Friday 22 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
هل تنقرض المواشي والدواجـن الأصيلـة؟  
تموز-آب (يوليو-اوغسطس) 2008 / عدد 124-125
 بعدما أشار أول مسح علمي لحيوانات المزارع الى أن كثيراً من سلالات المواشي معرضة لخطر الانقراض، دعا علماء المجموعة الاستشارية للأبحاث الزراعية الدولية (CGIAR) الى الاسراع في انشاء بنوك جينات لحفظ سوائل منوية ومبيضات للحيوانات الضرورية لبقاء سكان العالم في المستقبل.
فالاعتماد المفرط على بضع سلالات من حيوانات المزارع، مثل أبقار هولشتاين ـ فريزيان التي تدر كميات كبيرة من الحليب ودجاج ليغهورن الأبيض البيّاض، يؤدي الى خسارة سلالة من الماشية كل شهر، بحسب منظمة الأغذية والزراعة (فاو). فبقرة هولشتاين ـ فريزيان السوداء والبيضاء، على سبيل المثال، تربى حالياً في 128 بلداً حول العالم. والمدهش أن 90 في المئة من المواشي في البلدان الصناعية تأتي حالياً من ست سلالات فقط.
تقرير ''حالة الموارد الجينية الحيوانية في العالم'' الذي أعدته ''فاو'' بمساهمة من المعهد الدولي لأبحاث المواشي (ILRI) ومجموعات بحثية أخرى، مسح حيوانات المزارع في 169 بلداً، وبيّن أن نحو 70 في المئة من سلالات المواشي الفريدة المتبقية في العالم موجودة في البلدان النامية. وقال كارلوس سيريه مدير عام المعهد: ''هناك سلالات قيمة تختفي بمعدل ينذر بالخطر. وفي حالات كثيرة لا نعرف قيمتها الحقيقية حتى تزول. لذلك ينبغي أن نتصرف الآن للحفاظ على ما تبقى من سلالات من خلال ايداعها في بنوك جينات''. ودعا الى الاسراع في اقامة بنوك للجينات في افريقيا بشكل خاص.
ويقوم المعهد الدولي لأبحاث المواشي بمساعدة البلدان على حفظ سلالاتها المتأقلمة لضمان الأمن الغذائي والاستدامة البيئية والتنمية البشرية وخفض الفقر.
 
قوة الأصيل
بنت البلدان الصناعية جزءاً من اقتصاداتها على انتاج المواشي، ولا تشذ البلدان النامية عن هذه القاعدة. وفي العالم حالياً بليون شخص يعملون في تربية الحيوانات. ويعتمد 70 في المئة من فقراء الأرياف على المواشي كجزء هام من مصادر رزقهم.
في السنوات الأخيرة، تخلى كثير من صغار المزارعين عن حيواناتهم التقليدية ليبدلوها بمواش أكثر انتاجاً يتم استيرادها من أوروبا والولايات المتحدة. ففي أوغندا مثلاً، يتوقع علماء أن أبقار ''أنكول'' المحلية، التي تشتهر بقوامها الرشيق وقرونها الضخمة، تواجه الانقراض خلال 50 سنة لأنها تستبدل سريعاً بأبقار هولشتاين ـ فريزيان التي تنتج كميات أكبر من الحليب. ولكن خلال موجة جفاف حدثت مؤخراً، استطاع بعض المزارعين الذين احتفظوا بأبقارهم المحلية الشديدة القدرة على التحمل أن يسوقوها مسافات طويلة الى مصادر المياه. أما الذين استبدلوها بسلالات مستوردة فخسروا قطعانهم بالكامل.
ويشير سيريه الى أن السلالات الحيوانية الدخيلة توفر فوائد قصيرة الأجل لمالكيها، لأنها تعطي كميات وافرة من اللحوم أو الحليب أو البيض. لكنه حذر من أنها تسبب أيضاً أخطاراً كبيرة، لأن كثيراً منها لا تستطيع التكيف مع التقلبات البيئية أو تفشي الأمراض عند ادخالها الى بيئات أكثر قساوة في العالم النامي.
 
بنوك جينية
يوافق العلماء ودعاة حماية الطبيعة على أنه لا يمكن حماية جميع السلالات وأعدادها. لكن المعهد الدولي لأبحاث المواشي ساعد في ارساء حجر الأساس للارتقاء بجهود المحافظة عليها في البلدان النامية. وقد بنى خلال السنوات السبع الماضية قاعدة بيانات مفصلة تدعى ''نظام معلومات الموارد الجينية للحيوانات الداجنة'' (DAGRIS) قائمة على أبحاث حول توزع وخصائص وأوضاع 669 سلالة من الأبقار والأغنام والماعز والخنازير والدجاج المتوطن في أفريقيا وآسيا.
ويقترح المعهد تسريع أربع استراتيجيات عملية لادارة الموارد الجينية لحيوانات المزارع. أولاً، تشجيع المزارعين على حفظ التنوع الجيني، أي الابقاء على تشكيلة من السلالات المحلية في المزارع، وذلك بتقديم حوافز سوقية مشجعة وسياسة حكومية جيدة تجعل الابقاء على التنوع من مصلحة المزارع. ثانياً، تشجيع الابقاء على التنوع الجيني من خلال تسهيل انتقال سلالات المواشي عبر الحدود الوطنية، فتوزّعها على نطاق أوسع وسهولة الوصول اليها يقللان من احتمال زوالها نتيجة تقلبات في السوق أو نزاعات أهلية أو كوارث طبيعية أو تفشي الأمراض. ثالثاً، خطة طويلة الأجل توفر امكانات مستقبلية ضخمة للمزارعين الذين يفتقرون لموارد، وتسمّى landscape genomics أي علوم الجينوم الخاصة بأراض معينة، وهي تجمع بين تقنيات إعداد الخرائط الجينية والجغرافية بغية التكهن بالسلالات الأكثر ملاءمة لبيئات وظروف معينة. ولكي تؤدي هذه الطريقة أو أي طريقة أخرى هدفها، يحتاج العلماء الى تشكيلة واسعة من التنوع الجيني للمواشي لكي يعملوا عليها. ولهذا السبب، فان الخطوة الرابعة هي ضمان طويل الأجل يتمثل ''بايداع بعضها في البنك''، وذلك باقامة بنوك جينات تخزن فيها السوائل المنوية لحيوانات المزارع وبيوضها وأجنتها.
يقول سيريه: ''في الولايات المتحدة وأميركا الجنوبية وأوروبا والصين والهند بنوك جينات ناشطة في حفظ تنوع المواشي الاقليمية. والمحزن أن أفريقيا غائبة عن هذا الميدان. والنتائج الموجعة لهذا الغياب تظهر الآن، لأن افريقيا من أغنى المناطق بالتنوع المتبقي، ويرجح أن تكون بقعة ساخنة لخسائر السلالات في هذا القرن".
لكن اقامة بنوك للجينات هي خطوة هامة أولى نحو سياسة لضمان المواشي في المدى البعيد. ويرى سيريه أنها ليست المدخل الوحيد الى الحماية، خصوصاً اذا انتهى بها الأمر لتصبح ''مجموعات طوابع'' لا تستعمل.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
بول جيفري منزل الليف
أبوظبي - البيئة والتنمية وضوء يوفّر الماء
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.