمط عيشهم التقليدي، وقد وقعوا ضحية ادمان الكحول ومرض الايدز. ولكن يعاني من شظف العيش أيضاً نحو 30 من الذين أصروا على البقاء في المحمية متحدين عمليات الترحيل.
الرحلة من مخيم كودوين الى قرية الصامدين متسيامنونغ استغرقت نحو خمس ساعات بالسيارة في جو قائظ، قطعنا خلالها مسافة 160 كيلومتراً على طرقات وعرة في البراري والأدغال. حين وصلنا، ظهر لنا رجلان من تحت شجرة صغيرة وهما يبتسمان، وسألنا أحدهما: "ماء؟ رجاء؟" كان يرتدي قميصاً أسود يكسوه الغبار وعليه عبارة "أحب محمية كالاهاري". وفي الجوار طفلان نائمان على الرمل في ظل سقيفة، طلبت منا أمهما طعاماً وسكّراً. أخبرونا، بلغة الاشارة وإنكليزية مكسّرة، أنهم ينتظرون عودة بوشمن آخرين ويأملون أن يجلبوا معهم الملابس والماء والطعام.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.