مسار الدراجات الذي يربط ضاحيتي كرومني وفرمرفير المجاورتين للعاصمة الهولندية أمستردام يرتاده يومياً نحو 2000 درّاج من تلاميذ المدارس والموظفين المتوجهين الى أعمالهم. لكن في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014، اكتسب المسار في كرومني قيمة مضاعفة، إذ تحول جزء منه بطول 70 متراً أول طريق عامة في العالم رصفت بلاقطات شمسية.
كلف المشروع ثلاثة ملايين يورو (نحو أربعة ملايين دولار) أمنت معظمها السلطة المحلية. واشتمل على صفين من خلايا شمسية مصنوعة من السيليكون البلوري ومثبتة بالخرسانة ومغطاة بطبقة شبه شفافة من الزجاج المقسّى. وتم طلاؤها بمادة غير لاصقة كي تكرج المياه عنها ولا تلتصق بها الوحول، وأعطيت انحداراً طفيفاً بحيث تتولى الأمطار إزالة الغبار والتراب عنها فيبقى سطح المسار نظيفاً، ما يضمن له تعرضاً أقصى لأشعة الشمس.
وإذ يتعذر توجيه المسار بالشكل الأمثل لمواجهة الشمس، فان اللاقطات تنتج كهرباء أقل بنحو 30 في المئة من تلك التي تركب على سطوح المباني مواجهة للجنوب. وتستعمل الكهرباء المنتجة لإنارة الطريق.
وعندما يمتد المسار ليغطي مئة متر سنة 2016، يتوقع أن ينتج كهرباء كافية لتشغيل ثلاثة منازل.
معهد الأبحاث العلمية التطبيقية TNO في هولندا، الذي طور فكرة مسار الدراجات الشمسي، يؤكد أن إمكاناتها المستقبلية لا تتوقف هنا. إذ يمكن تعديل 20 في المئة من طرق البلاد، التي يبلغ طولها الإجمالي 140 ألف كيلومتر، لتوليد كهرباء تصلح لكل الاستعمالات، من إضاءة إشارات السير إلى شحن السيارات الكهربائية. وقد أثبتت الاختبارات أن اللاقطات الشمسية تتحمل وزن مركبات ثقيلة مثل الجرارات والشاحنات.
لقد أصبحت كرومني المجتمع الأول في العالم الذي يمتلك طريقاً شمسية يرتادها الناس.
كادر
هل تصبح الطرق مولّدات كهرباء؟
هل تصبح الطرق السريعة محطات لتوليد الكهرباء؟ هذا سؤال تحاول شركة أميركية صغيرة الإجابة عليه. ففي الولايات المتحدة طرق سريعة يزيد طولها على 250 ألف كيلومتر، ولدى المهندسين سكوت وجولي بروسو فكرة لتحويلها الى مولدات للكهرباء. وأسّسا لذلك شركة سمياها SolarRoadways أي الطرق الشمسية.
يريد الزوجان تغطية إسمنت وأسفلت الطرق السريعة بلاقطات شمسية تولد الكهرباء وتذيب الثلوج وتشحن بطاريات السيارات الكهربائية. وقد ابتكرا لاقطات سداسية الشكل هي عبارة عن خلايا شمسية بين لوحين من الزجاج المتين، تحول الطاقة الشمسية الى كهرباء يمكن نقلها مباشرة إلى الشبكة العامة أو تخزينها في بطاريات.
ساهمت وزارة النقل الأميركية في المشروع بمبلغ 850 ألف دولار. وحصلت الشركة على تمويل من الجمهور بقيمة مليوني دولار عن طريق بث شريط فيديو شهد انتشاراً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي. ويسعى مركز تجاري في ولاية إيداهو إلى تأمين هبة اتحادية لاختبار الفكرة في أرضه. وتبرعت إدارة الطرق السريعة الفدرالية بهبة سخية لبناء نموذج أولي لطريق شمسية تولد الكهرباء وتوفر الاضاءة ليلاً بواسطة مصابيح LED الاقتصادية وتذيب الثلوج خلال أشهر الشتاء في المناطق الشمالية الباردة.
إنها فكرة ثورية، لكن لا بد من انقضاء بعض الوقت قبل أن تصبح القيادة على هذه الطرق الشمسية حقيقة. فلا بد من اختبارها للتأكد من متانتها وتدابير صيانتها وتأثير عوامل أخرى مثل الطقس على اللاقطات. ويقول المتحمسون للفكرة إن الأموال متوافرة، فميزانية الحكومة الاتحادية لصيانة الطرق والجسور في أنحاء الولايات المتحدة لسنة 2014 بلغت 38 بليون دولار.
تؤكد شركة «سولار رودويز» على موقعها الإلكتروني أنه إذا تم تحويل جميع الطرق في الولايات المتحدة إلى طرق شمسية، فسوف تولد ثلاثة أضعاف الكهرباء التي تستهلكها البلاد حالياً وتخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 75 في المئة.