التعرض للرصاص يعيق نمو الدماغ ويسبب مشاكل في الكلى وقد يؤدي الى نزعة عدوانية. لذلك ليس بمستغرب أن يصاب الأهل بالذعر ازاء الأخبار المتداولة حول الدمى المطلية بالرصاص. وقد ينتاب بعضهم، خصوصاً النساء، قلق من تعرضهم هم أيضاً للرصاص من مصادر أخرى لا يخالها المرء مؤذية، مثل حقائب مستحضرات التجميل. ولهذا السبب يلقى تقرير صدر حديثاً في الولايات المتحدة آذاناً صاغية جداً، فعنوانه ''قبلة سمّ: مشكلة الرصاص في أحمر الشفاه''.
التقرير هو نتيجة اختبارات أجرتها ''الحملة من أجل مستحضرات تجميل مأمونة''، على 33 أنبوباً من أحمر الشفاه، تم شراؤها من أماكن مختلفة في شمال شرق الولايات المتحدة. وتبين أن أكثر من ثلثيها تحوي مستويات من الرصاص أعلى من 0,1 جزء في المليون، وهو المستوى الذي تسمح به مديرية الغذاء والدواء في السكاكر. وقد اعتمدت الحملة هذا المستوى على افتراض أن أحمر الشفاه، مثل السكاكر، يُبتلع بشكل مباشر.
ويشتبه بأن الرصاص يدخل الى أحمر الشفاه عن طريق ملوّنات ومواد بترولية يسمح باستعمالها في الغذاء والدواء ومستحضرات التجميل.
حقيقة أم ترويع؟
كشفت الحملة أيضاً أن الرصاص قـد يكون منتجاً ثانوياً لمواد أوّلية تعدينية معالجة، مثل أوكسيد الزنك وثاني أوكسيد التيتانيوم. وهذا قـد يفسر سبب وجـود منتجات شركتي Burt's Bees وPeace Keeper Cause-metics على قائمة المنتجات التي تضمنت مستويات من الرصاص تزيد على 0,1 جزء في المليون، علماً أنهما من الشركات الأكثر حرصاً في هذا المجال. فكلتاهما تستعملان ثاني أوكسيد التيتانيوم في منتجاتهما من أحمر الشفاه القائمة على المواد النباتية والخالية من البترول.
وقد سارعت ''بيس كيبر كوزماتيكس''، التي تفاخر بانخفاض تقديرات الأخطار التي أعطيت لمنتجاتها في بيانات Skin Deep لدى ''مجموعة العمل البيئي'' في الولايات المتحدة، الى نشر رسالة على شبكة الانترنت تبين فيها أن المستوى الذي اعتبرته الحملة مقبولاً هو غير دقيق، مضيفة أن قياسات الرصاص ''مضللة وغير دقيقة'' وقد ''صممت لترويع النساء''.
لكن، في الحقيقة، التعرض للرصاص قد يكون مروعاً. ويقول بروس لانفير، مدير مركز الصحة البيئية للأطفال في ولاية سينسيناتي: ''نظراً لعدم وجود حد مأمون لتناول الرصاص، يتوجب علينا أن نخفض الكمية التي نتناولها منه في جميع المصادر''.
لكن كيف السبيل الى ذلك، ما دام الرصاص يظهر على نحو غير متوقع في كل شيء، من دمى الأطفال الى الفواكه المعلبة الى تمديدات المياه المنزلية.
أي مستوى مأمون؟
إن أوضح إحباط إزاء ازدياد تعرض المستهلكين للرصاص هو انعدام الأنظمة، خصوصاً في عالم مستحضرات التجميل، حيث تجري الشركات مراقبة ذاتية في أفضل الأحوال. واضافة الى ذلك، يبدو أن هناك عدم اتفاق على مستويات الرصاص التي تعتبر مقبولة.
في الولايات المتحدة مثلاً، حددت مديرية الغذاء والدواء حداً أقصى للجرعات المسموح بها هو 0,1 جزء في المليون في سكاكر الأطفال، و0,5 جزء في المليون في طعام البالغين، و10 الى 20 جزءاً في المليون في ملونات الغذاء والدواء ومستحضرات التجميل. أما وكالة حماية البيئة فلم تحدد مستوى مأموناً لتناول الرصاص، موردة أدلة على أن أي تعرض هو مؤذ، ومع ذلك صنَّفت أي حنفية (صنبور) تحتوي على رصاص بنسبة تصل الى 8 في المئة ''خالية من الرصاص''، مع أنه قد يرشح منها مع تقادمها. وينص قانون كاليفورنيا على أنه ''لا يوجد مستوى خطر جوهري'' في 0,5 ميكروغرام من الرصاص يومياً من أي مصدر، سواء الطعام أو التربة أو المياه أو أحمر الشفاه. (للمقارنة، تقدر شركة ''بيس كيبر'' ان مستوى الرصاص في أحمر الشفاه الذي تنتجه هو 0,12 جزء في المليون، ما يعادل 0,003 ميكروغرام يومياً). أما مركز مكافحة الأمراض(CDC) فيعتبر أن الأطفال الذين توجد في دمهم كمية من الرصاص تبلغ 0,1 جزء في المليون لديهم مستويات مرتفعة.
فهل علينا أن نتفادى الرصاص على الدوام؟ قد تكون ثمة مبالغة في المحتوى الرصاصي في كثير من المنتجات الاستهلاكية، لكن مصادر تعرضنا الرئيسية تبقى شظايا الدهانات المحتوية على رصاص، والتربة المحيطة بمنازل قديمة طليت بدهان أساسه الرصاص، والبنزين المحتوي على الرصاص حيث ما زال مستخدماً.
كادر
الـ 12 القذرة في مستحضرات التجميل
كاثرين زاندونيلا
قد يكون الجمال سطحياً، لكن المنتجات التي نستعملها للحفاظ عليه تحتوي على مواد كيميائية تنفذ الى أماكن أعمق. ويستعمل الشخص البالغ العادي ما معدله تسعة منتجات للعناية الشخصية كل يوم، فيها نحو 120 مادة كيميائية لم يختبر الكثير منها بشكل كاف للوقوف على مدى سميتها.
في ما يأتي 12 مادة كيميائية يفضّل تجنبها، فالتعرض لأي منها مرة واحدة يستبعد أن يسبب أذى، لكن التعرض لها يومياً على مدى الحياة يعني تراكم السمّية والضرر. فلنكن على استعداد أثناء التسوق لقضاء بعض الوقت في قراءة المحتويات على ملصقات مستحضرات التجميل، حتى لو كانت تحمل علامات تجارية تعلن أنها ''طبيعية'' أو ''نباتية''، فمن المعروف أنها أيضاً تحتوي على بعض هذه المواد الكيميائية.
1. مضادات البكتيريا (Antibacterials):
المبالغة في استعمال مضادات البكتيريا قد يمنعها من أن تكافح بفعالية الجراثيم المسببة للأمراض، مثل إي. كولي والسلمونيلا. ومادة ''تريكلوزان'' المضادة للبكتيريا، التي تستعمل على نطاق واسع في الصابون ومعجون الأسنان ومزيلات الروائح، اكتشف وجودها في حليب الثدي، ووجدت دراسة حديثة أنها تعيق نشاط هورمون التستوستيرون الذكري في الخلايا. وقد أكدت دراسات عدة أن الغسل بالصابون والماء الدافئ وسيلة فعالة لقتل الجراثيم.
2. قطران الفحم (Coal Tar)
يُعرف أنه مادة مسببة للسرطان في البشر. وهو يستعمل كعنصر فعال في شامبو مكافحة قشرة الرأس والكريمات المضادة للحكاك. والأصباغ التي أساسها قطران الفحـم، مثل Blue 1 المستخدمة في معجون الأسنان وGreen 3 المستخدمـة في غسـول العينين، تبين في دراسة أجريت على الحيوانات أنها مسرطنة عندما تحقن تحت الجلد.
3. ثنائي الايثانولامين (Diethanolamine):
هو مدمر محتمل للهورمونات، وأظهر أدلة محدودة على أنه مسبب للسرطان، ويستنفد من الجسم الكلور اللازم لنمو دماغ الجنين. كما يمكن وجوده كملوِّث في منتجات تحتوي على مواد كيميائية ذات علاقة، مثل كوكاميد ثنائي الايثانولامين.
4. 1,4 ـ ديوكسان (-Dioxane 1,4):
هو مسرطن حيواني معروف ومسرطن بشري محتمل، يمكن أن يظهر كملوث في منتجات تحتوي على sodium laureth sulfate ومكونات تشتمل على المصطلحات "PEG" و"-xynol" و"ceteareth'' و"oleth". وتراقب مديرية الغذاء والدواء الأميركية محتوى هذا الملوث في المنتجات، لكنها لم توصِ حتى الآن بحدٍ أقصى للتعرض. وبامكان المصنعين ازالة الديوكسان من خلال عملية تعرف بالفصل الخوائي (vacuum stripping)، لكن تبقى عادة كمية صغيرة منه. وقد أظهر مسح أجرته ''الحملة من أجل مستحضرات تجميل مأمونة'' سنة 2007 أن غالبية منتجات الاستحمام الخاصة بالأطفال تحوي 10 أجزاء في المليون أو أقل. لكن مسحاً سابقاً أجرته المديرية عام 2001 وجد مستويات تتعدى 85 جزءاً في المليون.
5. الفورمالديهايد (Formaldehyde):
له قائمة طويلة من التأثيرات الصحية، منها تسميم جهاز المناعة وتهييج الجهاز التنفسي والسرطان لدى البشر. وهو ما زال يظهر في صابون استحمام الأطفال وطلاء الأظافر وأصباغ الشعر والمادة اللاصقة لرموش العينين، كملوِّث أو كمادة متحللة من بولة الديازوليدينيل(diazolidinyl urea) وبولة الايميدازوليدينيل (imidazolidinyl urea) ومركبـات الكواتـرنيوم (quaternium).
6. المعطرات:
قد تحتوي المعطِّرات على مركبات الفثالي (phthalates) التي تخلّ بالغدد الصمّ وقد تتسبب ببدانة وأذى في النمو والجهاز التناسلي. تجنبوا الفثاليت باختيار معطرات قائمة على زيوت أساسية.
7. الرصاص والزئبق:
الرصاص المسمم للنسيج العصبي يظهر في بعض المنتجات كملوِّث موجود طبيعياً في السيليكا المميَّه(hydrated silica) التي تدخل في صنع معجون الأسنان. وتوجد أسيتات الرصاص في بعض أصباغ الشعر الخاصة بالرجال. أما الزئبق المتلف للدماغ والموجود في مادة الثيمروسول الحافظة فيستعمل في الماسكارا التي تطلى بها الرموش.
8. النانوجزيئات (Nanoparticles):
هذه الجزيئات البالغة الصغر، التي قد تخترق الجلد وتتلف الخلايا الدماغية، تظهر في أعداد متزايدة من مستحضرات التجميل وحماية الجلد من أشعة الشمس. والأكثر تسبباً بالمشاكل هي نانوجزيئات أوكسيد الزنك وثاني أوكسيد التيتانيوم التي تستعمل في مستحضرات حماية الجلد من أشعة الشمس لجعلها شفافة. عند الامكان، فتش عن أنواع تحتوي على جزيئات يزيد حجمها على 100 نانومتر (المليمتر يساوي مليون نانومتر).
9. البارابين (Parabens):
مركبات ميثيل وإيثيل وبروبيل وبيوتيل وايزوبيوتيل البارابين، التي لها تأثيرات استروجينية ضعيفة، هي مواد حافظة شائعة الاستعمال تظهر في مجموعة واسعة من مستحضرات التبرّج. وقد وجدت دراسة أن بيوتيل البارابين يضر بتكوين السائل المنوي في خصى الفئران، وقد حظر الاتحاد الأوروبي استعمال قريب له هو صوديوم ميثيل بارابين في مستحضرات التجميل. وتتحلل مركبات البارابين في الجسم الى حمض بي ـ هيدروكسيبنزويك p-hydroxybenzoic الذي له نشاط استروجيني في زريعات خلايا سرطان الثدي البشري.
10. القُطارات البترولية (Petroleum Distillates):
هذه مسرطنات بشرية محتملة، يحظر أو يقيَّد استعمالها في مستحضرات التجميل في بلدان الاتحاد الأوروبي. لكنها توجد في ماركات أميركية متعددة، مثل الماسكارا وذرور ازالة رائحة القدمين ومنتجات أخرى. فتشوا عن عبارةliquid paraffin على المستحضر.
11. بي ـ فينيلين ديامـين (P-Phenylenediamine):
هذه المادة الكيميائية التي يكثر وجودها في أصباغ الشعر يمكن أن تؤذي الجهاز العصبي وتسبب تهيجاً رئوياً وردات فعل حساسية حادة. وهي تــدرج أيضاً بأسمـاء ,4-Benzenediamine و P-Phenyldiamine و 4-Phenylenediamine.
12. الهيدروكينون (Hydroquinone):
هذا المركّب الموجود في مستحضرات تنعيم البشرة وترطيب الوجـه هو مادة متلفة للنسيج العصبي ومثيرة للحساسية، وهناك أدلة محدودة على أنه قد يسبب السرطـان لدى حيوانات المختبر. وهو قد يظهر أيضاً كشائبة غير مدرجة في ملصق محتويات المستحضر.