دارت أحاديث كثيرة في الآونة الأخيرة حول وظائف في المجال البيئي يؤمل أن تنعش سوق العمل. هنا لمحة عن أفضل عشر وظائف خضراء في الولايات المتحدة خلال السنين العشر المقبلة.
مُزارع
يعمل في الولايات المتحدة مليونا مزارع فقط، يبلغ معدل أعمارهم 55 عاماً. وبما أن الزراعة المستدامة تتطلب أساليب عضوية ومهارات محلية وتكون على نطاق صغير، بدلاً من المزارع الشاسعة والآليات التي تعمل بالوقود النفطي والأسمدة والمبيدات الكيميائية، فهناك حاجة ماسة الى عشرات الملايين من المزارعين. والمزارعون العصريون هم رجال أعمال صغار يجب أن يملكوا مهارة في علم الوراثة مثلما في التسويق. من الوظائف في هذا المجال: بستاني مُدُني، منسق لسوق المزارعين ومؤاكز الزراعة المستدامة، صانعو أجبان ومربيات حرفيون، ومنتجو مواد غذائية أخرى.
خبير أحراج
علم الحراجة الحديث هو دمج معقد بين تمويل المشاريع الدولية وحماية الغابات وتطويرها. وبحسب البنك الدولي، يعتمد 1,6 بليون شخص على الغابات لكسب رزقهم. ويساعد خبراء الأحراج السكان المحليين على التحول من ممارسات القطع والحرق الى تحريج الغابات والعناية بها، فيعلمونهم زراعة الأشجار والنباتات السريعة النمو ذات القيمة العالية التي تعطي ثماراً أو أدوية أو أخشاباً، كما يوثقون تأثيرها على البيئة. وتسبب تعرية الغابات نحو ربع الاحترار العالمي، ويحتمل أن تكون في المستقبل مصدراً رئيسياً لاعتمادات الكربون ببلايين الدولارات.
تقني لتركيب أجهزة الطاقة الشمسية
يوفر صنع نظم الطاقة الشمسية وتركيبها نحو 770 ألف وظيفة على الصعيد العالمي. وتركيب سخانات مياه شمسية وخلايا فوتوفولطية على سطوح المنازل وظيفة مجزية (15 الى 35 دولاراً في الساعة) لأصحاب المهارات. والفرص متاحة حيثما تسطع الشمس. في الولايات المتحدة أكثر من 3400 شركة تعمل في قطاع الطاقة الشمسية وتشغل نحو 35 ألف عامل. ويتوقع اتحاد صناعات الطاقة الشمسية زيادة الى أكثر من 110 آلاف وظيفة بحلول سنة 2016، وأكثر من ذلك اذا سُرّعت الاعتمادات الضريبية المتوقعة.
بنّاء منشآت مقتصدة بالطاقة
تستأثر الأبنية بنحو 48 في المئة من استهلاك الطاقة وانبعاثات غازات الدفيئة في الولايات المتحدة. ولدى هيئة الريادة في التصميم الطاقوي والبيئي (LEED)، التي تمنح الشهادة الرئيسية للأبنية الخضراء، أكثر من 43 ألف محترف معتمد. لكن الكلمة الفصل في الأبنية الكفوءة تتجاوز LEED بكثير. فالأبنية التي يتم إنشاؤها في أوروبا وفق مواصفات Passivhaus في ألمانيا و Minergie-P في سويسرا تستهلك طاقة حرارية أقل بنسبة 75 في المئة للأولى و59 في المئة للثانية، من أبنية مماثلة يتم انشاؤها بموجب أحدث القوانين الأميركية. وتخضير مخزون الأبنية لن يحتاج فقط الى معماريين ومهندسين مهرة، وإنما أيضاً الى قوة من عمال الاصلاح والتجديد الذين يتقنون استعمال العوازل الرغوية والنوافذ الصامدة للرياح، بغية تحسين العزل الحراري الى أبعد الحدود في المنازل القديمة. وقد أوصت دراسة أجراها تحالف Apollo Alliance باستثمار 90 بليون دولار لخلق 827 ألف وظيفة في الأبنية الخضراء، في مبادرة تدعمها رزمة حوافز الرئيس الأميركي باراك أوباما التي تشير تحديداً الى أعمال التجديد والاصلاح المتعلقة بالطاقة.
صانع توربينات رياح
الريح هي المصدر الرئيسي والأسرع نمواً للطاقة البديلة، وتوفر أكثر من 300 ألف وظيفة قي أنحاء العالم. وتشكل المعادن 90 في المئة من وزن التوربينات، مما يخلق فرصة للعاملين في قطاع السيارات ومصنعين آخرين كي يغيروا وجهة مهاراتهم. وبحسب الجمعية الأميركية لطاقة الرياح، تشغل هذه الصناعة حالياً نحو 50 ألف أميركي، وقد أضافت 10 آلاف وظيفة جديدة عام 2007.
بيولوجي حماية
قيل في بيولوجيا الحماية (conservation biology) ''إنها علم مرتبط بموعد نهائي''. فالسعي المحموم لحماية تكامل النظم الايكولوجية في أنحاء العالم وتحديد قيمة خدماتها يتيح فرصاً في التعليم والأبحاث والعمل الميداني للحكومة والمنظمات غير الحكومية والشركات الخاصة. ورزمة الحوافر الاقتصادية لادارة أوباما تبشر بزيادة الـدعم الاتحـادي للأبحاث. وثمة جامعات كثيرة تمنح شهادات في بيولوجيا الحماية.
ادارة الأعمال الخضراء
انتقل مفهوم ''القاعدة الثلاثية'' (الذي يجمع بين مصالح الناس والكوكب والربح) من الهامش الى المجرى الرئيسي في عالم الأعمال. ووجد تقرير حديث صدر عن ''مركز رؤساء البلديات لحماية المناخ'' في الولايات المتحدة ان خدمات الأعمال، ومنها الخدمات القانونية والبحثية والاستشارية، تستأثر بغالبية الوظائف الخضراء، اذ توفر نحو 400 ألف وظيفة. وهذه تشمل كل شيء، من التسويق، الى أساليب الحياة الصحية والمستدامة، الى الخدمة كنائب رئيس لشؤون الاستدامة في شركة كبرى، الى تنسيق برنامج انطلاقة خضراء للشركة أو المؤسسة. وتعطي جامعات أميركية مرموقة شهادة ماجستير في ادارة الأعمال الخضراء Green MBA.
مدوّر نفايات
أشارت تقارير حديثة الى أن هناك أكثر من مليون وظيفة في قطاع تدوير النفايات في الولايات المتحدة. وعلى رغم تراجع سوق الورق والبلاستيك المعاد تدويرهما في الآونة الأخيرة بسبب الركود الاقتصادي، فان الطلب على الفولاذ ما زال قوياً، اذ ان 42 في المئة من الانتاج جاء من الخردة عام 2006، وبقيت اعادة التدوير البديل الاقتصادي للرسوم العالية المفروضة على التخلص من النفايات. عالمياً، يعمل أكثر من 200 ألف شخص في انتاج الفولاذ ''الثانوي''، والولايات المتحدة مركز رئيسي للانتاج. والقوانين والأنظمة الجديدة تخلق حاجة الى شركات متخصصة تقفل الحلقة من خلال اعادة تدوير واعادة استعمال الأجهزة الالكترونية والملابس وأكياس البلاستيك ومخلفات الانشاء ومواد أخرى.
مطوّر نظم الاستدامة
يحتاج الاقتصاد الأخضر الى ''كادر'' متخصص من مطوري برامج الكومبيوتر والمهندسين الذين يتولون تصميم وبناء وصيانة شبكات أجهزة التحسس والنمذجة الإحتمالية، الضرورية لانجاح مشاريع مزارع الرياح وشبكات الكهرباء الذكية ورسوم الازدحام وغيرها من النظم التي تسخر الذكاء الاصطناعي لصون الموارد الطبيعية.
مخطط مُدُني
التخطيط المدني والاقليمي مهم لتخفيض البصمة الكربونية. وهو يتضمن تقوية نظم النقل الجماعي، والحد من التمدد العمراني العشوائي، وتشجيع ركوب الدراجات والتقليل من استعمال السيارات. ولكن هناك أهمية مماثلة للتخطيط للحالات الطارئة، لأن الفيضانات وموجات الحر وتراكم النفايات أصبحت مشاكل شائعة في المدن، وهي الى ازدياد. ويتوقع أن ينمو التشغيل في هذا القطاع بنسبة 15 في المئة بحلول سنة 2016.