من الأبوسوم الصغير الى الفيل الأفريقي الضخم وقردة الغوريلا والكوغر الأميركي وآكل النمل العملاق، 105 أنواع من الثدييات تناولتها أكبر دراسة عالمية بواسطة الكاميرات الفخّية (trap cameras) التي نصبها فريق علماء في سبع محميات في أجزاء متفرقة من أميركا وأفريقيا وآسيا.
التقطت الكاميرات 52 ألف صورة، استنتج العلماء من تحليلها أن لخسارة الموائل وصغر المحميات أثراً مباشراً ومؤذياً على تنوع الثدييات وبقائها. وتمثلت التأثيرات بشكل خاص في تقلص عدد الأنواع وتضاؤل تنوع أنظمتها الغذائية.
تناولت الدراسة، التي أجرتها شبكة تقييم ومراقبة الإيكولوجيا الاستوائية (TEAM)، محميات في البرازيل وكوستاريكا وإندونيسيا ولاوس وسورينام وتنزانيا وأوغندا. ولتجميع البيانات، تم وضع 420 كاميرا، 60 في كل موقع بكثافة كاميرا واحدة لكل كيلومترين مربعين طوال شهر. وبعد جمع الصور الملتقطة من العام 2008 والعام 2010، صنف العلماء الحيوانات وفق النوع وحجم الجسم ونظام الغذاء، بين أمور أخرى. وهم استنتجوا أن المحميات الكبيرة والغابات المتواصلة تتميز بثلاث صفات: تنوع أكبر في الأنواع، تفاوت أكبر في أحجام الحيوانات، تنوع أكبر في أنظمة غذاء الثدييات التي تضم آكلات الحشرات وآكلات الأعشاب وآكلات اللحوم وآكلات الحيوانات والنباتات.
قال الدكتور جورج أهومادا، الباحث في منظمة Conservation International: «نتائج الدراسة مهمة في أنها تؤكد ما اشتبهنا به: أن تدمير الموائل يقتل ببطء تنوع الثدييات على كوكبنا. لقد استخلصنا استنتاجين رئيسيين من هذه الدراسة: الأول أنه كلما كانت الغابة أكبر ازداد عدد الأنواع التي تعيش فيها وازداد تنوع أحجامها وأنظمة غذائها. ثانياً، يبدو أن بعض الثدييات هي أكثر تأثراً بخسارة الموائل من ثدييات أخرى. من ذلك أن آكلات الحشرات، مثل آكلات النمال والأرماديلو المدرَّع وبعض القرود، هي التي ستختفي أولاً، في حين أن مجموعات أخرى مثل آكلات الأعشاب ستكون أقل تأثراً».
ومن بين المواقع التي تمت دراستها، احتوت محمية سورينام المركزية على أكبر عدد من الأنواع (28)، واحتوت محمية نام كادينغ في لاوس على أدنى عدد من الأنواع (13). وراوحت أوزان الثدييات التي تم تصويرها من 26 غراماً للأبوسوم الفأري الى 3940 كيلوغراماً للفيل الأفريقي.
وتشكل الثدييات مؤشرات لصحة النظم الايكولوجية، وتؤدي أدواراً هامة تنفع الناس والطبيعة، مثل ضبط نمو النباتات وتدوير المغذيات ونشر البذور. ويرى بعض العلماء أن زوال الثدييات الكبيرة عن طريق الصيد الجائر يخفض قدرة الغابات على تخزين الكربون، لأن هذه الحيوانات مسؤولة عن نشر البذور الكبيرة ذات الكثافة الكربونية العالية. ويعني انخفاض قدرة الغابات على تخزين الكربون انخفاض قدرتها على تلطيف تأثيرات تغير المناخ.
شبكة تقييم ومراقبة الإيكولوجيا الاستوائية (TEAM) التي أجرت الدراسة هي شراكة بين منظمة كونزفيشن إنترناشونال وحديقة ميسوري النباتية ومعهد سميثسونيان وجمعية الحفاظ على الحياة البرية.
شمبانزي Pan troglodytes في غابة بويندي في أوغندا
جاموس أفريقي Syncerus caffer في جبال أودزونغوا، تنزانيا
قرد مكاك Macaca nemestrina
في غابة بوكيت باريزان سيلاتان، إندونيسيا
تابير Tapirus terrestris مهدد بالانقراض في سورينام
نمر نادر Leopardus pardalis في غابة فولكان بارفا في كوستاريكا
صياد غير شرعي ضبطته الكاميرا الفخيّة في غابة بويندي، أوغندا
بيكاري أبيض الشفتين Tayassu pecari في سورينام
آكل النمل العملاق Myrmecophaga tridactyla مهدد بالانقراض في ماناوس، البرازيل
فيل أفريقي Loxodonta Africana في جبال أودزونغوا، تنزانيا
ظبي Muntiacus muntjak في غابة نام كادينغ، لاوس
Photos:
Organization for Tropical Studies / TEAM Network