تعاني ولاية كاليفورنيا الأميركية من موجة جفاف لم تعرف لها مثيلاً في تاريخها المسجل. وهي تهدد بتحطيم جميع الأرقام القياسية في الولاية الأميركية الأكبر في عدد السكان، بما في ذلك احتمال بوار نصف مليون فدان من أراضي المحاصيل مع خسائر اقتصادية ببلايين الدولارات.
وقد انخفض منسوب نهر ساكرامنتو الى حد اضطر مسؤولي الحياة البرية إلى التفكير في نقل 30 مليون فرخ من أسماك السلمون من أكبر مزارع التفريخ في الولاية الى المحيط الهادئ لتفادي استنزاف المخزون. وهذا يشكل نحو ثلاثة أضعاف الفراخ التي تنقل خلال سنة عادية، ما يعكس حدة الجفاف الذي دفع حاكم الولاية الى إعلان حالة طوارئ والتحذير من عوز مائي محتمل.
وتأتي غالبية سلمون كاليفورنيا من أربع مزارع تفريخ في حوض نهر ساكرامنتو، أقيمت لإعادة إحياء موائل السلمون التي دمرها إنشاء السدود.
خلال سنة عادية، تنقل مديرية الأسماك والحياة البرية بالشاحنات نحو نصف الـ18 مليون سمكة سلمون التي تفقس في ثلاث مزارع تفريخ إلى المحيط الهادئ. ولكن قلما تشحن الفراخ الفاقسة في المزرعة الرابعة والبالغة نحو 12 مليوناً. أما هذه السنة فقد تضطر المديرية إلى شحن كامل المخزون البالغ 30 مليون فرخ.
يتم إطلاق صغار السلمون عادة من مزارع التفريخ إلى نهر ساكرامنتو وروافده بين نيسان (أبريل) وحزيران (يونيو)، لتبدأ هجرتها النهرية الى المحيط الهادئ، حيث تمضي ثلاث سنوات قبل أن تعود نسبة قليلة منها، في رحلة شاقة وخطرة عكس التيار، إلى مزارع التفريخ في النهر لتضع بيوضها.
لكن منسوب المياه هذه السنة في نهر ساكرامنتو وروافده، التي هي الممرات الرئيسية للسلمون الفاقس في مزارع التفريخ إلى البحر، تضاءل إلى حد ينذر بالخطر. ويعني تقلص هذا الموئل نقصاً في غذاء فراخ السلمون، وازدياد تعرضها للمفترسات، وارتفاع درجات حرارة المياه، ما قد يكون قاتلاً للأسماك.
تتضمن عملية نقل فراخ السلمون الى المحيط تحميلها في شاحنات صهريجية تحوي مياهاً نهرية لا تزيد حرارتها على 15 درجة مئوية، تجتاز مسافة خمس ساعات إلى خليج سان فرنسيسكو، حيث يتم إطلاقها فيه داخل أقفاص شبكية. وتُقطر الأقفاص من الخليج إلى المحيط، حيث تتأقلم الأسماك مع مياهه نحو أربع ساعات قبل إطلاقها حرة.
لكن السلمون يعتمد على حاسة الشم لتتبع مسار عودته لاحقاً من المحيط الى مزارع التفريخ ليضع بيوضه. لذلك يخشى على الفراخ المنقولة بالصهاريج أن تضيع طريقها في رحلة العودة بعد ثلاث سنوات.
|