Friday 19 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
كتاب الطبيعة
 
في حمى الطيور: أربعة مقاصد للسياحة البيئية في البقاع وجبل لبنان  
شباط (فبراير) 2007 / عدد 107
 بلدة الرملية في جبل لبنان نظام بيئي لوادٍ مهم على مسار الطيور المهاجرة، وممر للحياة البرية من المناطق الساحلية الى المناطق الداخلية. وهي ترتفع عن سطح البحر ما بين 550 متراً و1100 متر، بحيث توفر موئلاً ملائماً لأنواع كثيرة من النباتات والحيوانات في منطقة البحر المتوسط. وقد تم تحديد نحو 300 نوع من النباتات فيها، والعديد من الحيوانات البرية من ثدييات وزواحف وطيور وحشرات. وتلوذ بها الطيور بكثرة نظراً لكثافة الغطاء الأخضر، ومنها الحجل وأبو زريق والقرقف الكبير ودوري الصخور والهدهد.
كانت الرملية المحطة الأولى في جولة على أربع مناطق لبنانية يشملها مشروع حماية أطلقته الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC) مع السفارة السويسرية في لبنان، في 7 كانون الأول (ديسمبر) 2006. ويهدف المشروع الى المحافظة على موارد التنوع البيولوجي لتنمية السياحة البيئية في منطقة المشرق العربي، كي تكون مصدراً لفرص العمل وتوليد الدخل للسكان المحليين. وسوف يجمع المشروع أربع مناطق تفصل بينها مسافات قصيرة نسبياً وتتمتع بمزايا طبيعية وتاريخية وأثرية، وتشكل معابر استراتيجية لهجرة الطيور من الشمال الى الجنوب، وهي: الرملية وأرز الشوف في جبل لبنان، وعمّيق وحمى كفرزبد في وادي البقاع.
ويتم تنفيذ المشروع من خلال التعاون بين أربع منظمات غير حكومية تكون مسؤولة عن كل موقع، وهي جمعية المحافظة على الثروة الحرجية وتنميتها في الرملية، وجمعية أرز الشوف، وجمعية أروشا ـ لبنان في عميق، وجمعية حماية الطبيعة في لبنان بحمى كفرزبد.
معبر الطيور
محمية أرز الشوف كانت المحطة الثانية في الجولة، التي شارك فيها سفير سويسرا في لبنان فرنسوا باراس وسفير سويسرا في سورية جاك دي واتفيل ومنسقة البرنامج إليزابيث ديثلم وممثلو الجمعيات التي ستعنى بالمواقع ومندوبون من وسائل الإعلام. وهذه من أقدم غابات الأرز التي تذكرها السجلات عبر التاريخ، وتمثل نسبة 5 في المئة من مجمل الأراضي اللبنانية إذ تبلغ مساحتها 550 كيلومتراً مربعاً، ونسبة 25 في المئة مما تبقى من مساحات غابات الأرز في لبنان. ولذلك تعتبر ذات أهمية كبيرة على المستويين الوطني والدولي. يستوطنها 32 نوعاً من الثدييات البرية، بينها 12 من الأنواع النادرة على المستوى الدولي. كما تعتبر منطقة مهمة للطيور، اذ يستوطن فيها 200 نوع، بينها 19 من الأنواع النادرة على المستوى الوطني. وينبت فيها أكثر من 500 نوع من النباتات، بينها 10 أنواع نادرة على المستوى الوطني و10 أنواع من الأعشاب الطبية و50 نوعاً من النباتات العطرية والصالحة للأكل.
من أرز الشوف انتقل الوفد الى شاتو كفريا حيث تناولوا طعام الغداء. ثم توجهوا نحو مستنقع عميق حيث تجولوا في الموقع وتمتعوا بمراقبة الطيور. ويغطي مستنقع عميق مساحة 280 هكتاراً من الأراضي المغمورة بالمياه بصورة دائمة أو شبه دائمة، تتخللها مساكب القصب والمراعي التي تغرقها مياه الأمطار. وهو من أهم مواقع التنوع البيولوجي في لبنان، ويعترف به دولياً كنقطة توقف للطيور المهاجرة. وينبت في المستنقع نحو 600 نوع من النباتات الموجودة في لبنان، بينها 24 نوعاً من النباتات المائية. وتم حتى الآن احصاء وجود 246 نوعاً من الطيور المستوطنة في المستنقع والمناطق المحيطة به، اضافة الى الطيور المهاجرة. وقد سجل وجود 15 نوعاً من الثدييات في المنطقة، بالإضافة الى أنواع أخرى تأتي من المحمية الجبلية المجاورة لأرز الشوف وترتاد منطقة عميق بعد هطول الثلوج وفي موسم الصيف الجاف.
"صناعة" صديقة للبيئة
نهاية هذا اليوم الرائع في الطبيعة كانت في حمى كفرزبد. وهو سبخة مائية صغيرة نسبياً تقع في سهل منبسط في وادي البقاع (جزء من وادي الصدع الكبير السوري ـ الأفريقي) الذي يعتبر الممر الرئيسي للطيور المائية المهاجرة الإفريقية والأورو ـ آسيوية عبر الشرق الأدنى. تبلغ مساحته نحو 250 هكتاراً، وتحيط به منحدرات جبلية جافة حادة باتجاه الشرق، وأراض زراعية في الاتجاهات الأخرى. وهو يتزود المياه بصورة رئيسية من نبعين دائمين يتدفقان بقوة، هما كفرزبد وعنجر، اللذين تنساب مياههما من أسفل سلسلة جبال لبنان الشرقية. كما يشكل المستنقع جزءاً من رافد لنهر الليطاني الذي يساعد في حماية المستنقعات من الجفاف. وقد تم تصنيف كفرزبد كمنطقة مهمة للطيور، خصوصاً النعار السوري (Syriacus serinus). ان التنوع البيولوجي الذي تتمتع به مستنقعات كفرزبد، خصوصاً وجود أنواع مهددة عالمياً من الطيور، اضافة الى مواقع أثرية غير مستكشفة حتى الآن، تؤهل هذا الموقع ليصبح مقصداً لمراقبة الطيور وللسياحة البيئية.
سوف تكون الطيور الجاذب الرئيسي المعتمد في الترويج لهذه المواقع الأربعة. فالطيور "بارومترات بيولوجية" وحلقة رئيسية في تعزيز التنوع البيولوجي. وهي تساعد على التحكم في انتشار الحشرات المؤذية مما يخفف الحاجة الى استعمال المبيدات. كما أنها تُثمن لأسباب عديدة أخرى، تشمل توليد الدخل من خلال السياحة البيئية. فخلال عام 2004 مثلاً، أنفق نحو 2،5 مليون هاو حول العالم أكثر من 76 بليون دولار في مراقبة الطيور.
أربعة مقاصد للسياحة البيئية في البقاع وجبل لبنان في حمى الطيور
حمى كفر زبد ويبدو سغيرا سويسرا  في لبنان  وسورية ومعنيون يراقبن الطيور يوم اطلاق مشروع الحماية والسياحة البيئية
في محمية أرز الشوف
طيور مهاجرة حطت للمبيت على شجرة صنوبر في الرملية
طيور مائية في كفر زبد
جبل الباروك مكللاً بالثلج
طائر مائي في عميق
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.