Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
عزة عبد المجيد "عراق الأمير" على خريطة السياحة الدينية في الأردن  
أيلول / سبتمبر 2017 / عدد 234
أعمال كثيرة تدور الآن في إحدى زوايا الأردن التي تتميز بأهمية تاريخية وطبيعة خلابة، حيث يقع ما يعرف ب "كهف المسيح"، الذي تشير بعض الدلائل الى أنه التجأ إليه. تعمل الجرافات بنشاط لتشق أو توسع طرقاً وتنشئ حدائق وبقعاً خضراء تبعث الحياة في تلك المنطقة المعروفة بإسم "عراق الأمير"، التي تقع في لواء وادي السير ضمن الحدود الغربية لأمانة عمان الكبرى. ومن المتوقع ان يفتح هذا طريقاً جديدة للعالمية في قطاع السياحة الدينية والتراثية الأردنية.
 
تمتد المنطقه التي يبلغ عدد سكانها نحو 6000 نسمة عبر تلال خضراء تنتشر فيها ينابيع المياه وتشتهر بأشجار الزيتون واللوزيات والأشجار الحرجية، كما ينبت على أطراف الوديان الشعير والرمان والعنب.
 
تاريخ المنطقة طويل، حيث سكنها العمونيون منذ نحو أربعة قرون قبل الميلاد، وما يزال "قصر العبد" شامخاً يحكي قصة الأمير طوبيا ألعوني، الذي أنشأه في ربوعها. على أن الكهوف المنتشرة فيها تشهد على استيطان بشري مبكر منذ العصر الحجري الوسيط قبل نحو 8 آلاف عام قبل الميلاد، ثم العصور البرونزية والحديدية التي تلت ذلك. وشهدت المنطقة في القرون التالية ازدهاراً في العصر الهلينيستي والعصر البيزنطي، خاصة في القرنين الرابع والخامس. وقد عثر على بعض القطع الفخارية التي تعود إلى العصور الإسلامية، وخاصة الأموية والمملوكية.
 
الإعمار وإعادة التأهيل
أطلقت أمانة عمان الكبرى في شهر آذار (مارس) من هذا العام مشروعاً طموحاً يهدف لتأهيل المنطقة سياحياً وتنظيمياً، في ضوء ما تتميز به من إرث حضاري وثقافي، وتراثي بهدف ترويجها كإحدى الوجهات السياحية الدينية في الأردن، وذلك في ضوء اكتشاف المزيد من المعالم الدينية وأبرزها كنيسة البصة وكهف السيد المسيح.
 
يتحدث المهندس محمد أبو زيتون العبادي، مدير مشروع إقليم عراق الأمير السياحي في أمانة عمان، بحماسة كبيرة حول ما يجري تنفيذه. فهو من أبناء المنطقة العارفين بكنوزها. يقول إن هناك 37 نبع مياه إلى جانب سيل مياه رئيسي فيها، كما يشير لوجود مواقع أثرية كثيرة لم تحظ بالاهتمام الذي تستحق، ومنها كهف المعلقة. وهذه المواقع تشابه إلى حد ما منطقة البتراء.
 
يضيف أبو زيتون أن المشروع، الذي سيستغرق تنفيذه ثلاث سنوات، يهدف إلى تحويل المنطقة لنقطة جذب سياحي واستثماري، إذ أن تنفيذه يجري بالتعاون مع وزارة السياحة ودائرة الآثار ووزارة الأشغال العامة.
 
وحول تفاصيل المشروع يقول أبو زيتون إنه يتضمن، بالإضافة إلى تأهيل المواقع التاريخية والأثرية، توسعة لشوارع المنطقة والمحافظة على مجرى السيل والينابيع وإنشاء حدائق وسن قوانين تنظيمية للمحافظة على المساحات الخضراء ومنع التوسع العمراني.
 
مكتشفات أثرية ذات أهمية عالمية
جاء اكتشاف ما عرف بكهف السيد المسيح في كنيسة البصة الأثرية في المنطقة ليدفع بعراق الأمير والأردن بأكمله لواجهة السياحة الدينية العالمية. ويقول الدكتور محمد وهيب، خبير الآثار في كلية الملكة رانيا للسياحة والتراث في الجامعة الهاشمية، "إن نتائج البحث العلمي أكدت وجود كهف المسيح كحقيقة أكيدة مرتبطة بالمياه مع موقع العماد، أي مغطس السيد المسيح على الجانب الشرقي لنهر الأردن، من خلال درب المعمودية".
 
ويضيف "إن الاهتمام بالموقع في بلدة البصة، حيث أجريت أعمال تنقيبات أثرية عام 1974، أدت لاكتشاف كنيسة بيزنطية داخل الكهف". واستمر استخدام الكهف من قبل رجال الدين والرهبان منذ العصر الروماني الى العصور الإسلامية، حسب النتائج التي تم التوصل إليها.
 
يرى الدكتور وهيب أن تدفق المياه عبر وادي عراق الأمير بجوار كهف السيد المسيح كان له الدور الأكبر في تشكيل الموقع الديني في الوادي، بارتباطه مباشرة بموقع العماد. ويضيف "إن الدليل الأبرز على نقل مياه عراق الأمير وكهف المسيح/البصة إلى موقع العماد هو الكشف عن قناة فخارية تمتد لأكثر من كيلومتر تنطلق من نقطة التقاء وادي غربة مع وادي الرامة والكفرين. وتتكون القناة من أنابيب فخارية ترجع في تاريخها إلى العصر البيزنطي، وأقيمت عليها صفايات ومناهل لضمان سلامة وصول المياه نقية إلى موقع العماد، أو تل مار إلياس".
 
تشير نتائج الاكتشافات في كل ذلك إلى أن كهف المسيح/البصة تمتع بأهمية دينية خلال العصر الروماني، وبلغ أوج إزدهاره عندما اعتمده البيزنطيون ما بين القرنين الرابع والسادس الميلادي، ثم استمر استخدامه خلال العصور الإسلامية.
 
وحسب المهندس أبو زيتون فإن المنطقة سيتم ربطها مع موقع العماد لتصبح مسار المعمودية، الذي سيشهد بطبيعة الحال وحسب أهداف التخطيط السياحي، حركة نشطة يومية للحج المسيحي.
 
الآثار المتوقعة للمشروع
لم يتوقف عبر السنين مرور الزائرين والسياح الأجانب بمنطقة عراق الأمير، لكن لا شك أن المشروع الجديد سيضفي عليها أهمية بالغة، بما يحمله ذلك من تغيرات وتحولات اجتماعية وثقافية. ويعتبر دمج المجتمع المحلي في عملية التخطيط السياحي للمنطقة عاملاً رئيسياً في الحفاظ على خصائصه المختلفة، مع الاهتمام بتناسب نوعية التنمية السياحية مع أهداف مختلف قطاعاته.
 
يقول أبو زيتون إنه يتم تنظيم لقاءات عبر لجان تتشكل من أفراد المجتمع المحلي للتعريف بأهداف المشروع ومختلف مراحله، مع تهيئة جميع القطاعات للتحولات الجديدة. ويتضمن ذلك توعيتهم بالآثار الإيجابية للسياحة وكذلك السلبية منها، بغرض مواجهتها وإيجاد الحلول لها. ولا يتوقف أبو زيتون عن الحديث عن قدرة المشروع على تحفيز النشاط الاقتصادي في المنطقة وفتح آفاق استثماريه متنوعة مع ما يجري من تحسين لنوعية البيئة والبنية التحتية.
 
وفي هذا الصدد، تتضمن الآثار المتوقعة للمشروع دعم الأنشطة الاقتصادية في قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات المختلفة، مع إمكانية زيادة الطلب على المنتجات والصناعات اليدوية والتقليدية المحلية التي تعتمد على موارد المنطقة. وكانت جمعية سيدات عراق الأمير من المؤسسات الرائدة التي أطلقت أنشطة إنتاجية اعتمدت على تلك الموارد، ومنها صناعة الصابون الشفاف والورق المصنوع من قشور الموز والسيراميك والخزف.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.