مرت السنوات سريعاً لنرى وليد العمل والجهد بعد 25 سنة وهو يشارك الهيئات الشبابية ويزاحمها محلياً وإقليمياً وعالمياً، ويتحدى كل الظروف والعقبات ليفضح أعمال التشويه البيئي في الوطن العربي.
الاتحاد العربي للشباب والبيئة، الذي نحتفل بيوبيله الفضي هذا العام، هو أحد المنظمات المتخصصة التابعة لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب في جامعة الدول العربية. ويعنى أساساً بتطوير وتنسيق الأنشطة المتعلقة بمجالات التطوع والشباب والبيئة.
تم الاعلان عن قيام الاتحاد رسمياً في القاهرة عام 1983، بعد اللقاء العربي للشباب والبيئة الذي ناقش المشاكل البيئية في الوطن العربي ودور الشباب العربي في مواجهتها، وشاركت فيه 16 دولة عربية (مصر، سورية، العراق، الأردن، لبنان، فلسطين، تونس، السودان، المغرب، الصومال، الكويت، قطر، الامارات، سلطنة عُمان، اليمن، البحرين). وتم اختيار القاهرة مقراً للاتحاد.
واصل الاتحاد مسيرته بعقد مؤتمره الثاني حول مكافحة التصحر، والثالث حول تنمية السياحة والبيئة الصحراوية، والرابع حول دور الفتاة العربية في الحفاظ على التراث والبيئة، والخامس حول دور الشباب العربي في تنمية الصحارى، والسادس حول التغيرات المناخية وتأثيرها على التراث الانساني. وفي 2008 عقد المؤتمر حول تفعيل دور الشباب العربي في الحد من المشكلات البيئية.
يعتمد الاتحاد في أنشطته على المتميزين من الخبراء والعلماء العرب. ويسعى الى نشر المفاهيم البيئية وتشجيع الممارسات والأنشطة الشبابية البيئية في الأقطار العربية، وتوثيق العلاقات في مجال البيئة بين الشباب العربي والتنسيق مع شباب العالم. وهو ينظم دورات تدريبية ويقيم لقاءات ومعسكرات (مخيمات) بيئية
ولما كان التعامل مع التحديات يتطلب تضافر جهود جهات حكومية وغير حكومية ومهارات علمية وعملية متنوعة، بادر الاتحاد منذ الثمانينات الى وضع استراتيجيات في مختلف مجالات عمله، كاستراتيجية تطوير البيئة العربية، واستراتيجية مكافحة التصحر في البلاد العربية، والخطة الشاملة لحماية الشواطئ العربية، واستراتيجية تعميم فرز النفايات الصلبة في الوطن العربي، واستراتيجية تحفيز الشباب العربي على التطور في مجال حماية البيئة العربية، واستراتيجية اعتماد العمارة البيئية، وغيرها. وذلك من خلال عقد معسكرات ومعارض، أهمها المعسكر البيئي العربي في سورية الذي ينظم سنوياً، بالاضافة الى المعارض والحملات البيئية في أنحاء الوطن العربي. ولعل ما سيشهده شهر تموز (يوليو) الحالي أبرز دليل على مدى الجهد والعمل من أجل بيئة آمنة ونظيفة، حيث ينظم الاتحاد حملة لتجميل وتشجير ميناء نويبع بمشاركة شباب من 30 دولة عربية وإسلامية، وذلك في إطار مشروع الاتحاد لتجميل الموانئ العربية.
خلال 25 سنة شارك الاتحاد العربي للشباب والبيئة في عدة نشاطات دولية، أبرزها قمة الأرض في جوهانسبورغ، والمؤتمر الدولي ''كويست ''2002 في الدوحة، واجتماعات اللجنة الاجتماعية والاقتصادية لغرب آسيا (الاسكوا) في بيروت، الى جانب نشاطات المكاتب الاقليمية.
ويعمل الاتحاد على تطوير موقعه الحالي على الانترنت www.ffye.org ليعكس جوهر التربية البيئية وعمق التراث العربي ويعرّف بأهم أنشطته ويتيح مجالاً للحوار والاجابة عن الأسئلة. وهو يسعى الى إتاحة إصداراته وأوراق المشاركين في ورش العمل على الموقع بصورة منتظمة، ما يسمح بالحصول المجاني على مواد تثقيفية. وهو يصدر نشرة غير دورية بعنوان ''الشباب والبيئة'' ومنشورات للتوعية البيئية.
وللاستفادة من الاختصاصات جرى استحداث لجان استشارية تواكب عمل الاتحاد وتساعد كل في مجالها، وهي: لجنة الاعلاميين البيئيين العرب، لجنة البرلمانيين البيئيين العرب، لجنة شباب رجال الأعمال العرب، لجنة الفتاة العربية، اللجنة الفنية الاستشارية. وللاتحاد صفة عضو مراقب في مجلس وزراء الشباب العرب ومجلس وزراء البيئة العرب.
وبرعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، تم وضع حجر الأساس للمركز العربي للتدريب البيئي التابع للاتحاد، على طريق القاهرة ـ الاسكندرية الصحراوي داخل مزرعة وادي الملوك.