تحيط بمجمع الفيلات على جزر الجميرة في دبي بحيرة تحتوي على الأمونيا بمستويات أعلى مما تعتبره سلطات دبي مقبولاً. فقد أظهرت تحليلات لعينات من مياه البحيرة أن مستوى الأمونيا بلغ 17,4 مليغرام في الليتر، أي أعلى ثلاث مرات من الكمية التي تسمح بلدية دبي بوجودها في «الأجسام المائية التي تصرّف في اليابسة». ومنذ أكثر من سنة، يشتكي سكان المجمَّع من أسراب بعوض وكتل طحالب ورائحة كريهة تأتي من البحيرة.
تشكل البحيرة جزءاً من مشروع الجميرة الذي يضم نحو 700 فيلا تتوزع على 60 «عنقوداً». ويتم سحب المياه إليها من الخليج، على أن يتم ضخه الى داخلها وخارجها يومياً لمنع ركوده وتأثيراته الجانبية مثل انتشار البعوض والطحالب. وقد اعترفت شركة «نخيل» التي طورت جزر الجميرة وتتولى صيانتها بالمشكلة، وقالت انها تقوم باصلاحها.
أجرى التحاليل مختبر Inspectorate International المعتمد، الذي يضم 200 فرع في أنحاء العالم، على عينة من مـيـاه البحيرة أخـذها فـريق تقني بتكليـف من صحيفـة The National الاماراتية. فتبين أن «مجموع المواد الصلبة الذائبة»، التي تجعل الماء «عسيراً»، يفوق الحدّ الرسمي البالغ 1500 مليغرام في الليتر بأكثر من 30 مرة، اذ بلغ 50,400 مليغرام. هذه المواد الصلبة يمكن أن تسد الأنابيب المطمورة التي تحافظ على حركة المياه. ويبلغ «مجموع المواد الصلبة المعلقة»، التي تغير لون الماء، 91 مليغراماً في الليتر، أي نحو ضعفي الكمية القانونية البالغة 50 مليغراماً. وهذه يمكن أن تنشأ من النفايات التي ترمى في المياه ولا تتم ازالتها، أو من أوراق الأشجار التي تنساق اليها. وتغطي الضفاف طبقة من الطحالب المخضرة على بعد خطوات فقط من المنازل، كما تكسو الشاطىء صفوف من الطحالب القديمة المبيضَّة التي تم استخراجها ولكن لم يتم التخلص منها.
في امتداد واسع مثل البحيرة، يمكن أن تطلق الأمونيا رائحة حادة، وقد تفاقم أمراضاً تنفسية مثل الربو، خصوصاً لدى الأطفال. وهي إحدى المواد الكيميائية العديدة الموجودة بكميات زائدة في مياه البحيرة. المياه الراكدة اجتذبت البعوض، وقال أحد المقيمين: "لدينا الكثير من البعوض، وأحياناً لا نستطيع الجلوس في الخارج".
وقال وليد صالح، المنسق الأقليمي لجامعة الأمم المتحدة والخبير في معهد المياه والبيئة والصحة التابع لها: «إذا امتزج الماء بشكل كاف، أمكن حل المشكلة بسهولة. الوضع ليس مثالياً من الناحية الصحية». وأضاف: "لقد دفع هؤلاء الناس كثيراًُ من المال ليطلوا على جسم مائي، وهم لا يريدون هذه المشاكل أمام منازلهم".
قبل سنة، جاء في رسالة إلكترونية بعثت بها «نخيل» الى المقيمين: «إن أعمال صيانة البحيرة متواصلة، ونوعية المياه تتحسن، ومستويات الملوحة تزداد، وهذا يؤدي الى الاستئصال الطبيعي للطحالب». لكن المقيمين يصرون على أن المشكلة مستمرة والوضع سيىء، وقال أحدهم: «كانت المياه نظيفة في الماضي، لكنها الآن قذرة جداً. يا للعار!"
|