''عندما تشرب الماء تذكّر الينبوع'' مثل صيني بدأ يلقى آذاناً صاغية في أميركا الجنوبية. فقد أطلق الصندوق العالمي لصون الطبيعة(WWF) في البرازيل حملة جديدة لتحفيز المواطنين على حماية الجداول وروافد الأنهار والينابيع ومناطق تغذيتها مثل قمم الجبال.
وبما أن تغير المناخ يحفز تركيز الانتباه على المياه عموماً، تقوم ''حركة الينابيع'' في البرازيل بترويج مفهوم أن مصادر المياه يجب أن تؤخذ في الاعتبار كما موارد المياه.
والبرازيل هي خامس أكبر بلد في العالم، إذ تحتل 5,7 في المئة من مساحة اليابسة. وهي تحوي 13,7 في المئة من المياه العذبة المتاحة على هذا الكوكب. وتصنّف الينابيع في البرازيل بأنها ''مناطق حماية دائمة''، والجداول والروافد ''مناطق هامة لحماية أحواض الأنهار".
وعلى رغم تدابير الحماية هذه، تعاني الجداول والروافد من تدهور متفاقم نتيجة سوء استعمال الأراضي واجتثاث الغابات. كما أن تراكم الطمي وتضاؤل نفاذية التربة في مناطق التغذية المائية يؤثران في سلامة ينابيع كثيرة. تقول دنيز هامو مديرة مكتب WWF في البرازيل: ''هذه المناطق بحاجة الى عناية أكبر من جانب الحكومة والمجتمع. إن سلامة نوعية المياه تتوقف على سلامة مصادرها، التي قد تكون في أماكن بعيدة".
وثمة نموذج لمشروع قانون على الموقع الالكتروني www.WWF.org.br/agua يتم تشجيع البرازيليين على تبنّيه وترويجه لدى الحكومات المحلية ومجالس المدن من أجل تحويله الى قانون. والفكرة هي أن تقدم الحكومات المحلية حوافز مالية للمجتمعات التي تتولى مسؤولية حماية الينابيع في مناطقها. وقد بنيت الفكرة على نجاح برنامج ''تبنَّ ينبوعاً'' الذي أطلقته حكومة المقاطعة الاتحادية ويدعمه الصندوق العالمي لصون الطبيعة. وهناك اليوم أكثر من 140 ينبوعاً في المقاطعة الاتحادية يحميها ''متبنّون'' بدعم واشراف من الحكومة المحلية.
و''حركة الينابيع'' في البرازيل جزء من المبادرة العالمية ''شراكة المناخ'' التي أطلقها بنكHSBC، وهي برنامج بيئي يرصد له 100 مليون دولار من أجل الاستجابة للتهديدات الملحّة التي يسببها تغير المناخ في أنحاء العالم. وثمة خطة لنقل هذه الحركة الى إقليم بانتانال، وهو من أكبر المناطق الرطبة وأغنى محميات التنوع البيولوجي في العالم. وتخضع هذه المنطقة لضغط كبير من الزراعة.
وفي برازيليا، يدعم البرنامج مشروع ''أنقذوا جدول أوروبو'' لتعبئة المجتمع من أجل حماية موارده المائية. والهدف أن يفكر الناس في المياه بصورة شمولية وليس فقط من وجهة منفعية.
|