جولة من المتعة في أكبر أكواريوم بالشرق الأوسط ورحلة علمية عبر ممرات وأنفاق تطلّ على الحيوانات والطيور الصحراوية والأحياء البحرية

المركز العلمي انجاز حضاري وصرح تضيق أروقته بالمعلومات والتصاميم الهندسية. يقع في شارع الخليج العربي بمنطقة السالمية في العاصمة الكويت، حاملاً رسالة تعزيز العلوم وترسيخ التراث وتحفيز الاهتمام والالتزام لدى الناس بالحفاظ على الحياة البرية والبحرية والمنظومات البيئية في منطقة الخليج العربي.

يشغل المركز مساحة اجمالية تزيد على 80 ألف متر مربع، جزء منها مستصلح من مياه البحر. للمبنى الرئيسي واجهات بألوان ترابية دافئة تعيد ذكرى اللبنات الطينية التي عرفتها عمارة الكويت قديماً، وتوجت أسقفه بأشرعة تعبر عن تراث البلاد البحري. وتزدان ردهاته بأرضيات ذات أشكال هندسية بطابع اسلامي، ويضفي بلاط السيراميك بزخارفه والوانه المشرقة على الجدران ما يشبه الحياكة التراثية. وتنتشر مظلات من النسيج على شكل أشرعة خارج المبنى، الى جانب النخيل و400 صنف من الأشجار لتؤمن فيئاً اضافياً للمكان.

يضم المركز ما يعدّ أكبر أكواريوم في الشرق الأوسط. وهو يتيح لزائريه فرصة التجول في ثلاث بيئات رئيسية في شبه الجزيرة العربية، هي البحر والساحل والصحراء. وفيه مجموعة من الأحواض يتوجها الحوض الرئيسي لأسماك الخليج بسعة 1,5 مليون ليتر، الذي يضم أحياء المياه العميقة مثل أسماك القرش (اليرايير) واللخم، حيث يقوم غواصون من شباب وشابات باطعامها أمام الزوار حسب جداول العروض الحية. وهناك حوض آخر لقروش ولخم الشعاب المرجانية بسعة 100 ألف ليتر. ويتيح برنامج "الغوص مع القروش" لهواة الغوص مشاركة غواصي المركز العلمي والسباحة جنباً الى جنب مع القروش في الحوض الرئيسي.

وفي قسم البيئة الصحراوية من الأكواريوم، تتجول بين معروضات حية وتشاهد التنوع البيولوجي في بيئة تحاكي صحراء الكويت وشبه الجزيرة العربية. لدى حيوانات الصحراء قدرة فريدة على التكيف والتعامل مع الظروف القاسية، ويمتع الزائر ناظريه بمشاهدة الحيوانات التي انقرض بعضها من البيئة المحلية نتيجة الصيد الجائر، وتلك التي تمكنت من البقاء.

أما في قسم البيئة الساحلية التي تربط اليابسة بالماء، فثمة حيوانات ذات قدرة فريدة على التكيف والتعامل مع الظروف القاسية. وتتميز هذه البيئة بمصبات الأنهار وغابات القرم الحيوية لتكاثر الكائنات البحرية ونموها. هنا يتمتع الزائر بمشاهدة التماسيح وثعالب الماء والطيور وغيرها من الكائنات البحرية في جو الشاطىء الهادىء والحدائق الاستوائية الخلابة.

البيئة البحرية في الأكواريوم تغمر الزائر بتجربة حسية فريدة، تنقله الى أعماق البحر عبر المناظر والصوتيات الأخاذة. هنا يشاهد الزائر بعض الأحياء البحرية المفترسة والغريبة التي تم جلب معظمها من المياه المحلية واستيراد البعض الآخر من المياه الاستوائية حول العالم. وتضم أحواض الأكواريوم نحو 100 نوع من الأحياء البحرية فضلاً عن الشعاب المرجانية الحية.

زوار المركز العلمي من جميع الفئات العمرية يحظون بفرصة التعلم عن طريق اللعب في جو من المرح والمتعة في "قاعة الاستكشاف"، حيث يقوم بارشاد الزائرين وطلبة المدارس فريق متخصص من الكوادر الوطنية. تضم القاعة أيضاً عروض الدمى المتحركة اليومية في سفينة النجوم التي تقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط بهدف نشر الوعي بأهمية الحفاظ على المياه وترشيد استهلاكها.

هل سبق و"شاهدت" الصوت، أو عملت على "تفتيت الجزيئات"، أو حفرت في صخر صلب؟ معروضات النفط والغاز في قاعة الاستكشاف تتيح لك كل ذلك. فالمسح الزلزالي يبين لك أهمية الموجات الصوتية للاستدلال على النفط والغاز، وبامكانك قيادة شاحنة المسح، والاستدلال من الرسم البياني بالكومبيوتر على أفضل الأماكن للتنقيب عن النفط. ويمكنك أن تحفر بئراً من خلال لعبة الكترونية، وتراقب الضغط والحرارة ومعدل ضخ الطين، وتبطن الثقب لمنع انهيار الجدار.

وقد يكون الضغط أقل من اللازم عند الحفر، فلا يصعد النفط، وفي هذه الظروف يحقن الماء لدفع النفط الى السطح. يمكنك خوض هذه التجربة بنفسك في قاعة الاستكشاف.

يضم المركز العلمي صالة عرض IMAX بشاشتها العملاقة التي يبلغ ارتفاعها 15 متراً وعرضها 20 متراً، وقد تم تزويدها بأحدث ما توصلت اليه تقنيات السينما. وهي تعرض أفلاماً تعليمية ووثائقية تناسب جميع الأعمار بتقنية العرض الثلاثي الأبعاد، يدعمها نظام صوتي غامر. تستخدم "آي ماكس" أكبر قياس أفلام عرفته صناعة السينما ويعادل 10 أضعاف القياس العادي (35 مليمتراً). هنا أنت في قلب الحدث، تتعايش معه كما لو كان حقيقة.

ومن الأفلام المعروضة في صالة "آي ماكس" فيلم عن حرائق الكويت يروي قصة الجهود الدولية الجبارة التي بذلت لاخماد أكثر من 700 بئر نفطية أضرمت فيها النيران إبان الغزو العراقي عام 1991. أما فيلم "عجائب المحيط" فيجسد مغامرة مليئة بالمناظر الخلابة في الشعاب المرجانية، قلب المحيط النابض. تأخذك السلحفاة "آريس" في هذه المغامرة من أوستراليا الى جزر البهاما، ذلك العالم الساحر، لتستكشف التنوع الأحيائي الفسيح والدور الهام الذي تلعبه الشعاب المرجانية في المنظومة البحرية بتوفيرها المسكن والغذاء لمجموعة متنوعة من الكائنات.

ويعرض فيلم "مغامرة الغرباء" رحلة استكشافية في أرجاء الكون لبعثة من رواد الفضاء الذين يبحثون عن كوكب بديل عـن كوكبهم الذي أضاعوه نتيجة خطأ فني. تحط هـذه البعثة فـي مدينة ألعاب عالية التقنية، ليكتشف الرواد أن هـذا الكوكب سيمنحهم قدراً كبيراً مـن المرح بشكل يخشون أن يدمر ركيزة حضارتهم. أما فيلم “Ant Bully 3D” فهو قصة صبي في العاشرة من عمره اسمه لوكاس، انتقل مع أهله للعيش في مدينة جديدة ليس فيها أصدقاء. وكان يعاني من شراسة ابن الجيران، فينفس عن غضبه على هضبة مليئة بالنمل في حديقة منزله. في أحد الأيام يقرر النمل الرد على اعتداءات لوكاس، فيلقنه دروساً مهمة في الصداقة ويكسبه نظرة جديدة الى الحياة تمنحه الشجاعة للدفاع عن نفسه.

مرسى السفن الشراعية خارج المركز العلمي يشهد على عراقة تاريخ، الكويت، ويحتضن مجموعة من السفن الخشبية الشراعية التقليدية التي تم صنعها يدوياً. وفيه سفينة "فتح الخير" الشراعية، وهي من سفن "بوم السفر" التي كانت تبحر الى مياه الخليج العميقة، والوحيدة المتبقية من حقبة ما قبل اكتشاف النفط. تم بناؤها في الكويت عام 1938 من الأخشاب الهندية.

كانت "فتح الخير" تبحر في طريقها الرئيسي من الهند الى أفريقيا لنقل البضائع، بحمولة نحو 226 طناً، من تمور مثلاً تنقلها من الكويت لمقايضتها بالشاي والبلاط من الهند وبالأخشاب من أفريقيا لبناء البيوت. وكانت رحلاتها تستغرق ما يقرب من سبعة أشهر، تتوقف أثناءها في عدد من الموانىء المختلفة، فيبادل التجار على متنها ما يحملونه.

يعرض المرسى كذلك نوعين من المراكب أصغر حجماً، هما مركب "الماشوة" الشراعي الطويل، و"الكيت" الذي كان ينقل القبطان (النوخذة) من سفينة الى أخرى.

خارج المركز العلمي ممشى يمتد كيلومتراً في محاذاة الشاطئ المتعرج. وفي وسع هواة صيد الأسماك الاستمتاع بممارسة هوايتهم على رصيفين يمتدان 65 متراً داخل البحر، في احدى أفضل المناطق لصيد الأسماك في الكويت.