تربية الطفل عملية استهلاكية. فكري مثلاً في عدد الأقمطة (الحفاضات) التي يحتاج إليها كل يوم. قد تكون متطلبات الأطفال كثيرة، لكن يجب أن تتذكري أنها بسيطة، وكل ما يحتاجون إليه حقاً هو الطعام والماء والمأوى والحب والرعاية. من السهل أن تجرفك العاطفة فتشتري لطفلك ملابس جديدة ودمى وألعاب فيديو وسواها. لكن هل هو حقاً بحاجة إلى كل هذه الأشياء؟ إن حبك لطفلك لا يبرر شراء أشياء غير ضرورية ستتحول سريعاً الى نفايات. إذا كنت أماً لطفل رضيع، أو حاملاً، وتريدين أن تصبحي «أماً خضراء»، هنا بعض الأفكار البسيطة.
الفوط الرطبة
بالنسبة الى طفل حديث الولادة، يصعب تخفيض كمية الأوساخ التي يفرزها. لكن يمكنك على الأقل تخفيض المنتجات الورقية التي تستعملينها لتنظيفها. كثيراً ما تستعمل الفوط الرطبة (baby wipes) لتنظيف أوساخ الأطفال. ولكي تكوني أكثر رفقاً بالبيئة، تحولي من الفوط الورقية التي ترمى الى فوط قماشية تغسل. وثمة فوط صديقة للبيئة مصنوعة من ورق أعيد تدويره حتى سبع مرات.
الأقمطة
تحولي من الأقمطة (الحفاضات) التي ترمى بعد الاستعمال الى الأقمطة القماشية التي تغسل ويعاد استعمالها، وهي أرخص ثمناً على المدى البعيد. وهناك اليوم أقمطة «صديقة للبيئة»، مطويّة مسبقاً، وتتحلل بيولوجياً، ما يسهل الحياة على أم «خضراء» منشغلة.
الملابس
احتفظي بملابس أطفالك السابقين، أو قايضيها بما يناسب من ملابس أطفال أقرباء أو أصدقاء. وفي بعض البلدان متاجر تبيع ملابس أطفال مستعملة. اغسلي الملابس المستعملة بالصابون قبل أن يرتديها طفلك. وإذا كان لا بدّ من شراء ملابس جديدة، فاشتري تلك المصنوعة من مواد طبيعية مثل القطن أو القنب.
الكتب
حوِّلي الكتب من طفل إلى آخر أصغر سناً، أو شراؤها من متاجر الكتب المستعملة، أو استئجارها من مكتبة. وتذكري أن تنظيفها قبل أن تدعي طفلك يلامسها. فالأطفال يقحمون كل شيء في أفواههم، حتى الكتب.
الدمى
يمكن تحويل الدمى أيضاً من طفل إلى آخر أصغر سناً، لكن تأكدي من أنها مأمونة. ويمكن شراء دمى جديدة صديقة للبيئة ولا تحوي مواد سامة. على سبيل المثال، هناك «عضّاضات» مصنوعة من خشب أشجار تستغل بطريقة مستدامة وملونة بأصباغ مأمونة بيئياً وغير سامة.
أغطية الفراش
يمكنك تحويل أغطية الفراش من طفل الى آخر أصغر سناً. وإذا اخترت شراء الأغطية أو أشياء أخرى لغرفة نوم طفلك، اشتري فقط ما يلزم. فالأطفال يحتاجون الى هذه الأشياء لفترة قصيرة، لأنهم يكبرون بسرعة، فلا حاجة الى شراء الكثير منها. ولا بأس أيضاً من شراء سرير وقطع أثاث مستعملة ما دامت مستوفية متطلبات السلامة.
الرضاعة
أرضعي طفلك من الثدي بدلاً من القنينة إذا أمكنكِ ذلك. فالرضاعة الطبيعية ليست فقط أوفر صحة لطفلك ولك وللبيئة، بل إن حليب الأم متاح دائماً، ونظيف، ودافئ ... ومجاني. ولن تقلقي من نسيان طعام طفلك أو من حمل حقيبة تحتوي على قوارير بلاستيكية. ولن تحتاجي الى خزانة ملأى بالقناني والحلمات البلاستيكية التي يتوجب غسلها. وفي هذا أيضاً توفير للماء والصابون والوقت والمال.
القنينة الصديقة للبيئة
إذا تعذر عليك إرضاع طفلك من الثدي، أو إذا أردت الجمع بين الرضاعة الطبيعية واستخدام القنينة، هناك قوارير صديقة للبيئة مصنوعة من الزجاج أو من البلاستيك المأمون (non–polycarbonate plastic).
طعام عضوي
حضري طعام طفلك من فواكه وخضار عضوية مناسبة. يمكنك أيضاً شراء أطعمة عضوية خاصة بالأطفال.
اقرأي المحتويات
اقرأي ملصقات محتويات الطعام والمنتجات والملابس، لتعرفي ماذا يأكل طفلك وماذا يشرب وماذا يلبس.
لا تدخني
ولا تدعي أحداً يدخن قرب طفلك،
أو قربك إذا كنت حاملاً.
كادر
علِّميه كيف يكون بيئياً
● باشري تعويد طفلك على لون أساسي: الأخضر. وأظهري له، من خلال تصرفاتك، كيف يصبح أكثر مراعاة للبيئة. علميه ثلاث خطوات سهلة: كيف يقلل النفايات، وكيف يعيد استعمال الأشياء، وكيف يعيد تدويرها. أظهري له كيف يحترم الملابس والدمى باستخدام ما استعمله أطفال قبله وإعطاء ما يستغني عنه لأطفال آخرين.
● تذكري دائماً أنك قدوة لطفلك، لذلك أظهري له تصرفات يقتدي بها في المستقبل. على سبيل المثال، بعد أن ينتهي من تناول طعام عضوي من مرطبان زجاجي، علميه متعة إعادة تدوير المرطبان بوضعه في مستوعب النفايات الزجاجية. ولن تلبثي أن تريه يصفق بعد كل وجبة ويشير إلى المستوعب الأخضر.
● إن تربية طفلك بطريقة واعية بيئياً تمهد السبيل لسلوكه السليم في المستقبل.