لم يخلق النمو الاقتصادي الحديث في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العدد المطلوب من الوظائف لاستيعاب تنامي القوة العاملة والبطالة، خصوصاً في صفوف الشباب. وهذا تحد جدي تواجهه المنطقة.
وفقاً لمنظمة العمل الدولية للأمم المتحدة، بطالة الشباب هي الأعلى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث واحد من كل أربعة شبان عاطل عن العمل، أي نحو ضعفي المعدل العالمي. وتزداد هجرة الشباب من المناطق الريفية الى المدن الحضرية في العالم العربي بحثاً عن العمل. هذا الدفق الحضري للشباب ناتج عن عدة عوامل، منها عدم اهتمامهم بالمهن الزراعية. وهذا يؤثر مباشرة على الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي ونمو الاقتصاد الريفي في المنطقة. والشباب الذين يبقون في المناطق الريفية غالباً ما تنقصهم القدرات المالية والتعليم والتدريب والوصول الى الأسواق، مما هو ضروري لتوليد دخل كاف للحفاظ على مستويات مقبولة من الأمن الغذائي الأُسري. أما الذين يهاجرون الى المناطق الحضرية فغالباً ما يكونون غير قادرين على كسب دخل كاف لتحقيق الأمن الغذائي.
في أواسط العام 2012، أطلق البنك الإسلامي للتنمية برنامج دعم عمالة الشباب، بتمويل إجمالي مقداره 250 مليون دولار، للتصدي للتحديات التي سبق ذكرها. ويجري تنفيذ البرنامج في أربعة بلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هي مصر وتونس وليبيا واليمن. وعند إنجاز البرنامج يُتوقع أن يخفض البطالة بنسبة 15 في المئة والفقر بنسبة 10 في المئة في مواقع المشاريع المستهدفة.
يمول البرنامج المشاريع المولدة للعمالة في المناطق الريفية، ونشاطات بناء القدرات لتعزيز مهارات الشباب وانسجامها مع حاجات السوق. كما يمول تطوير سلسلة القيم في البستنة والسلع ذات القيمة العالية مثل البن والعسل. ويقدم البرنامج التمويل بمبالغ صغيرة لدعم إقامة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في القطاع الزراعي.
نـور عبدي اختصاصي زراعـة أول في البنك الإسـلامي للتنمية في جـدة.
كادر
مجموعة البنك الإسلامي للتنمية
أكثر من 100 بليون دولار لتنمية الدول الأعضاء
احتفل البنك الإسلامي للتنمية في حزيران (يونيو) 2014 في مدينة جدة بمرور 40 عاماً على إنشائه. تم تنظيم الاحتفال تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالـله بن عبدالعزيز، وافتتحه الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بحضور ممثلي الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدولية وشخصيات بارزة.
البنك الإسلامي للتنمية مؤسسة تمويل دولية متعددة الأطراف، تضم في عضويتها 56 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
خلال العقود الأربعة الماضية توسعت أعمال البنك، وأصبح مجموعة متكاملة تتألف من خمسة كيانات، هي: البنك الإسلامي للتنمية، المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب، المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات، والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة.
وقد تجاوزت تمويلات المجموعة 100 بليون دولار أميركي، وساهمت بشكل مباشر في إنجاز مشاريع إنمائية مهمة في الدول الأعضاء، خاصة في مجالات البنى التحتية، مثل الطاقة والنقل، الزراعة والري، التعليم، الصحة، البنية التحتية، الصناعة، التأمين، وغيرها.
|