هيئة البيئة – أبوظبي هيئة حكومية تم إنشاؤها في إمارة أبوظبي عام 1996 تجسيداً للالتزام بحماية البيئة والمحافظة على التنوع البيولوجي. وتقوم الهيئة بوضع السياسات والاستراتيجيات البيئية لمساعدة المؤسسات الحكومية والخاصة على إدماج الاعتبارات البيئية في تخطيط المشاريع وتنفيذها، بما يعضد التنمية المستدامة في إمارة أبوظبي.
أطلقت هيئة البيئة – أبوظبي في أيلول (سبتمبر) 2009 مبادرة المدارس المستدامة، التي تهدف من خلالها إلى رفع مستوى الوعي البيئي في قطاع الطلاب والمعلمين، وذلك من خلال الممارسات البيئية الايجابية التي تهدف إلى تقليل البصمة البيئية وخصوصاً في مجال المياه والطاقة والهواء والنفايات.
وفي تشرين الأول (أكتوبر) وقع مدراء 27 مدرسة حكومية وخاصة ونموذجية في أبوظبي تعهد "مبادرة المدارس المستدامة"، والتزموا فيه رسمياً بالمشاركة في تطبيق المشروع وتقليل بصمتهم البيئية واتخاذ كل ما يلزم لتنفيذ هذه المبادرة الشاملة، التي أطلقتها الهيئة بدعم من مجلس أبوظبي للتعليم والمناطق التعليمية في الإمارة وبرعاية شركة بي بي.
وستلتزم المدارس المشاركة أولاً بالتأكد من تحقيق الاستدامة البيئية في مدارسها عن طريق التدقيق البيئي واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من التأثيرات البيئية. ثانياً، ستلتزم ببناء قدرات المعلمين للنهوض بالأعباء الإرشادية والتوجيهية للتعليم البيئي. ثالثاً، سيتم إنشاء وإدارة النوادي البيئية في المدارس لتمكين الطلاب من التعرف على القضايا البيئية الهامة التي لم يتم تناولها في المناهج الدراسية. ومن العناصر الإلزامية الأخرى للمشاركة في هذه المبادرة زيادة التواصل مع الطلاب من خلال الرحلات البيئية والأنشطة الميدانية.
وستقوم الهيئة بتنفيذ برامج تدريب للمعلمين تتوجه نحو التعليم بالأساليب المبتكرة وتركز على السلوكيات والأنشطة الميدانية. كما ستقوم بتوفير الموارد اللازمة لتنظيم الرحلات والأنشطة الميدانية والأدلة الإرشادية وغيرها من المواد الضرورية.
ولتنفيذ هذه المبادرة، وضعت الهيئة العديد من الوسائل التعليمية مستفيدة من أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، بما في ذلك مركز العلوم والبيئة ومركز التعليم البيئي في الهند. وستقوم الهيئة بتزويد المدارس المشاركة بهذه الوسائل، التي تتضمن دليل المدارس الخضراء، الدليل الإرشادي للأندية البيئية، دليل الرحلات البيئية الميدانية، دليل المعلمين البيئيين، فضلاً عن وضع برامج تدريب للمعلمين عبر شبكة الانترنت وبرنامج لتدريب المدربين. وسيتم تدريب معلمي المدارس المشاركة من قبل خبراء في مجال التعليم البيئي من كندا والولايات المتحدة.
إستراتيجية وطنية للصحة البيئية
بدأت هيئة البيئة – أبوظبي عام 2008 بوضع استراتيجية وطنية متكاملة للصحة البيئية بالتعاون مع شركائها الوطنيين. وتم تكليف جامعة كارولينا الشمالية في تشابل هيل، بالتعاون مع جامعة الإمارات العربية المتحدة ومؤسسة راند ومؤسسة الموارد للمستقبل والمعهد النروجي لأبحاث الهواء، بتنفيذ المشروع الذي يشمل: دراسة الوضع الراهن للعلاقة بين الصحة والبيئة، ووضع المؤشرات المرجعية لقياس المخاطر الصحية المحتملة نتيجة العوامل البيئية، وتقدير العبء الاقتصادي والاجتماعي الناتج عن تلوث البيئة. كما يقوم المركز الإقليمي لأنشطة الصحة البيئية في منظمة الصحة العالمية بالإشراف الفني على المشروع.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها وضع استراتيجية وطنية متكاملة للصحة البيئية في المنطقة تشمل تحديد المخاطر البيئية، وتحديد تأثير كل منها على الصحة، واقتراح السياسات والبرامج وخطط العمل المشترك. وستساهم تقديرات عبء الأمراض الناجمة عن التعرض للمسببات البيئية في وضع أولويات العمل في دولة الإمارات للسيطرة على الملوثات.
ولقد تم وضع قائمة تضم 11 مجموعة من المخاطر البيئية التي تؤثر على الصحة العامة، وتشمل تلوث الهواء الداخلي والخارجي، سلامة الغذاء والأمن الغذائي، تلوث التربة، إدارة النفايات الصلبة والخطرة والطبية، التلوث الضوضائي، سلامة المواد الكيميائية، الأمراض المنقولة (كالتي تنقلها القوارض)، تغير المناخ، التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية، التعرض للإشعاعات غير المؤينة، وتأثير ا????? ا?مبنية.
وسيتم قياس الصحة البيئية، أو ما يعرف بـ "عبء الأمراض البيئية"، من خلال عدد الوفيات ونسبة الأمراض بين السكان الناجمة عن التعرض للملوثات في الهواء والماء والتربة والغذاء، وكذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة الناجمة عن تغير المناخ العالمي. وقد وضعت تقديرات عبء الأمراض البيئية من قبل فريق مكون من 50 خبيراً دولياً في مجال العلوم البيئية والصحة العامة، استناداً الى البحوث التي أجريت في الفترة من حزيران (يونيو) 2008 إلى آب (أغسطس) 2009.
وفي هذا الإطار، بدأ إجراء مسح ميداني شامل لتحديد العوامل البيئية المؤثرة على صحة الإنسان في البيئة المنزلية لدى سكان الإمارات، سيشمل 600 أسرة مواطنة في الدولة. ويتم خلال المسح قياس نسبة التعرض لملوثات الهواء الداخلي والخارجي، وقياس الحالات الصحية المزمنة، وأمراض الجهاز التنفسي، والخصائص السلوكية للأفراد كالعادات الصحية والسمنة و"التحول الغذائي". وتساهم مخرجات المسح في تحديد العوامل البيئية التي تؤثر على صحة الإنسان والتعرف بشكل أفضل على الأمراض الناجمة عن تلوث البيئة.