عماد فرحات
الإجرام ضد الحياة البرية تجارة مزدهرة تديرها شبكات دولية خطرة، بما يماثل الاتجار غير المشروع بالمخدرات والبشر والأسلحة. ونظراً لسريتها يكاد يستحيل الحصول على أرقام موثوقة لقيمتها التي تقدر بعشرات بلايين الدولارات سنوياً.
من الأمثلة على التجارة غير المشروعة بالأحياء البرية صيد الفيلة من أجل عاجها، والنمور من أجل جلودها وعظامها، لكن أنواعاً أخرى لا تحصى تتعرض لاستغلال مفرط يهدد بقاءها، من السلاحف البحرية الى الأشجار الخشبية. لكن ليست كل تجارة بالأحياء البرية غير مشروعة. فهناك عشرات آلاف الأنواع من النباتات والحيوانات البرية التي يتم جمعها أو إمساكها في البرية لتباع بشكل قانوني كغذاء أو حيوانات أليفة أو نباتات زينة أو جلود أو تذكارات سياحية أو أدوية.
تحمي اتفاقية التجارة الدولية بالأنواع الحية المهددة بالانقراض (سايتس) 35 ألف نوع نباتي وحيواني. لكن أرقاماً جديدة نشرتها الاتفاقية في آذار (مارس) 2015 تشير الى تراجع في أعداد معظم هذه الأنواع.
يُقتل في أفريقيا سنوياً ما بين 20 و25 ألف فيل، من أصل مجموع الفيلة الأفريقية الذي يقدر بين 420 و650 ألفاً. وقد انخفضت أعداد فيلة الغابات بنسبة 62 في المئة بين العامين 2002 و2011. وتصل قيمة العاج الأفريقي الخام المهرب الى دول شرق آسيا إلى 180 مليون دولار، إضافة الى عاج الفيلة الآسيوية.
وازداد قتل الكركدن (وحيد القرن) بشكل رهيب في جنوب أفريقيا نتيجة تورط العصابات المنظمة، من 20 عام 2007 إلى 1215 عام 2014، ما يعني قتل كركدن واحد كل ثماني ساعات. ويحدث 94 في المئة من الصيد غير المشروع في جنوب أفريقيا، حيث تعيش أكبر المجموعات المتبقية من هذا الحيوان المهدد. وقدرت قيمة قرون الكركدنات التي اصطيدت عام 2014 بما يصل إلى 192 مليون دولار.
ويهدد الصيد غير المشروع آخر النمور البرية التي لا يتعدى عددها 3200 نمر.
وتفيد منظمة «شراكة بقاء القردة الكبيرة»(GRASP) بأن الاتجار غير المشروع بالقردة الحية يهدد الشمبانزي والغوريلا والبابون في أفريقيا والأورانغوتان في آسيا، وبلغ معدل المصادرات 1.3 أسبوعياً منذ العام 2014. ويزيد عدد القردة الكبيرة التي تنفق أثناء الاحتجاز والأسر على عدد القردة التي تهرّب وتباع بشكل غير مشروع.
أما ببغاء ماكاو سبيكس الذي اشتهر في الفيلم الكرتوني Rio فهو من الأنواع الأكثر تعرضاً لخطر الانقراض على الأرض، ولم يبقَ منه حالياً إلا نحو 80 طائراً في العالم، يحتفظ بمعظمها مربو طيور في آسيا وألمانيا وقطر.
البنغولين الذي يعرف بآكل النمل المدرع هو من الثدييات الأكثر تعرضاً للاتجار غير المشروع في العالم، وقد أُخذ أكثر من مليون بنغولين من البرية خلال العقد الماضي.
التجارة غير المشروعة بأخشاب ثمينة هي أيضاً مربحة ومنظمة وعابرة للحدود وتنطوي على فساد. ويتم تهريب كميات ضخمة من خشب الورد، المدرج على قائمة الأنواع المعرضة للخطر في «سايتس»، من مدغشقر وجنوب شرق آسيا وأميركا الوسطى. وبين حزيران (يونيو) 2011 وحزيران (يونيو) 2014 صادرت السلطات في بلدان شرق أفريقيا وآسيا أكثر من 4800 طن من خشب الورد المهرّب من مدغشقر. وفي كانون الأول (ديسمبر) 2014، صادرت جمارك هونغ كونغ 92 طناً من خشب ورد هندوراس وصلت من غواتيمالا عن طريق المكسيك. وتصاعدت في السنوات الأخيرة التجارة غير المشروعة بخشب الورد السيامي من جنوب شرق آسيا.
في منتصف العام 2014، أطلق مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة (UNODC) «البرنامج العالمي لمكافحة الإجرام ضد الأحياء البرية والغابات»، ومدته أربع سنوات، لبناء قدرات الحكومات على منع هذه الجرائم ومكافحتها ورفع الوعي لتخفيض الطلب على الحيوانات والنباتات البرية. وينسق البرنامج مع السلطات للتعامل مع جرائم الاعتداء على الحياة البرية كجرائم منظمة خطيرة عابرة للحدود.
النمور: عظام ومخالب وأسنان «ذات خصائص طبية»
قبل 50 عاماً كان هناك ثمانية أنواع من النمور، لكن ثلاثة منها انقرضت، والخمسة المتبقية معرضة جميعها للانقراض، وما تبقى منها في العالم قد لا يتعدى 3200 نمر. وهي مطلوبة في بلدان مشرقية، خصوصاً الصين وكوريا الجنوبية وتايوان، اعتقاداً بأن عظامها ومخالبها وأسنانها ومعظم أعضائها ذات خصائص طبية
الدببة: تُحلب مرارتها «لشفاء جميع الأمراض»
أعضاء الدببة مطلوبة للطب الشعبي في الشرق الأقصى، خصوصاً مرارتها، إذ يعتقد الصينيون أنها تنفع في جميع الأمراض، من تشمع الكبد الى العمى. وتوجد في الصين وكوريا «مزارع دببة» حيث تحتجز في أقفاص و«تُحلب» مرارتها لاستخراج عصارة الصفراء التي تفرزها
نباتات برية على شفير الانقراض
لا يلقى تهريب النباتات البرية اهتمام وسائل الإعلام مثل تهريب الحيوانات. وتزرع أنواع كثيرة منها في مزارع ومشاتل، ولكن ما زالت كميات كبيرة تؤخذ من البرية حتى بات بعضها على شفير الانقراض. ومن الأمثلة على ذلك أشجار الخشب الصلب الاستوائية، والسحلبيات (الأوركيديا)، وبصل زهرة الثلج، وأنواع من الصبار، والنباتات المفترسة مثل «فينوس» التي تصطاد الذباب
الإنتربول يكافح الإجرام البيئي
انطلقت في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 حملة INFRA-Terra العالمية التي تستهدف مطلوبين بجرائم بيئية خطيرة، بما في ذلك الإجرام ضد الأحياء البرية، بقيادة البوليس الدولي «الإنتربول» وبدعم من الكونسورتيوم الدولي لمكافحة الإجرام ضد الأحياء البرية (ICCWC)
الببغاوات: طيور «أليفة»
شاع اقتناء الببغاوات كطيور أليفة منذ وقت طويل، لكن القبض على أعداد كبيرة من هذه الطيور البرية لتصديرها الى متاجر الحيوانات الأليفة في أنحاء العالم تسبب بانخفاض خطير في أعدادها. وقد يدفع أحدهم آلاف الدولارات لقاء طائر نادر واحد. وعلى رغم إكثار أنواع منها في الأسر، فهذه تكون غالباً أغلى ثمناً من الطيور البرية، ما يشجع استمرار الاتجار ببغاوات الغابات القردة التي تهرب وتباع بشكل غير مشروع.
أما ببغاء ماكاوسبيكس الذي اشتهر في الفيلم الكرتوني Rio فهو من الأنواع الأكثر تعرضاً لخطر الانقراض على الأرض، ولم يبقَ منه حالياً إلا نحو 80 طائراً في العالم، يحتفظ بمعظمها مربو طيور في آسيا وألمانيا وقطر.
البنغولين الذي يعرف بآكل النمل المدرع هو من الثدييات الأكثر تعرضاً للاتجار غير المشروع في العالم، وقد أخذ أكثر من مليون بنغولين من البرية خلال العقد الماضي.
التجارة غير المشروعة بأخشاب ثمينة هي أيضاً مربحة ومنظمة وعابرة للحدود وتنطوي على فساد. ويتم تهريب كميات ضخمة من خشب الورد، المدرج على قائمة الأنواع المعرضة للخطر في "سايتس"، من مدغشقر وجنوب شرق آسيا وأميركا الوسطى. وبين حزيران (يونيو) 2011 وحزيران (يونيو) 2014 صادرت السلطات في بلدان شرق أفريقيا وآسيا أكثر من 4800 طن من خشب الورد المهرّب من مدغشقر. وفي كانون الأول (ديسمبر) 2014، صادرت جمارك هونغ كونغ 92 طناً من خشب ورد هندوراس وصلت من غواتيمالا عن طريق المكسيك. وتصاعدت في السنوات الأخيرة التجارة غير المشروعة بخشب الورد السيامي من جنوب شرق آسيا.
في منتصف العام 2014، أطلق مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة (UNODC) "البرنامج العالمي لمكافحة الإجرام ضد الأحياء البرية والغابات"، ومدته أربع سنوات، لبناء قدرات الحكومات على منع هذه الجرائم ومكافحتها ورفع الوعي لتخفيض الطب على الحيوانات والنباتات البرية. وينسق البرنامج مع السلطات للتعامل مع جرائم الاعتداء على الحياة البرية كجرائم منظمة خطيرة عابرة للحدود.