Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
مايكل بيرنز (سيدني) مزارعو أوستراليا العطشى يسترشدون بالأقمـار الاصطــناعيـة  
شباط (فبراير) 2008 / عدد 119
 يستخدم المزارع جيمس فاغان الأقمار الاصطناعية لتوجيه جراره حين يزرع محاصيله في قلب ''حزام القمح'' الذي يضربه الجفاف في أوستراليا. الجرار الذي يبلغ ثمنه 500 ألف دولار اوسترالي (440 الف دولار أميركي) يعمل بالتوجيه الآلي ويسترشد بتكنولوجيا تحديد المواقع العالمية GPS، فيبذر المحاصيل في طول الحقل بخطوط مستقيمة تضمن استغلال كل سنتيمتر من الأرض.
مزرعة فاغان، التي تقع على بعد 250 كيلومتراً غرب سيدني، هي احدى المزارع الأوسترالية المتحولة الى التكنولوجيا المتقدمة لمواجهة تأثيرات تغير المناخ التي تهدد محاصيلها السنوية. يقول إد شقيق جيمس: ''نحن على شفير الهاوية. كانت هذه الأرض مرعى، فأصابها الدمار خلال السنوات الخمس الأخيرة بسبب الجفاف''.
المزارعون الأوستراليون متحمسون لتكييف أساليبهم الزراعية كي تتناسب مع مناخ أكثر حرارة وجفافاً تسبب في أسوأ موجة جفاف سجلتها الذاكرة الحية، ما خفض الغلال في بلد من أكبر مصدري المنتجات الزراعية.
في منطقة كورا ضمن حزام القمح في شرق أوستراليا، راح المزارعون يسابقون الوقت لنثر البذور الشتوية في نيسان (أبريل) 2007. أي في خريف النصف الجنوبي من الكرة الأرضية ـ بعد أن هطلت أفضل الأمطار الذي عرفها ذاك الشهر منذ عشر سنين على المناطق الزراعية الجنوبية والشرقية. ومثل كثير من المزارعين الأوستراليين العنيدين، يشكك جيمس فاغان في تحذيرات العلماء والسياسيين المتعلقة بالاحترار العالمي. قال وهو يقود جراره في خط مستقيم تماماً ان فيلم ''حقيقة مزعجة'' لنائب الرئيس الأميركي السابق آل غور مبني على ''علوم سطحية''. لكنه مقتنع بأن شيئاً غريباً يحدث للطقس، وأن أحداثاً مناخية متطرفة  كموجات الجفاف  باتت أكثر تكراراً وحدة.
غلال وفيرة
يتولى نظام تحديد المواقع العالمية بواسطة الأقمار الاصطناعية توجيه الجرار والمبذرة القرصية بدقة تبلغ حد السنتيمترين. فتُحرث أثلام رفيعة في التربة يبعد الواحد عن الآخر 25 سنتيمتراً، ويُوزع البذار والسماد في عملية واحدة. هذه التكنولوجيا هي جزء من ثورة حديثة في أوستراليا للتصدي للتغير المناخي، أثمرت زيادة بنسبة 30 في المئة في المحاصيل الزراعية التي درت 30 بليون دولار أوسترالي (26 بليون دولار أميركي) سنوياً خلال السنين العشر الماضية، ورفعت كفاءة استخدام مياه الأمطار بنحو 250 في المئة. وهي تستبدل الحراثة التقليدية للتربة، التي تتسبب في خسارة الرطوبة والمغذيات، بزراعة دقيقة تتولاها ماكينات متطورة يوجهها نظام GPS في أراض تكسوها مخلفات الحصاد.
يقول آلن أمبرز، عضو مجلس الحبوب في اوستراليا الذي يمثل 35,000 مزارع قمح، ان نحو 60 في المئة من الأراضي الزراعية تستعمل حالياً أساليب الامتناع عن الحراثة (no-till) أو اعتماد حد أدنى منها، ما يترك بعض المخلفات الزراعية على الأرض بعد الحصاد الأخير. ويشير الى أن ''أوستراليا تقدمت العالم في تطوير تكنولوجيا الامتناع عن الحراثة، فأيام تعدد الزراعات وتعدد الحراثة وحرق مخلفات الحصاد انقضت منذ زمن بعيد''. ويقدر أن أوستراليا كانت ستنتج ثلاثة ملايين طن من القمح فقط عام 2006، بدلاً من 10 ملايين طن كانت قادرة على انتاجها آنذاك في أراض عطشى من الجفاف، لو استعملت الأساليب الزراعية التي كانت سائدة في سبعينات وثمانينات القرن العشرين. (كان الانتـاج السنوي المعتاد للقمح في أوستراليا 25 مليون طن قبل موجـة الجفاف السائدة منذ سنـوات).
ويقدر أمبرز أيضاً أن نحو 20 في المئة من الأراضي الزراعية الأوسترالية تزرع حالياً بواسطة نظم ارشاد مرتبطة بالأقمار الاصطناعية، مع أن 5 في المئة فقط من المزارعين يستخدمونها. والمزارع الشاسعة في البراري الأوسترالية النائية (أوتباك) ملائمة بصورة خاصة للزراعات المسترشدة بنظام GPS، حيث تبلغ مساحة بعضها في غرب كورا نحو 40 ألف هكتار.
حصاد الماء والكربون
في حقل ضمن أملاك العائلة التي تبلغ مساحتها 1900 هكتار، ينقب إد فاغان التربة تحت طبقة من مخلفات حصاد الموسم الأخير، وإذ بها رطبة تحت سطح مغبرّ. فالامتناع عن الحراثة يؤدي الى اختزان الرطوبة في التربة التي هي بأمس الحاجة اليها. يقول إد: ''نحن نأخذ الكربون من الهواء ونخزنه في الأرض''.
تاريخياً، تحتوي تربة كورا على كربون بنسبة 1 في المئة. ومنذ بدأ الامتناع عن الحراثة قبل ثلاثة مواسم، زاد مستوى الكربون الى 1,5 في المئة. ويعترف إد بأن من الصعب تقدير زيادات الانتاجية، كما أن الاستثمار في الجرار والمبذرة يحتاج الى كثير من المال لجعل الجرار يسير في خطوط مستقيمة. لكن الفوائد كثيرة. فقد توقف انجراف التربة، ويتم تخزين المياه والكربون في الأرض، والمحاصيل زادت، وبات هدر البذار في حد أدنى، وتحسنت حتى ادارة الأعشاب الضارة.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.