بدأت منطقة سيدي البرنوصي في الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، تجربة نموذجية تتمثل في إحداث مركز لفرز النفايات المنزلية والمشابهة، مدعم بمجموعة «أكشاك بيئية» تم تثبيتها في بعض الأحياء السكنية لإشاعة ثقافة الفرز. ويتم نقل النفايات بدراجات ثلاثية العجلات الى المركز المجهز لمعالجة النفايات قبل تسليمها إلى الجهات المعنية بإعادة التدوير.
يشمل المشروع، الذي بدأ في مطلع 2014 على مساحة 2600 مترمربع، وحدة لفرز النفايات وتثمينها تتضمن أحزمة ناقلة وضاغطات وآلات طحن وميزاناً وحاويات، وأرضية لمعالجة النفايات وتحويلها الى سماد، مع مساحات خضراء.
البعد الاجتماعي المميز في هذا المشروع النموذجي هو إدماج فئة هشة تتمثل في 60 شخصاً من جامعي القمامة (البوعارا) الذين يزاولون نشاطهم في ظروف تفتقر الى شروط الكرامة. وذلك عن طريق تدريبهم وتنظيمهم بشكل قانوني يمكنهم من العمل في إطار مهيكل يضمن لهم الاستقرار والعيش في ظروف لائقة. وسوف يحصلون على دخل إضافي من بيع النفايات المفروزة إلى مصانع تستخدمها كمواد أولية.
وفي الجانب الاجتماعي البيئي، يتوخى المشروع إرساء ثقافة فرز النفايات المنزلية في الأحياء السكنية، عن طريق تنظيم حملات لتوعية السكان مرفقة بحوافز. كما يرمي إلى معالجة النتائج السلبية المترتبة على الممارسات العشوائية لجامعي القمامة في الأماكن العمومية.
إلى ذلك، يهدف المشروع الى المساهمة في تطوير الاقتصاد الاجتماعي التضامني، عبر انخراط التعاونيات المشاركة في مشاريع «المبادرة الوطنية للتنمية البشرية». وذلك، مثلاً، من خلال قيام بعض التعاونيات النسوية بصنع «أكياس بيئية» للفرز تسلم للسكان.
ويتوقع تعميم هذه التجربة تدريجياً على بقية المناطق، باعتبار أن تدبير قطاع النظافة يأتي على رأس التحديات المطروحة، بعدما أصبحت مدينة الدار البيضاء تنتج يومياً ما يفوق 4000 طن من النفايات التي تكلفها أموالاً ضخمة.
|