مياه الصرف المنزلي في الكويت تعالج كلها قبل إعادة استخدامها أو تصريفها في البحر. لكن في هذه الدولة الخليجية محطة متميزة عالمياً تعالج 60 في المئة من مياه المجاري في البلاد بتكنولوجيا التناضح العكسي، فتنتج مياهاً نقية تفوق مواصفات منظمة الصحة العالمية لمياه الشرب. راغدة حداد، رئيسة التحرير التنفيذية لـ ''البيئة والتنمية''، زارت محطة الصليبية، واطلعت على منشآتها وعملياتها، بدعوة من مجموعة ''الخرافي'' التي تولت بناء المحطة وتقوم بتشغيلها لمدة 30 سنة حتى انتقال ملكيتها الى الحكومة الكويتية. ويذكر أن مجموعة الخرافي وشركة تنمية المرافق التابعة لها والتي تملك مشروع الصليبية هما عضوان في المنتدى العربي للبيئة والتنمية. ولدى المجموعة الآن مشاريع كبرى في عدة بلدان عربية في مجالات معالجة مياه الصرف وادارة النفايات الصلبة وإنتاج الطاقة وتبريد المناطق وتنمية مشاريع الطاقة البديلة.
يصل الى بيت المواطن الكويتي خطان للماء: الأول ينقل اليه مياهاً عذبة تم إنتاجها بتحلية مياه البحر، يستخدمها للشرب والأغراض المنزلية. والثاني يأتيه بمياه قليلة الملوحة تم استخراجها من منطقة الصليبية الغنية بالمياه الجوفية، يستخدمها لري حديقته مع رفدها بالمياه العذبة عند الضرورة.
لا أنهار في الكويت، ولا سدود، ولا حتى أمطار إلا في ما ندر. وهي تعتمد بشكل شبه كلي على تحلية مياه البحر لتأمين متطلبات سكانها وصناعتها وزراعتها. لكنها اليوم تنتج مياهاً خالصة بوسيلة غير تقليدية: تنقية مياه الصرف الصحي بالتناضح العكسي (reverse osmosis).
شبكات المجاري تغطي كل المناطق السكنية في الكويت. وتتم معالجة كل مياه الصرف الصحي ثنائياً أو ثلاثياً قبل اعادة استخدامها في ري أشجار الزينة أو تصريفها في البحر. وهاتان المعالجتان، الأولية بالترسيب والثانية بالمعالجة البيولوجية والترشيح، شائعتان في بلدان كثيرة. لكن الكويت باتت رائدة عالمياً بمعالجة رباعية (تنقية) تنتج من مياه الصرف مياهاً صالحة للشرب.
الصليبية أكبر محطة في العالم تستخدم تكنولوجيا التناضح العكسي في تنقية مياه الصرف الصحي. وهي تعالج 425 ألف متر مكعب يومياً منذ بدء تشغيلها عام 2004، وستصل قدرتها الى 600 ألف متر مكعب يومياً خلال فترة الاستثمار التي تمتد 30 عاماً. وبذلك تعالج نحو 60 في المئة من مجمل مياه الصرف الصحي في الكويت.
المياه المنقاة التي تنتجها المحطة تفوق في مواصفاتها مقاييس منظمة الصحة العالمية لمياه الشرب، غير أن استخدامها يقتصر على الزراعة والصناعة، مع إمكان استخدامها في ري الحدائق وغسل السيارات والمباني ومجالات أخرى. وتشتري حكومة الكويت كل إنتاج المحطة من المياه المنقاة بما يقارب 60 سنتاً للمتر المكعب، أو ما مجموعه 60 مليون دولار في السنة. وقد كلف بناء المحطة وتجهيزها نحو 500 مليون دولار، غطتها بالكامل شركة تنمية المرافق المالكة للمشروع، والتي تتشارك فيها مجموعة الخرافي وشركة جي إي أيونكس.
معالجة أولية في العارضية
هذا المشروع الفريد من نوعه يضم محطة المعالجة الابتدائية والضخ في العارضية، وخطوط الضخ، ومحطة المعالجة والتنقية في الصليبية.
تصل مياه الصرف الصحي من المباني السكنية والتجارية الى محطة العارضية، حيث يتم حجز الرمال والمواد الصلبة وإزالة الدهون. وتوجه المياه الى خزانين يبلغ قطر الواحد منهما 67 متراً بعمق 7 أمتار، من أجل تنظيم التدفقات قبل دخولها الى وحدة الضخ التي تحتوي على ثماني مضخات.
وقد أنشئت محطة العارضية في سبعينات القرن المنصرم على مساحة 60 ألف متر مربع، بطاقة استيعابية بلغت 180 ألف متر مكعب، قبل إنهاء خدمتها واستبدالها بمحطة الصليبية. وبلغ التدفق الواصل اليها أكثر من 300 ألف متر مكعب يومياً، ما استوجب إلقاء كمية من مياه الصرف غير المعالجة في البحر، ملوثة البيئة البحرية للكويت. وكانت منطقة العارضية غير مأهولة عند إنشاء المحطة في بداية السبعينات، ثم امتد السكن اليها. وهكذا باتت مصدر مشكلة بيئية واحتجاجات على الروائح الكريهة. وعند إنشاء محطة الصليبية، أبقيت محطة العارضية لاستقبال مياه الصرف، إذ ان خطوط شبكات المجاري متصلة بها. وتمت تغطيتها بالكامل، وجهزت بأحدث معدات إزالة الروائح مع أنظمة متطورة للمراقبة، وأصبحت محطة معالجة ابتدائية وضخ الى الصليبية.
معالجة بيولوجية
من العارضية، يتم ضخ مياه الصرف المعالجة أولياً عبر ثلاثة خطوط من الأنابيب يبلغ قطر الواحد منها 1400 مليمتر، تمتد على مسافة 25 كيلومتراً الى محطة المعالجة والتنقية في الصليبية. هنا تبدأ المعالجة البيولوجية في تسعة أحواض تهوئة يبلغ طول كل منها 147 متراً وعرضه 28 متراً بعمق 8 أمتار. وهي تزود بالهواء من مبنى يحوي خمس وحدات لضغط الهواء، فتنشّط البكتيريا الهوائية بالأوكسيجين مما يشجعها على التهام المواد العضوية الملوثة للمياه. وتنساب المياه بعد ذلك من أحواض التهوئة الى أحواض الترسيب الدائرية التسعة، التي يبلغ قطر كل منها 56 متراً وعمقه 8 أمتار. ومنها تتدفق المياه المعالجة ثنائياً الى حوض التجميع تمهيداً لبدء عمليات التنقية بالأغشية، وهو ما يميز محطة الصليبية عن محطات المعالجة الثلاثية.
ترسل الغازات المنبعثة الى وحدة خاصة لمعالجتها كيميائياً وإزالة الروائح. أما المواد المترسبة فتوجه الى مبنى تكثيف الحمأة، ومنه الى أربعة أحواض لهضم الحمأة بواسطة البكتيريا الهوائية (aerobic sludge digestion) بطول 58 متراً وعرض 24 متراً وعمق 7 أمتار. وتغذى الأحواض بالهواء من مبنى آخر يحوي ثلاث وحدات لضغط الهواء. ومع انتهاء عملية الهضم توجه الحمأة المتبقية الى أحواض التجفيف، حيث يتم تخزينها لمدة اضافية حتى تصبح صالحة للاستخدام كمحسّن للتربة.
وثمة خطة حالياً لاستقدام جهاز طرد مركزي (centrifuge) لتجفيف الحمأة بسرعة وفاعلية أكبر. وقيد الدراسة أيضاً مشروع لتحويلها الى سماد ''كومبوست'' بخلطها مع نفايات شجرية ونباتية أخرى. وتستعمل الحمأة المجففة كمحسن للتربة في مشاريع التشجير الصحراوي.
تنقية رباعية ومياه صالحة للشرب
تبدأ عملية التنقية مع وصول المياه المعالجة ثنائياً، أي بيولوجياً بواسطة البكتيريا، من حوض التجميع الى مبنى الفلترة الفائقة الدقة (ultrafiltration). في هذا المبنى خمسة خطوط مستقلة تضم 8700 مرشح (فلتر) مصنوعة من أغشية مسامية فائقة الدقة، تقوم بازالة كاملة للجزيئات العالقة والميكروبات، ويتم تنظيفها آلياً وبانتظام.
بعد ذلك تنساب المياه الى مبنى التناضح العكسي (reverse osmosis) الذي يضم ستة خطوط للتنقية تحوي في مجموعها نحو 21 ألف مرشح، تمر المياه عبرها فتنقى بواسطة تقنية التناضح العكسي وتنتهي في حوض التجميع. وتضاف اليها نسبة بسيطة من الكلور لضمان سلامتها. ومن هناك توجه عبر خطوط خاصة الى مركز التحكم التابع لوزارة الأشغال العامة.
وتتولى الوزارة نقل 100 ألف متر مكعب من المياه النقية يومياً الى مزارع منطقة العبدلي في شمال الكويت، حيث توزع على المزارعين بواسطة شبكة أنابيب مجهزة بعدادات. ولا تتوافر حالياً مستوعبات وخطوط كافية لكل المياه العذبة المنتجة، لذا يتم إلقاء الفائض في البحر. لكن الوزارة تخطط لمد خط جديد الى منطقة العبدلي يذهب منه فرع الى بحيرة أم الرمم، وهي بحيرة موسمية يُعتزم تحويلها الى بحيرة اصطناعية في صحراء الكويت. وهناك خطة أخرى لمد خط أنابيب الى منطقة الوفرة الزراعية في جنوب الكويت. والهدف النهائي استغلال كل المياه النقية المنتجة.
تتم معظم العمليات في محطة الصليبية بشكل آلي وباستخدام أنظمة الكومبيوتر والتحكم الحديثة. ويتولى مختبر الفحص والتحليل المتطور التابع لمجموعة الخرافي والجاري تأهيله لشهادة ISO/IEC 17025 فحص نوعية المياه والوحول على مدار الساعة وفي جميع المراحل. وتتحول مياه الصرف المعالجة الى مياه لا تقل نقاوة عن تلك الناتجة من تحلية مياه البحر والتي يشربها معظم الكويتيين. وكانت ضمن الأفكار الرئيسية للمشروع حقنها في الآبار الجوفية لتصبح مخزوناً استراتيجياً. لكن هذه الفكرة لم تلقَ قبولاً، فاقتصر استخدامها على الزراعة والصناعة.
سألتُ مدير المشروع المهندس سمير لطفي، الذي رافقني في جولة على محطتي العارضية والصليبية، إن كان يشرب من هذه المياه. فأجاب: ''انها تفوق مواصفات منظمة الصحة العالمية. ولكن، نفسياً، لا أقدر على شربها''.
كادر
الخرافي ناشيونال أسست أول ''شركة مشروع'' BOT في الكويت
عام 1999، دعت حكومة الكويت تجمعات مؤهَّلة لتقديم عروضها لبناء محطة الصليبية وتشغيلها لمدة ثلاثين عاماً، تنتقل ملكيتها بعدها الى حكومة الكويت. ويضم كل تجمّع مستثمراً أجنبياً بهدف الافادة في مجال نقل التكنولوجيا. وكانت مجموعة شركات محمد المحسن الخرافي تحالفت مع شركة '' جي إي أيونكس'' الأميركية منذ عام 1998 لهذا الهدف. وفي عام 2001 أسستا معاً شركة تنمية المرافق لتكون أول ''شركة مشروع'' تتأسس في الكويت لتتولى أول عقد استثمار في مجال البنية التحتية بنظام البناء والتشغيل ونقل الملكية BOT). وفي 7 أيار (مايو) 2001 تم توقيع عقد محطة الصليبية بين حكومة الكويت ممثلة بوزارة الأشغال العامة وشركة تنمية المرافق.
وتعد ''أيونكس'' من الشركات الرائدة عالمياً في تصميم وتنفيذ وتشغيل محطات تنقية المياه بطريقة التناضح العكسي منذ أكثر من خمسين عاماً. وهي تقوم حالياً بتشغيل وادارة أكثر من مئة محطة حول العالم، كما قامت بتوريد أو انشاء أكثر من 3000 وحدة إزالة ملوحة، وهذا رقم كبير لم تصل اليه أي شركة أخرى. وقد اشترتها شركة ''جنرال إليكتريك'' عام 2005 وتم دمج موارد الشركتين، بهدف زيادة مصادر مياه الشرب في مناطق الشح، وتوفير مياه فائقة النقاء لاستخدام محطات توليد الطاقة ومعامل التكرير ومصانع الكيماويات.
كادر
د.ابراهيم الغصين: الكويت الأكثر تقدماً عربياً في معالجة مياه الصرف
ولدى ''الخرافي ناشيونال'' مشاريع في بلدان عربية لمياه الصرف والتبريد والنفايات
حاورت ''البيئة والتنمية'' الدكتور ابراهيم الغصين، مدير عام شركة تنمية المرافق ومدير ادارة تنمية مشاريع البنية التحتية في شركة الخرافي ناشيونال التابعة لمجموعة الخرافي والتي تتولى ادارة وتشغيل محطة الصليبية لمعالجة مياه الصرف الصحي. هنا مقتطفات من الحوار.
ما الفائدة من التنقية المكلفة بالتناضح العكسي ما دامت المياه المنتجة لا تستخدم للشرب؟
''صحيح!'' أجاب الدكتور الغصين، ''فالمياه المنقاة تستخدم حالياً في الزراعة، بل ان المزارعين يضيفون اليها المغذيات التي أزيلت منها لحاجة مزروعاتهم اليها. ولكن هذا هو الاتفاق مع وزارة الأشغال، التي طلبت إنشاء محطة لانتاج مياه صالحة للشرب من مياه الصرف المعالجة بالتناضح العكسي، كتطبيق ميداني لمشروع بحثي قام به معهد الكويت للأبحاث العلمية''. وكانت الفكرة الأساسية حقنها في باطن الأرض لخلطها بمياه ''الصليبية'' الجوفية القليلة الملوحة التي توزع على المنازل الكويتية. واذ لم يجد ذلك قبولاً لدى الرأي العام، تقرر أن يقتصر استخدامها على المزارع. وأوضح الغصين: ''لقد اتفقنا مع الوزارة على انتاج ما يربو على 300 ألف متر مكعب يومياً بالتناضح العكسي، وسنلتزم بهذا الأمر طوال مدة العقد التي تدوم 30 سنة. ونحن الآن في طور توسعة المحطة لتبلغ قدرتها 600 ألف متر مكعب يومياً، وستعالج الكمية الاضافية ثلاثياً، وليس رباعياً أو بالتناضح العكسي، فتنتج مياهاً صالحة للزراعة ولكن ليست بجودة المياه المنقاة''.
هناك ثلاث محطات أخرى فقط في العالم لتنقية مياه الصرف الصحي بالتناضح العكسي: واحدة في أورانج كاونتي في كاليفورنيا، حيث تحقن مياه الصرف المنقّاة في الطبقة الجوفية. وثمة محطتان في سنغافورة تنتجان ما يسمى ''مياهاً جديدة'' (Newater) للشرب. وقال الغصين: ''في مزارع الكويت، حيث تستخدم مياه محطة الصليبية في الري، يشربها بعض المزارعين، ولم يسجل أي إشكال صحي. أنا شخصياً شربت منها بضع مرات. وأذكر هنا صدور فتوى من مرجع سني في السعودية، وفتوى من مرجع شيعي في الكويت، تحللان شرب هذه المياه التي لا طعم لها ولا لون ولا رائحة''.
الحمأة المتبقية من معالجة مياه الصرف تلقى عادة في مطامر النفايات الصلبة التابعة لبلدية الكويت، أو تستخدم في زراعة أشجار الزينة. أما الحمأة الناتجة في محطة الصليبية فيستخدم معظمها كمحسن للتربة في مشاريع التشجير والاستصلاح الصحراوي. ويعتبر الغصين أن ''ما هو ملوّث في البحر هو غذاء في الصحراء، لكننا لسنا في وارد إعطـاء الحمأة للمزارعين حالياً، ونحن نجري تجــارب ميكانيكيـة لازالة الرطـوبة الزائـدة منها وتحويلها الى حمأة من النوع الممتاز''.
الأثر البيئي للمحطة
أوضح الغصين أنه تم إجراء دراسة تقييم الأثر البيئي للمحطة، وقبلت بها هيئة حماية البيئة في الكويت. وأضاف: ''لقد أتاح المشروع الحد من تلوث البيئة البحرية بالتوقف عن تصريف مياه الصرف غير المعالجة تماماً في البحر. ويعاد استخدام المياه بأمان بعد تنقيتها، كما تتحول الحمأة الى سماد طبيعي صالح للزراعة. وقد انحسرت مشكلة روائح الصرف الصحي التي كانت تنبعث من المحطة القديمة في العارضية منذ تغطية منشآتها وتشغيل محطة الصليبية عام .2004 بالإضافة الى ذلك، تتيح المحطة اجتناب انبعاث 50 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون خلال 30 سنة مقارنة مع إنتاج الكمية نفسها من مياه الشرب بالتحلية''.
لكن المواطنين يشكون من الروائح الكريهة أحياناً قرب مصبات المجاري في البحر، كما يعتبرون مياه الصرف سبباً في موجات نفوق الأسماك. في هذا الصدد، قال الدكتور ابراهيم الغصين، ان الروائح تنجم أحياناً كثيرة عن المياه التي تضخ من عمليات التجفيف في المشاريع الانشائية وتصرّف مباشرة في البحر. وهذه المياه غنية بكبريتيد الهيدروجين H2S الكريه الرائحة. واضاف أن الكويت هي البلد الأكثر تقدماً في الخليج، وربما عربياً، في معالجة مياه الصرف وعدم إلقائها في البحر من دون معالجة، اذ إنها تعالج كل مياه الصرف الصحي المنتجة في أراضيها. وأوضح أن محطة الصليبية تعالج 60 في المئة من مياه الصرف رباعياً، ولا تلقي في البحر الا مياهاً مالحة ناجمة عن عملية التناضح العكسي، وجزءاً من المياه العذبة المنتجة. أما المحطات الأخرى، وهي حكومية، فتتولى معالجة كميات من مياه الصرف ثلاثياً.
مشاريع الخرافي عربياً
لدى مجموعة الخرافي مشاريع كثيرة خارج الكويت. وقد وقعت شركة مرافق الامارات القابضة التابعة لها عقداً مع هيئة كهرباء ومياه أبوظبي لانشاء محطتين لمعالجة مياه الصرف الصحي بنظام البناء والتشغيل ونقل الملكية (BOT). الأولى في منطقة الوثبة لمعالجة 300 ألف متر مكعب يومياً، والثانية في الساد قرب العين لمعالجة 80 ألف متر مكعب يومياً. وقال الغصين: ''ستكون المعالجة ثلاثية، أي أننا لن نستخدم تقنية التناضح العكسي. لكن المياه الناتجة ستكون ذات نوعية عالية وستستخدم في الزراعة وفي أنظمة تبريد المناطق (district cooling). وقد صدر قانون جديد في أبوظبي يمنع استخدام أي نوع آخر من المياه في هذه الأنظمة المعتمدة لتبريد مجموعات من الأبنية. أما الحمأة فستعالج بيولوجياً بواسطة البكتيريا اللاهوائية (anaerobic digestion)، وسيستخدم غاز الميثان الناتج من هذه العملية في توليد 20 ـ 30 في المئة من الطاقة التي تحتاج اليها المحطة''.
بالاضافة الى مشاريع الصرف الصحي، تنفذ الشركة محطة لتبريد المناطق بطاقة 37,500 طن تبريد لمشروع ''دانة أبوظبي'' الذي يضم 41 برجاً سكنياً وتجارياً، ومشروع ''آيلاند سيتي'' في أبوظبي الذي يضم 8 أبراج. ويتيح نظام تبريد المناطق تخفيف استهلاك الطاقة بأكثر من 20 في المئة لكل طن تبريد، وتقليل كمية مواد التبريد المستخدمة وكمية الانبعاثات، والتخلص من ضجيج المكيفات المفردة، وتقليص الكلفة بأكثر من 50 في المئة.
بالاضافة الى ذلك، سوف تتولى الشركة مشروع ادارة النفايات الصلبة لمدينة أبوظبي البالغة 3000 ـ 3500 طن يومياً، استقبالاً وفرزاً وتدويراً وطمراً صحياً.
وقد وقعت شركة تنمية المرافق مذكرة تفاهم مع شركة الشام القابضة، ضمن تحالف ثلاث شركات كويتية، لتطوير مشاريع البنية التحتية في سورية، وهي تشمل الصرف الصحي وتوليد الطاقة وغيرها.
ومجموعة الخرافي مهتمة بالبحث في تنمية مشاريع الطاقة البديلة في المنطقة، خصوصاً الخلايا الضوئية والطاقة الشمسية الحرارية وطاقة الرياح والوقود الحيوي (biofuel)، وذلك ضمن تحالفات استراتيجية مع شركاء عالميين. وقد تأهلت مؤخراً للمناقصة في مشروع لمعالجة مياه الصرف في القاهرة الجديدة بقدرة 250 ألف متر مكعب يومياً، بنظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وستدخل في مناقصة مشروعين آخرين لمياه الصرف في السعودية والبحرين. وهي تتطلع الى إمكانات أخرى في السودان وليبيا.