Friday 22 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
كتاب الطبيعة
 
"درب الأردن" لاستكشاف الطبيعة والتاريخ  
أيار / مايو 2017 / عدد 230
ربما لم تتوقف عبر التاريخ تلك الرحلة والمسيرة الطويلة في جبال وووديان وسفوح الأردن، ضمن ما كان يعرف قديماً بطريق الملوك عبر الشرق. وذلك لما تتميز به من ثراء طبيعي ومعالم بارزة ومواقع ذات أهمية بالغة في استراتيجيات الحياة الإنسانية. و"درب الأردن" يعمل الآن على إحياء المسيرة الأزلية التي عَبَر المسافرون من خلالها رحلة البلاد الطويلة منذ آلاف السنين، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
 
انطلق عمل جمعية "درب الأردن" غير الحكومية في 2015، وذلك بعد سنوات ست عملت خلالها مجموعة من المتطوعين تضم أفراداً من المجتمعات المحلية على ترسيم المسار. إلا أنه أضيف إليه مناطق أخرى، وتم تعديل الدرب ليربط أم قيس التاريخية في أقصى شمال البلاد، بالعقبة الواقعة على البحر الأحمر في أقصى الجنوب.
 
يلقى إحياء الدرب اهتماما كبيرا على الرغم من أن السياحة، وهي أحد أهم الموارد الاقتصادية في البلاد، قد شهدت تراجعاً في السنوات الأخيرة مع تزايد الحروب والاضطرابات السياسية في دول مجاورة. فالاهتمام المتزايد برياضة المغامرة والمشي والرغبة في استكشاف الطبيعة والانخراط في حياة السكان المحليين، منح زخماً وحيوية لإحيائه والمحافظة عليه وتسويقه.
 
ومع إعلان انطلاق الدرب في نهاية شهر آذار الماضي، انطلقت مجموعة من هواة ومحترفي رياضة المشي بمغامرة قطع مساره كاملاً. وانضم إليهم مغامرون من الأردن وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا، بالإضافة لممثلي وسائل إعلام دولية تضم أيضاً منظمة ناشيونال جيوغرافيك، والتي كانت قد صنفت جزءاً من الدرب الممتد من محمية ضانا إلى البتراء (جنوب الأردن)، كواحد من أفضل مسارات المشي في العالم. وبالرغم من إطلاق فعالية نشاط الدرب، إلا أن شابّين أردنيين هما محمد الحمران ومحمد الزيادين اختارا مبكراً القيام بتلك التجربة المثيرة حين عبرا الدرب بمختلف أجزائه وبفترة قياسية بلغت 32 يوماً.
 
إحياء وتطوير الدرب
تتحدث منى حداد رئيسة الجمعية عن ذلك الجهد الكبير والشاق في ترسيم الدرب، الذي تم الاعتماد على خمسين معياراً في تحديد مجالاته، والتي ارتكزت على التسلسل الجغرافي والمواقع الأثرية ومجاورة المناطق المحمية. ولكن الدرب لن يكون ثابتاً، كما تقول، وسيتطور وينمو دوماً، وقد يظل مسار ما خطاً وهمياً إلى أن يسير الناس فيه.
 
تم تقسيم الدرب إلى ثماني مناطق يتوزع كل منها على عدة مراحل، كما يصف بشير داوود المدير العام للجمعية. ويقول إن كل مرحلة تعتمد على المسافة التي يستطيع الشخص قطعها في اليوم الواحد. يبلغ عدد المراحل عبر الدرب 40 مرحلة، ويتراوح طول الواحدة منها ما بين 14-28 كيلومتراً، وفق طبيعة الأرض ودرجة الصعوبة.
 
يمثل كل قسم من الدرب منطقة جغرافية متميزة، ويتيح التمتع بالمناظر الطبيعية المختلفة واكتشاف التنوع الحيوي والتاريخي والثقافة المحلية. وقد تم إنجاز ترسيم 80 كيلومتراً من المسار، الذي يقدر طوله بنحو 650 كيلومتراً، وذلك في الجزء الممتد من أم قيس حتى عجلون. وقامت الجمعية والمساهمون في أنشطتها، من متطوعين وأفراد المجتمعات المحلية، بوضع علامات تساعد المشاة في التعرف على المواقع والاتجاهات عبر رحلات المشي والمسير الجبلي، انطلاقاً من منطقة أم قيس. وسيتواصل العمل عبر ما يزيد عن 52 مدينة وقرية تقع على طول الدرب، والذي من المتوقع أن ينتهي في مدينة العقبة في جنوب البلاد مع نهاية سنة 2018.
 
ويتضمن موقع الجمعية الإلكتروني تفاصيل للزائرين والمشاة وغيرهم، من معلومات حول حالة الطقس ونقاط الاتصال ووسائل التنقل وتقييم الصعوبات، وغير ذلك مما يتيح لهم التجول والارتحال بسهولة وأمان. وقد ساهم العديد من المتطوعين في وضع الخرائط الضرورية.
 
الآثار الاجتماعية والاقتصادية
تؤكد حداد، وبنظرة مستقبلية متأنية، بأن تطوير الدرب، الذي يجري من خلال التنسيق مع وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة، سيكون له أثر كبير في تحقيق فوائد للمجتمعات المحلية، كما سيحدث تغييرات اقتصادية واضحة وفرص استثمار عبر السنين. سينطوي إحياء المسارات على خلق فرص عمل وتلبية متطلبات الخدمات والإقامة وتوفير الطعام واستخدام أدلاء سياحيين، بالإضافة لاستفادة المزارعين المتوقعة. فسياحة المغامرين بطبيعتها تدفع ممارسيها إلى الاختلاط، والاندماج مع أفراد المجتمع المحلي والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم.
 
قد لا تحدث تلك الآثار سريعاً، بل ستتطلب وقتاً كما هي التغييرات التي ستحدثها تنمية الدرب. فبعض المناطق، كما تذكر حداد، قد تكون أكثر جاذبية من غيرها، وهو ما قد يخلق نشاطاً اقتصادياً لن يكون متساوياً مع غيره في بقاع أخرى. على أن ذلك يقتضي بطبيعة الحال قدرة أبناء القرى على النهوض بأنفسهم وترويج خدماتهم مع ازدياد الحاجة إليها.
 
يمثل تطوير الدرب ومساراته تحدياً كبيراً، وهو مشروع كبير للغاية ومهمة ضخمة، كما تقول حداد، نظراً لصغر حجم فريق العمل بالدرجة الأولى، بالإضافة لأهمية ضمان تنميته من خلال تعاون الأطراف كافة، مع عدم حدوث أثر سلبي على البيئة في مختلف أجزائه. وتؤكد أن ذلك يستدعي التثقيف ونشر الوعي بكيفية حماية الطبيعة والحفاظ عليها.
 
ويضيف بشير داوود لتلك التحديات الحاجة إلى مصادر تمويل لدعم المصاريف التشغيلية للجمعية، كما يشير إلى تفاصيل أخرى تتعلق برياضة المشي، التي تحتاج لحملات توعية، مع أهمية دعم وترويج ثقافة بيوت الضيافة على طول المسار.
 
يجب أن تكون التوقعات سليمة، تقول حداد، لأن التغيير لن يأتي في وقت قصير، كما أن الاحتياجات تتزايد بمرور الوقت.
 
 
 
 
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.