شاهد الطفل غابريال غوت (5 سنوات) طائراً ضخماً جاثماً على غصن شجرة خارج منزله في وادي توبانغا بولاية كاليفورنيا الأميركية. فاستل آلة التصوير التي أهداها اليه والده قبل أسابيع، وصور ما قال خبراء الحياة البرية إنه كوندور كاليفورنيا الأول الذي يحلق في أجواء الوادي منذ ما يزيد على 100 سنة. وقدّر الخبراء، الذين أثنوا على صورة غابريال، أن يكون النسر لجأ موقتاً الى هذا المكان هرباً من حرائق استعرت في غابة لوس بادرس الوطنية في خريف 2006. فمحمية الكوندور في الغابة، والمحمية الوطنية في جبل هوبر المجاور، هما الملاذان اللذان أطلقت فيهما نسور الكوندور التي تم استيلادها في الأسر بهدف اعادتها الى الطبيعة.
كوندور كاليفورنيا، رمز هذه "الولاية الذهبية"، هو أكبر طائر في أميركا الشمالية، اذ يبلغ امتداد جناحيه نحو ثلاثة أمتار، ويستطيع أن يقطع مسافة 225 كيلومتراً في اليوم على ارتفاع 4500 متر. وهو أيضاً من أكثر الحيوانات تعرضاً للانقراض في العالم، ولم يبقَ منه الا 138 طائراً في البرية، بينها 61 تحلق طليقة في أجواء كاليفورنيا. ومن الأسباب الرئيسية لنفوقه حالياً التسمم بالرصاص، الذي يحدث عندما يبتلغ شظايا من ذخائر الصيادين التي تستقر في فرائسه. وقد تأكد نفوق 9 كوندورات بابتلاع شظايا رصاص الصيد، كما اعتبر التسمم بالرصاص سبب هلاك 15 طائراً آخر على الأقل. وهناك طيور مهددة أخرى، مثل النسر الذهبي والنسر الأصلع، تتعرض للتسمم بالرصاص على هذا النحو.
وتنظر دائرة الأسماك والطرائد في كاليفورنيا في تغيير أنظمة الصيد بحيث يحظر استعمال الذخائر الرصاصية في المقاطعات التي توجد فيها تجمعات طيور الكوندور.
|