تنوّعت المواضيع التي تناولتها المجلات العلمية الصادرة في مطلع شهر أيلول (سبتمبر) 2018، وكان من بينها مجموعة من المقالات عن الأنواع الحية التي تعيش في المحيطات وما تتميز به من ذكاء فطري وأسلوب تواصل فريد، وكذلك مجموعة مقالات أخرى عن العوالم المتجمدة في القطبين والمخاطر التي تتعرض لها بفعل تغير المناخ.
National Geographic
جاء مقال الغلاف تحت عنوان "قصة وجه"، وتضمن توثيقاً لعملية زراعة وجه لأصغر فتاة أميركية حتى الآن. وفي مقال آخر، تناولت المجلة أسباب تطور مقاومة المضادات الحيوية التي عدّتها منظمة الصحة العالمية واحدة من أكبر التهديدات التي تواجه الإنسان في القرن الحادي والعشرين.
وفي رحلة إلى عالم من زمن آخر، عرضت المجلة مقالاً مصوراً عن ممر واخان الذي يقع في شمال شرق أفغانستان ويمتد كشريط حدودي ضيق باتجاه الصين فاصلاً طاجكستان عن باكستان. ويعدّ الممر منطقة نائية للغاية لدرجة أن سكانه لا يزالون يعيشون على اقتصاد المقايضة، حيث يقايض السكان الخرفان والماعز وثيران التبت الضخمة مع تجار يفدون على ظهور الخيل حاملين أقمشة وسلعاً كمالية أخرى.
New Scientist
ضمّت الإصدارات الأسبوعية الأخيرة مجموعة من المقالات العلمية المتنوعة. فغلاف العدد الأول في شهر آب (أغسطس) كان عن تغير المناخ، وجاء تحت عنوان "تزداد الحرارة في السماء بسبب ما يحصل تحت الماء". ويتناول المقال تأثير تغير المناخ على تباطؤ حركة التيارات الكبرى بين خط العرض والقطب الشمالي في المحيط الأطلسي وما ينتج عنها من أحداث مناخية متطرفة. وفي العدد الثاني مقال عن الذوبان السريع لاثنتين من جليديات القطب الجنوبي ما يستلزم إعادة تقييم توقعات ارتفاع منسوب مياه البحر في هذا القرن، علماً أن هاتين الجليديتين تحتويان من المياه ما يكفي لرفع منسوب المحيطات بمقدار خمسة أمتار.
وفي العدد الثالث مقال عن المد المتسع من بحر الدعاوى القضائية ضد مطلقي الغازات المسببة للاحتباس الحراري حيث توجد حالياً 1100 دعوى قضائية حول العالم لمواجهة تغير المناخ. وتناول العدد الأخير الحكم القضائي الذي صدر في الولايات المتحدة وقضى بتعويض مالي لأحد المصابين بمرض السرطان نتيجة تعرضه لمبيد أعشاب يحتوي على مادة "الغليفوسات"، ويعد استخدام الغليفوسات وتأثيره على صحة الإنسان موضع جدل عالمي واسع لم يحسم بعد.
Discover
في العدد الجديد مجموعة من المقالات المعرفية، من بينها مقال عن التواصل بين كائنات البحر. وتعتبر الأسماك من الكائنات الصاخبة حيث تطلق أمواجها الصوتية على شكل انفجارات. وتكشف الدراسات الحديثة أن أسراب الأسماك لا تطلق الأصوات بشكل مبسط وكيفما اتفق بل تقوم بمزامنة أصواتها مثلما تفعل الفرق الموسيقية للوصول إلى طبقة صوتية موحدة.
وفي مقال آخر، تعرض المجلة مقترحات عدد من الباحثين لإعادة النظر في طريقة تصنيف الأنواع الحية. ويعتمد التصنيف الحالي للنوع الحي على اعتباره مجموعة من الكائنات الحية التي تنتج ذرية خصبة عند التزاوج فيما بينها. ويقترح البعض أن يتم التصنيف على أساس التشابه في السمات التشريحية والسلوك والمخزون الوراثي الذي يميز مجموعة حية عن مجموعة أخرى.
BBC Earth
خصصت المجلة مقال الغلاف لعرض مجموعة من المعلومات والصور التي سجلها الصحفي الأسكتلندي فريزر مورتون خلال رحلته إلى القطب الجنوبي ضمن بعثة مؤسسة "2041" الناشطة في مواجهة التغير المناخي. وتناول المقال التنوع الحيوي في القطب الجنوبي، وعرض صوراً للحيتان الحدباء وأنواع البطاريق والفقمات، وسجّل مشاهدات للجبال الجليدية وذوبان الثلج.
وفي العدد مقال عن الذكاء الفطري لدى الأسماك وقدرة بعض الأنواع على التعلم. ويمكن تدريب أسماك القرش على القيام ببعض المهام باستخدام الطعام، كما أن الدراسات على أسماك شيطان البحر تقترح أن هذه الكائنات تمتلك وعياً لذاتها، ومن مظاهر ذكاء الأسماك حالة التعاون بين أسماك القُشر وأنقليس الموراي لصيد الفرائس في الحيد المرجاني العظيم.
BBC Wildlife
اختارت المجلة تراجع أعداد الأرانب البرية كموضوع لغلاف عددها الجديد. وكان مسح بريطاني أظهر أن أعداد الأرانب تتراجع بشكل كبير حيث انخفض تعدادها في بريطانيا بمقدار 60 في المئة خلال السنوات العشرين الماضية. وتصنّف الأرانب ضمن الأنواع الغازية في أوروبا، ومع ذلك هناك توجه من حماة الأنواع للحفاظ عليها من الزوال في ظل المخاطر التي تواجهها. ومن هذه المخاطر المكافحة البيولوجية التي تستخدم من قبل المزراعين بنشر أمراض فتاكة بين الأرانب، واتساع مساحات الأراضي التي تغلب عليها الأعشاب الطويلة ما يحول دون رؤية الأرانب لمفترسيها.
ومن الأنواع الحية التي سلطت المجلة الضوء عليها طائر الكيوي في نيوزيلندا الذي يعد بمثابة كنز وطني حي في هذا البلد. وكانت نيوزيلندا خسرت 90 في المئة من أعداد هذه الطيور في غضون 80 سنة فقط. وفي العدد مقال عن جزر لوفوتين النروجية التي تمثل مقصداً لهواة تسلق الجبال ومشاهدة الأنواع الحية في بيئة المياه القطبية كالحيتان القاتلة والحيتان الحدباء.
How It Works
تضمن العدد مجموعة من المقالات في مجالات العلوم والبيئة والتقنية والنقل والتاريخ. من بينها مقال عن الابتكارات الجديدة لإعادة زراعة أشجار الغابات كاستخدام الطائرات المسيرة في مسح وتخطيط المناطق المراد زراعتها، ونثر حافظات البذور ومراقبة نموها. وتتعرض الغابات حول العالم لمخاطر عدة بما في ذلك استغلالها كأراض زراعية، أو فقدانها بسبب الحرائق، أو استثمارها في التعدين، أو إتلافها بسبب التحطيب ومشاريع البنى التحتية.
وفي العدد مقال مصور عن الفراشات ذات الأجنحة الزجاجية التي تشفّ ما خلفها ما يساعدها في تضليل مفترساتها. والمدهش في أجنحة هذه الفراشات أن أغلب الطيف الضوئي ينتقل عبرها من دون أي انكسارات، وهذا يجعل تمييزها في الطبيعة عسيراً للغاية. كما تضمن العدد مقالاً عن نفايات الطعام حيث يتم التخلص سنوياً من نحو 1.3 بليون طن من الأطعمة التي يمكن استهلاكها، وهي كمية تكفي لتغذية بليوني شخص.
BBC Focus
احتل مقال "ماذا سنأكل في سنة 2028؟" غلاف العدد الجديد من المجلة، واقترح معد المقال أن مأكولات المستقبل ستكون مخصصة بحسب الحاجة الغذائية لكل إنسان على حدى، وأن القيمة الغذائية للمحاصيل سترتفع باستخدام الهندسة الوراثية، وقد تتحقق نجاحات في تحسين تجربة تناول الطعام من خلال تقنيات خداع الدماغ وخفض استهلاك الإنسان للسعرات الحرارية هرمونياً.
وفي مجال توفير الغذاء للإنسان، عرضت المجلة أيضاً مجموعة من الابتكارات الجديدة لتلبية الطلب المتزايد على المحاصيل المرتبط بالنمو السكاني ومخاطر تغير المناخ والحاجة لخفض الاعتماد على المبيدات. ومن هذه الابتكارات استخدام الأضواء الاصطناعية في البيوت البلاستيكية لمحاكاة ضوء الشمس، والزراعة باستخدام الطائرات المسيرة عن بعد، والزراعة العمودية التي تقتصد في استهلاك مساحات الأراضي.
World of Animals
اختارت المجلة لغلاف عددها الجديد أسماك القرش وطريقة تقديمها بشكل مغلوط في السينما. وفيما تعرض أفلام مثل الفيلم الكلاسيكي "الفك المفترس" والفيلم الجديد "ذا ميغ" القرش كأكثر الكائنات شراسة فإن عدد ما يقتله الإنسان من أسماك القرش سنوياً يصل إلى 100 مليون سمكة في مقابل ستة أشخاص يتوفون بسبب هجمات القرش.
وفي العدد مقال مصوّر عن بعض أزهار الأوركيد (السحلبيات) التي تتخذ مظهراً شبيهاً بشكل الحيوانات، ومقال مصوّر آخر عن عالم الخنافس الذي يضم طيفاً واسعاً من الأفراد متعددة الأشكال والأحجام ابتداءً بالخنفساء الدعسوقة "ليدي بيرد" وانتهاء بخنفساء هرقل التي تعيش في الغابات وتستطيع رفع أجسام تزن 100 ضعف وزنها.