مدغشقر هي رابع أكبر جزيرة في العالم، اذ تبلغ مساحتها 587 ألف كيلومتر مربع، ما يماثل مساحة فرنسا. وهي، بيولوجياً، ليست أفريقية ولا آسيوية، على رغم قربها من أفريقيا والتأثير الآسيوي عليها. فقد انفصلت عن القارة الأفريقية منذ نحو 165 مليون سنة، وعن شبه القارة الهندية منذ نحو 100 مليون سنة. وسمحت هذه العزلة الطويلة عن الكتل الأرضية المجاورة بنشوء مجموعة فريدة من الأنواع النباتية والحيوانية، ما دفع بعض العلماء الى اطلاق لقب "القارة الثامنة" على مدغشقر.
تضم الجزيرة أربع مناطق ايكولوجية ومعالم طبيعية ذات أهمية بيولوجية دولية. يغطي جزءها الشرقي شريط ضيق من غابات المطر الاستوائية التي تفضي الى مرتفعات شاهقة، خصوصاً الجبال البركانية شمالاً في منطقة تساراتنانا ماسيف. وعلى الساحل الشمالي الغربي سلسلة من الخلجان الصغيرة، وجزيرة تمتد فيها سهول واسعة، فيما تضم المنطقة الجنوبية الغربية غابات استوائية جافة وهضاباً وصحارى. وبسبب الأتربة الحمراء المتمركزة في الجزيرة، دعيت مدغشقر أيضاً "الجزيرة الحمراء العظمى".
مدغشقر هي من أكبر القفار الاستوائية المتبقية على الأرض وموئل لبعض الأحياء البرية الأكثر إثارة. وتؤوي 5 في المئة من الأنواع النباتية والحيوانية المعروفة في العالم، أي 250 ألف نوع، أكثر من 70 في المئة منها متوطنة أي لا توجد في أي مكان آخر.
تضم مدغشقر أكثر من 5000 كيلومتر من الخط الساحلي وأكثر من 250 جزيرة. وفيها بعض أكبر موائل الشعاب المرجانية في العالم وبعض أوسع مساحات المنغروف (القرم) في غرب المحيط الهندي. وتوفر هذه النظم الايكولوجية خدمات أساسية وسبل عيش للسكان. وتعيش في مياه الجزيرة الحيتان وقروش الشعاب وأسماك التونة وخمسة من سبعة أنواع من السلاحف البحرية المتبقية في العالم.
وقد اكتشفت حديثاً أنواع حية فريدة أضيفت الى تشكيلة التنوع البيولوجي المذهلة في هذه الأرض المتفردة عالمياً، بما في ذلك مجموعة من الثدييات والطيور والبرمائيات والأسماك.
تواجه الموائل في مدغشقر تهديدات متزايدة، خصوصاً تعريتها لانتاج حطب الوقود والفحم، اضافة الى الممارسات الزراعية غير المستدامة ورعي المواشي وغزو الأنواع الدخيلة. ويشير تحليل للصور الجوية الى أن الغطاء النباتي تقلص نحو 40 في المئة خلال النصف الثاني من القرن العشرين، مع تراجع «الغابة المركزية» بنسبة 80 في المئة.
خلال موسم الأمطار، تبدو مدغشقر نازفة، إذ تجرف الجداول والأنهار كل سنة ملايين الأطنان من التربة المسامية الرخوة من المرتفعات المتآكلة نتيجة زوال الغابات. ثم تغطي الرسوبيات الشعاب المرجانية الحساسة في المحيط الهندي وقناة موزمبيق. ويهدد هذا الدمار الغابي آلاف الأنواع الحية بالانقراض، ويقدر الخبراء أن مدغشقر فقدت 90 في المئة من غطائها الغابي الأصلي.
وتشكل خسارة الموائل الحيوية كارثة للأنواع الفريدة في الجزيرة، كما أن ازدياد سهولة الوصول الى هذه الموائل زاد فظاعة التجارة بالكائنات البرية.
على رغم غنى مدغشقر بالتنوع البيولوجي، فهي من أفقر دول العالم. ويهدد التدهور البيئي سبل عيش 20 مليون مواطن. ويعمل الصندوق العالمي لحماية الطبيعة (WWF) مع المجتمعات المحلية منذ 47 سنة لحماية التنوع البيولوجي الفريد في الجزيرة. ومن خلال أطر قانونية وسياسية، مع إعطاء الأولوية لسبل عيش مستدامة، يهدف الصندوق الى ترويج منطقة غرب المحيط الهندي بكاملها كنموذج لإدارة النظم الايكولوجية وصون الموائل بحلول سنة 2025.
اكتشف العلماء عام 2009 هذا السام الأبرص (أبو بريص) الذي يتمتع بقدرات تحول لافتة. لونه البني الضارب الى الرمادي شبيه بلون لحاء الشجر، ويوفر له تمويهاً فعالاً للافلات من الطيور ومفترسات أخرى. لكنه أيضاً يستطيع تغيير لونه خلافاً للأنواع الأخرى من عائلته، فيتحول الى الأزرق المزركش أثناء التودد
ضفدعان يتزاوجان من نوع Boophis Lilianae
تمتاز الذكور (تحت) والإناث (الى اليسار) بألوانها الزاهية
هذا النوع من النخيل الذي لم يبق منه أكثر من 100 شجرة لا يوجد إلا في مقاطعة أنالالافا شمال غرب مدغشقر، حيث ينمو في غابة منخفضة جافة تغمرها الفيضانات في موسم الأمطار
الليمور الصائد الفئران Microcebus berthae
هو أصغر الرئيسيات في العالم، إذ يبلغ معدل طوله 9 سنتيمترات ووزنه نحو 30 غراماً، ويعيش في متنزه كيريندي ميتيا الوطني في غرب مدغشقر