Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
البيئة والتنمية يوم الأرض 2021: كيف نستعيد أرضنا؟  
نيسان / أبريل 2021 / عدد 277
يحتفل العالم في 22 أبريل (نيسان) من كل سنة بـ "يوم الأرض"، الذي بات أكبر احتفال بيئي عالمي، يشارك فيه أكثر من مليار شخص في 192 دولة، باعتباره يوم عمل لتغيير السلوك البشري وإثارة تغييرات إيجابية في السياسات العامة. وتتميز المناسبة هذه السنة بقمة استثنائية يستضيفها الرئيس الأميركي جو بايدن، ويُنتظر أن تتمخض عنها التزامات جديدة لخفض الانبعاثات الكربونية، استعداداً للقمة المناخية العالمية المقبلة نهاية السنة.
 
شعار يوم الأرض لسنة 2021 هو "إستعادة أرضنا"، الذي يركّز على الإجراءات والأساليب الطبيعية والتقنيات الخضراء الناشئة والأفكار المبتكرة التي يمكنها المساعدة على استعادة النُظم البيئية في العالم. لكن الأمر لا يقتصر على التدابير الحكومية، إذ إن مسؤولية استعادة الكوكب منوطة بكل واحد منا، ليس فقط لأننا نهتم بالبيئة الطبيعية، ولكن لأننا نعيش فيها. فجميعنا يحتاج إلى أرض صحية لدعم الوظائف وسبل العيش والصحة والسعادة، وحتى فرص البقاء نفسها، لأن الكوكب السليم ليس خياراً إنما ضرورة.
 
تدعم "منظمة يوم الأرض"، التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، مجموعة من الحملات والبرامج حول العالم للمساهمة في تحقيق شعار "استعادة أرضنا"، من أبرز مواضيعها التشجير وإنتاج الغذاء بأساليب طبيعية مستدامة وتنظيف الأماكن العامة ومحو الأمية المناخية والتربية البيئية المجتمعية واستكشاف الطبيعة والبحث العلمي.
 
المظلة الخضراء
مبادرة "المظلة" تهدف إلى زراعة مليارات الأشجار في جميع أنحاء العالم، وهي واحدة من أكبر وأرخص الطرق للتخلص من ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي لمعالجة أزمة المناخ. والغابات لا تعمل فقط كمصارف للكربون، لكنها توفّر أيضاً موطناً حيوياً للحيوانات والخدمات البيئية للبشر، مثل تنقية الهواء الذي نتنفسه وتنظيم درجات الحرارة المحلية. كما تساهم جهود إعادة التشجير في تبريد الأماكن الحارة وتفيد الزراعة وتدعم الملقّحات، كما تقلل من مخاطر انتقال الأمراض وتعزز الاقتصادات المحلية.
 
ويمكن أن تؤدي برامج إعادة التحريج المسؤولة إلى حماية الأرض من التعرية أو الكوارث الطبيعية، وتحسين صحة التربة وتغذية المياه الجوفية، بالإضافة إلى تكاثر الحيوانات المحلية والمتوطنة وتوفير التنمية الاقتصادية للمجتمعات المجاورة. ومن أكبر برامج التشجير التي أُعلنت مؤخراً ما جاء ضمن المبادرة السعودية الخضراء لزرع 10 مليارات شجرة على المستوى المحلي و40 مليار شجرة على مستوى الشرق الأوسط.
 
الغذاء والبيئة
لإطعام العالم، يجب أن نتبنى أحدث التقنيات لدعم المزارعين وتجديد أراضيهم واحتجاز الكربون من خلال الزراعة المتجددة والممارسات الغذائية المستدامة. وتقيس البصمة الغذائية الآثار البيئية المرتبطة بزراعة طعامنا وإنتاجه ونقله وتخزينه، بدءاً من الموارد الطبيعية المستهلكة وصولاً إلى التلوث الناتج عن غازات الدفيئة المنبعثة.
 
وتقدم الزراعة المتجددة حلولاً لتحويل المزارعين إلى أبطال بيئيين ومجتمعيين، كما تعزز صحة التربة المتدهورة من خلال استعادة الكربون العضوي، إذ تعمل على عزل ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما يوقف آثار الزراعة الصناعية في تغيُّر المناخ. وتعمل الممارسات التجديدية، مثل الزراعة من دون حرث والزراعة الغطائية، على تقليل التعرية وتلوث المياه، مما يعزز صحة التربة.
 
كما تتصدى الزراعة المتجددة لتغيُّر المناخ وتعزز الأمن الغذائي، من خلال استعادة التربة والمواد العضوية والتنوع البيولوجي، وكذلك تقليل الكربون في الغلاف الجوي. إنه نهج متطور شامل قائم على الطبيعة، يعزز التربة السطحية وإنتاج الغذاء ودخل المزارعين. فالتربة القوية والنُظم البيئية المتنوعة التي تولدها الممارسات العضوية تؤدي إلى إنتاج محاصيل عالية الجودة وغنية بالمغذيات، أكثر من الزراعة التقليدية، مما يعزز الأوضاع الصحية والاقتصادية.
 
تنظيف الأرض
عندما يتعلق الأمر بالعمل الفردي من أجل الصالح العام، فإن من أفضل الطرق التي يمكن للناس من خلالها إحداث تأثير على الكوكب هي تنظيف الأماكن العامة. مشكلة التلوث تخرج عن نطاق السيطرة وبيئتنا تعاني جراء ذلك، فتنبعث من مكبات النفايات المفتوحة غازات دفيئة ومواد ملوَّثة تدخل محيطاتنا ومياهنا العذبة. حتى أن اللدائن البلاستيكية الدقيقة وصلت إلى طعامنا والهواء الذي نتنفسه.
 
من خلال الاتصال بالأرض بطريقة ملموسة عبر عمليات التنظيف، يختبر الأفراد بشكل مباشر مدى عمق مشكلة البلاستيك ذي الاستخدام الأحادي، ويبدأون في التعرف على تحديات التلوث والنفايات التي نواجهها. وتقلل عمليات التنظيف أيضاً من النفايات والتلوث البلاستيكي، وتحسّن نوعية الموائل الطبيعية، وتمنع الإضرار بالحياة البرية والبشر. وهي تؤدي إلى إجراءات بيئية أكبر، عن طريق تحفيز السلطات الوطنية والمحلية، خاصة البلديات، لتعزيز إدارة النفايات ووضع عقوبات على المخالفين.
 
من هنا، يدعو برنامج "التنظيف العالمي الكبير"، وهو أحد مبادرات "يوم الأرض"، إلى التغيير الهيكلي والفردي عندما يتعلق الأمر بالتلوث، وتعزيز السياسات التي تقلل التلوث وتشجع الناس في كل مكان على اتخاذ إجراءات فردية تقلل من النفايات.
 
محو الأمية المناخية
قبل خمسين عاماً، بدأ "يوم الأرض" الأول ثورةً بيئية، وهو الآن يطلق ثورة تعليمية لإنقاذ الكوكب، ولضمان استفادة الطلاب في جميع أنحاء العالم من التعليم عالي الجودة، لأن في المعرفة قوة. وإلى جانب التربية المدنية، فإن محو الأمية المناخية والبيئية يخلق فرص عمل، ويبني سوقاً استهلاكية خضراء، ويسمح للمواطنين بالتفاعل مع حكوماتهم بطريقة هادفة لاستعادة الأرض.
 
من الضروري أن يتضمن كل منهج دراسي في العالم تعليماً إلزامياً عن قضايا المناخ والبيئة، مع مضمون قوي يشجع على المشاركة المدنية. وفي هذا الإطار، تشجّع الحملة الحكومات التي ستحضر مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 على جعل تغيُّر المناخ ومحو الأمية المناخية سمة أساسية للمناهج المدرسية في جميع أنحاء العالم. ويشارك المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) في هذه الحملة العالمية من خلال برنامجه المخصص للتربية البيئية، وهو وضع في تصرُّف الحملة الدليل الإرشادي الخاص بالمدارس العربية الذي أصدره في هذا المجال www.afed-ecoschool.org
 
تحدّي الأرض العالمي
تمنح مبادرة "تحدّي الأرض العالمي" العلماء القوة لجعل العالم مكاناً أفضل، انطلاقاً من أوطانهم. وهذه تُعتبر أكبر حملة تربوية علمية بيئية مشتركة، إذ تنسّق التعاون بين المشاريع العلمية الراهنة، بالإضافة إلى بناء القدرات لمشاريع جديدة، وذلك في إطار جهد أكبر لإيصال المعرفة البيئية إلى الناس بلا قيود.
 
وبهدف إشراك الناس في مراقبة بيئتهم، تستخدم الحملة تطبيقاً للهاتف المحمول لجمع المليارات من الملاحظات حول جودة الهواء والمياه ومجموعات الحشرات وتغيُّر المناخ والتلوث البلاستيكي واستدامة الغذاء، مما يوفر رؤى بيئية قيمة ومنصة لتغيير السياسات. كما يربط البرنامج المجتمعات العلمية المحلية ويمكّنها من الاستفادة من قوة البحث العلمي لإحداث تغيير ذي مغزى.
 
 
 
قمة بايدن المناخية: تجديد الالتزامات في يوم الأرض
تزامناً مع نشاطات يوم الأرض، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن 40 من قادة العالم إلى المشاركة في مؤتمر للمناخ، يُعقد اليوم وغداً (22 و23 أبريل/نيسان). ومن المنتظر أن تؤكد القمة الافتراضية، التي تُبثّ أحداثها مباشرة إلى الجمهور، على الضرورة الملحة والفوائد الاجتماعية والاقتصادية لاتّخاذ مسلك أقوى تجاه المناخ. وسيكون المؤتمر معلَماً رئيسياً على الطريق إلى مؤتمر الأمم المتحدة الـ 26 حول تغيُّر المناخ، الذي يلتئم في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في غلاسكو.
 
شدّد العلماء في السنوات الأخيرة على التقيّد بحدّ أقصى للارتفاع الحراري للكوكب مقداره 1.5 درجة مئوية، من أجل درء أسوأ آثار تغيُّر المناخ. وسيكون الهدف الرئيسي لكل من قمة القادة هذا الشهر، وقمة الأمم المتحدة الدولية لتغيُّر المناخ لاحقاً، تحفيز الجهود التي تجعل هدف الـ 1.5 درجة في متناول اليد سريعاً. وستسلّط القمة الضوء أيضاً على أمثلة حول كيف يمكن لخطة مناخية طموحة أن تخلق وظائف ذات أجور جيدة وتعزّز التقنيات المبتكرة وتساعد البلدان الأكثر فقراً وتأثُّراً على التكيُّف مع تأثيرات المناخ.
 
ويُنتظر أن تعلن الولايات المتحدة في المناسبة عن هدف طموح يتعلّق بتخفيض أكبر لانبعاثاتها الكربونية لسنة 2030، كمساهمة جديدة بموجب اتفاقية باريس. كما شجّع بايدن في دعوته القادة على استخدام القمة كفرصة للإعلان عن كيف ستسهم بلدانهم أيضاً في تحقيق طموح مناخي أقوى. لكن اللافت أن الرئيس الصيني شي جينبينغ شارك الأسبوع الماضي في قمة مناخية مصغرة دعت إليها ألمانيا وفرنسا، وجاءت بمثابة استباق لقمة بايدن. فكأن الدول الأوروبية والصين قصدت توجيه رسالة إلى الولايات المتحدة أنها لم تتنكر يوماً لالتزاماتها المناخية ولم تنسحب من المعاهدات كي تعود إليها، كما فعلت الولايات المتحدة تحت إدارتي الرئيسين بوش وترمب. وهي، إذ ترحب اليوم بالعودة الأميركية، ستبقى سيدة قراراتها ولن تقبل بالظهور كأنها تخضع لإملاءات أميركية. وقد ظهر هذا الموقف عملياً في تأخُّر الصين بقبول الدعوة الأميركية، وإعلانها مع أوروبا عن التزامات مناخية جديدة مسبقاً، لئلا يظهر كأنها جاءت نتيجة لضغط أميركي.
 
وستجمع القمة مجدداً منتدى الإقتصادات الكبرى حول الطاقة والمناخ، الذي يضمّ 17 دولة مسؤولة عمّا يقرب من 80 في المائة من الانبعاثات العالمية والناتج المحلي الإجمالي العالمي. كما دعا بايدن رؤساء الدول الأخرى التي تبدي دوراً قيادياً قوياً في مجال المناخ، أو تلك المعرّضة بشكل خاص لتأثيرات المناخ، أو التي ترسم مسارات مبتكرة للوصول إلى اقتصاد "صفر كربون". ويشارك في القمة عدد من رجال الأعمال وقادة المجتمع المدني.
 
صعب: مبادرات عربية رغم الكوارث
 
في مناسبة يوم الأرض 2021 تبث "منظمة يوم الأرض" اليوم من مقرّها في واشنطن رسائل من زعماء سياسيين ورؤساء منظمات وناشطين بيئيين حول العالم. وقد قدَّم الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) نجيب صعب رسالة من المنطقة العربية جاء فيها:
 
رغم سنة عصيبة، لديَّ بعض الأخبار الجيدة لأشارككم بها من المنطقة العربية في يوم الأرض 2021، خاصة في مجال العمل المناخي ومحو الأمية البيئية. فقد شهدنا ثلاثة أحداث مهمة في الأسابيع الأخيرة:
 
الحدث الأول هو إعلان السعودية عن مبادرة خضراء تشتمل على أهداف واضحة لمواجهة تغيُّر المناخ، من بين تحديات بيئية أخرى. ومن التعهدات توليد نصف الحاجة الكهربائية للمملكة من مصادر الطاقة المتجددة بحلول سنة 2030، وتحقيق "صفر كربون" بحلول سنة 2050، وزرع 10 مليارات شجرة محليّاً و40 مليار شجرة على مستوى المنطقة.
الحدث الثاني استضافة أبوظبي للحوار الإقليمي حول تغيُّر المناخ، حيث أكد المشاركون الالتزام بتعهدات اتفاقية باريس وتقوية طموحات بلدانهم المناخيّة وتعزيز مساهمتها في المساعي الدولية للحدّ من الانبعاثات الكربونية.
أما الحدث الثالث فكان إطلاق مصر برنامجاً لدمج البيئة والمناخ في المناهج التربوية على المستويات التعليمية كافّة، والمباشرة في إعداد مواد تعليمية بيئية بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وكان بارزاً في كلّ هذا التركيز على دور الأجيال الجديدة، إذ أكدت القيادة السعودية أن "المبادرة الخضراء" تأتي استجابة لمطالبة الشباب السعودي بعمل قوي في رعاية البيئة والتصدي للتغيُّر المناخي.
بينما نشارك ببعض الأخبار الإيجابية من المنطقة العربية، لا بد أن يستمر العمل الجاد في منطقتنا والعالم لمحو الأمية البيئية والتصدي لتغيُّر المناخ.
 
 
 
عناوين قمة بايدن المناخية
 
- تحفيز الجهود التي تبذلها الاقتصادات الكبرى في العالم للحدّ من الانبعاثات خلال هذا العقد الحرج لجعل الحدّ الأقصى للاحترار العالمي البالغ 1.5 درجة مئوية في متناول اليد.
- حشد تمويل القطاعين العام والخاص لدفع التحول لصافي الانبعاث الصفري ومساعدة البلدان الضعيفة على التعامل مع تأثيرات المناخ.
- الفوائد الاقتصادية للعمل المناخي، مع التركيز القوي على خلق فرص العمل، وأهمية ضمان استفادة جميع المجتمعات والعمال من الانتقال إلى اقتصاد الطاقة النظيفة الجديد.
- تحفيز التقنيات التحويلية التي يمكن أن تساعد في تقليل الانبعاثات والتكيُّف مع تغيُّر المناخ، مع خلق فرص إقتصادية جديدة وبناء صناعات المستقبل.
- دعم الجهات الفاعلة المحلية وغير الحكومية، الملتزمة بالتعافي الأخضر وبرؤية عادلة لإبقاء الاحترار العالمي عند حدود 1.5 درجة مئوية، والعمل عن كثب مع الحكومات الوطنية لتعزيز الطموح والقدرة على الصمود.
- مناقشة فرص تعزيز القدرة على حماية الأرواح وسبل العيش من تأثيرات تغيُّر المناخ، والتصدي للصعوبات الأمنية العالمية التي يفرضها تغيُّر المناخ وتأثيره على الجاهزية، ومعالجة دور الحلول القائمة على الطبيعة في تحقيق هدف "صفر كربون" بحلول سنة 2050.
 
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.