تتوسع خريطة محطات العلاج بالمياه الحارة وبمياه البحر في تونس يوماً بعد يوم، على رغم التقلبات في الوضع الأمني خلال العامين المنصرمين. فهناك أكثر من 46 حماماً استشفائياً بالمياه المعدنية، وأكثر من 50 مركزاً للمعالجة بمياه البحر، و18 نبعاً جوفياً حاراً.
وثمة أربع محطات استشفائية في شمال البلاد وجنوبها، لكل منها اختصاصاتها العلاجية بناء على التركيبة الفيزيوكيميائية لمياهها. يقصدها التونسيون والأجانب لمعالجة الالتهابات العظمية والمفصلية وروماتيزم العضلات الليفي والتهاب الأعصاب ومرض النقرس المزمن المعروف بداء الملوك، إضافة إلى أمراض الجهاز التنفسي ومنها التهاب الجيوب الأنفية والشعب الهوائية والربو المزمن، وعدد من الأمراض الجلدية مثل الجرب والأكزيما والصدفية، وبعض أمراض العيون.
يقول الدكتور ياسين معزون، الطبيب الاختصاصي بالعلاج الطبيعي وتقويم الأعضاء، إن العلاج بالمياه المعدنية يساعد في تنشيط الدورة الدموية وإزالة السموم عن طريق الغدد وتخفيض الوزن وآلام الظهر والمفاصل وتخفيف جهد عضلة القلب، كما ينشط عملية الهضم ويزيد كفاءة جهاز المناعة. وهو يعتبر علاجاً تكميلياً لبعض التدخلات الجراحية وللنساء بعد الوضع، وعلاجاً وقائياً لحماية صحة الفرد من التدهور.
ويضيف الدكتور معزون أن تحديد مدة العلاج يرتكز على ثلاثة عناصر هي الجدوى العلاجية للماء المعدني والمناخ وفوائده الصحية إلى جانب العلاجات الطبية.
أما الينابيع الجوفية الحارة، فقد أثبتت التحاليل أنها ذات خصائص كيميائية وحرارية ومغناطيسية مميزة. وبرهنت تحاليل كيميائية قام بها عدد من الباحثين التونسيين أن مياه عدد من الينابيع الجبلية قلوية خالية من المعادن الحمضية وغنية جداً بمضادات الأكسدة والأوكسيجين الزائد، مما يجعلها ذات قدرة كبيرة على معادلة وإزالة الفضلات الحمضية السامة والجزئيات الحرة من جسم الانسان، وهي من الأسباب الرئيسية للشيخوخة ولأمراض كبار السن.
تجدر الإشارة إلى أن ثلث التونسيين يزورون مراكز العلاج بالمياه المعدنية والحارة سنوياً، إلى جانب أكثر من 180 ألف سائح من الدول العربية والأوروبية.
|